«بعبع» الثانوية يتحدى كورونا - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«بعبع» الثانوية يتحدى كورونا

نشر فى : الإثنين 22 يونيو 2020 - 8:55 م | آخر تحديث : الإثنين 22 يونيو 2020 - 8:55 م

مشهد تكدس أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، وخصوصا الأمهات، أمام عدد من لجان الثانوية العامة فى اليوم الأول للامتحانات، كان متوقعا فى ضوء الرعب الذى لاتزال تشكله الثانوية العامة للآباء والأمهات، قبل الطلاب والطالبات، كميراث ينتقل من جيل إلى جيل، ومن عام إلى عام.
لم تفلح التحذيرات، ولا حملات التوعية المتواصله، لتجنب تفشى عدوى فيروس كورونا المستجد، فى منع الأهالى من اصطحاب أبنائهم إلى لجان الامتحانات والانتظار خارج اللجان لساعات، للاطمئنان على مستقبل الأبناء وهم يعبرون عاما دراسيا ربما يكون هو الأصعب الذى يمرعلى الأجيال المتعاقبة التى خاضت ماراثون الثانوية العامة حتى الآن.
لا أود أن أكون ممن يعايرون الناس بقلة الوعى، أو أولئك الذين يراهنون على وعى «لا يصمد» أمام مخاوف ربما تكون أشد وطأة على النفوس من التهديدات التى يشكلها فيروس كورونا، فهناك من يعتبرون أن مستقبل الأبناء يستحق المجازفة، والقفز على كل الحواجز، وأنهم لم يجدوا بدا من مرافقة الأبناء إلى اللجان لتقليل مخاوفهم وتخفيف الضغوط على نفوسهم، وتهدئة روعهم.
وزارة التربية التعليم ومراعاة لتلك المخاوف ربما تمكنت من إيجاد حلول لطلاب سنوات النقل فى المراحل التعليمية المختلفة، واستعاضت عن الامتحانات بأوراق البحث، غير أن امتحانات الثانوية العامة لم يكن بد من إجرائها فى شكلها التقليدى، مع وعد من الوزارة باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الطلاب.
لكن هل معنى ذلك أن كل شىء على ما يرام؟ وأن «كله تمام يا فندم»؟ الواقع يقول أن الإجراءات الاحترازية التى جندت الدولة أجهزتها التنفيذية لتطبيقها، تفاوتت من مكان إلى آخر ومن لجنة إلى أخرى، فلم تكن الصورة فى جميع الأماكن على هذا الشكل الجميل الذى كان يتابعه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، والدكتور طارق شوقى وزير التعليم أمام مجمع للمدارس المتميزة بمدينة نصر.
وحتى نكون منصفين لم تكن القضية فى تكدس أولياء الأمور أمام بعض اللجان هى المشكلة الوحيدة، ووفقا لما رصده الزملاء فى «الشروق» شهدت بعض مدارس إمبابة، على سبيل المثال، ارتباكا فى عملية تنظيم دخول الطلاب إلى اللجان، فيما اشتكى بعض الطلاب فى مناطق أخرى من تعطل بوابات التعقيم، وتحدث البعض الآخر عن عدم توزيع أدوات الوقاية مثل الكمامات والمطهرات فى عدد من المدارس.
نعلم أننا أمام عشرات الآلاف من اللجان الأساسية والفرعية التى تعقد بها الامتحانات على مستوى الجمهورية، ولن تكون جميعها على نفس القدر المطلوب، غير أن تصحيح الأخطاء فى الأيام المقبلة يجب أن يكون على سلم الأولويات، وألا يكابر البعض ويحاول تصوير الأمور بعيون وردية، فنحن بشر والأخطاء واردة.
مر اليوم الأول للامتحانات فى عمومه بسلام، على الرغم من بعض السلبيات هنا وهناك، غير أن المشوار لا يزال طويلا ونحتاج إلى المزيد من اليقظة والحيطة لتجنب الأبناء وأولياء أمورهم مخاطر العدوى، أو الإصابة، لا قدر الله، بالفيروس اللعين الذى يتربص بالناس فى الدروب والأزقة، ويرحب بكل تكدس أو زحام.
وإذا كان الحرص على مستقبل الأبناء أكثر ضغطا على أعصاب بعض أولياء الأمور، من مخاوف الإصابة بفيروس كورونا، علينا تجنب، على أقل تقدير، التزاحم، وأن نحافظ على التباعد أمام اللجان، وأعتقد أن هذه مسئولية لا يجب الرهان فيها على وعى الآباء والأمهات فقط، بقدر ما يحتاج الأمر إلى المزيد من حزم الجهات المسئولة عن تنظيم وحماية المدارس التى تتم فيها الامتحانات.

التعليقات