حملة تشويه ممنهجة ضد «الشروق» - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حملة تشويه ممنهجة ضد «الشروق»

نشر فى : الأربعاء 23 أبريل 2014 - 11:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 23 أبريل 2014 - 11:40 ص

هناك حملة ممنهجة ضد «الشروق» بلغت درجة من الإنحدار يصعب تصورها.

نفهم أن يختلف البعض مع مقالة رأى لهذا الكاتب أو ذاك، أو مع توجهات لهذه الصحيفة أو تلك، لكن أن يكون هناك اختلاف حول خبر مجرد فتلك سابقة لم تحدث من قبل.

صباح الأحد الماضى، نشرت «الشروق» فى قصتها الرئيسية بالصفحة الاولى، تصريحا واضحا لا لبس فيه لزكى القاضى عضو لجنة الشباب بحملة المشير عبدالفتاح السيسى يقول فيه: إن اللجنة تبحث تشكيل لجنة فرعية تضم شباب الإخوان التائبين الذين يتبرأون من فكر الإخوان وشرط ألا تكون أيديهم ملوثة بالدماء أو خالفوا القانون.

فى مساء اليوم نفسه شنت بعض مواقع التواصل الاجتماعى وبعض برامج التوك شو الفضائية حملة هجوم منظمة ومسعورة ولامنطقية ضد «الشروق»، والتهمة: «تشويه صورة المشير السيسى».

ياه.. إلى هذه الدرجة بلغ العته والبله والتشويه الذى لا يحاول حتى أن يخترع اتهامات يمكن للعقل أن يصدقها؟!.

هل عندما تنقل «الشروق» عن مسئول فى حملة السيسى مذكور اسمه ومنصبه وصفته تصريحا محددا تكون قد شوهت صورة المشير السيسى؟!!.

لنفترض أن التصريح خطأ أو مسىء، فالشروق لا تتحمل مسئوليته بل يتحمل المسئولية قائل هذا التصريح.

نحن وغيرنا من الصحف ووسائل الإعلام ننقل كل لحظة آلاف التصريحات على لسان آلاف المسئولين المحليين والعرب والأجانب، هؤلاء المسئولون يتحملون مسئولية ما يقولون وليس الصحف التى تنقل عنهم.

هذا عن الشكل، وحتى فى مضمون الخبر فهو مضمون إيجابى ويصب فى مصلحة السيسى وليس العكس. ما قاله زكى القاضى ترجمة حرفية لخريطة الطريق التى ترفض إقصاء أى شخص أو تيار طالما أعلن التزامه بها.

واذا كان الشخص الإخوانى الذى تبرأ من الجماعة ويداه ليستا ملوثتين بالدماء ولم يخالف القانون ويريد العمل السياسى..

اذا كان غير مرحب به من قبل هؤلاء الهجامة فهل ننفيه خارج البلاد أم نقتله أم ماذا نفعل معه؟!!.

المفارقة أن بقية الصحف انتبهت لهذا التصريح من السيد زكى القاضى بعد أن نقلته «الشروق» وبدأت هذه الصحف والفضائيات فى الاهتمام به، ولم نجد من اتهموا «الشروق» بتشويه صورة المشير يتحدثون ويتهمون من أعادوا نقل التصريح بنفس التهمة مرة أخرى!.

بعض من انتقدوا «الشروق» ليلتها كانوا شجعانا وسمحوا لنا بتوضيح الحقيقة. وبعضهم كانت لديه شجاعة الاعتذار بعد أن اتضحت له الصورة، لكن البعض ظل سادرا على غيه على تويتر والفيس بوك وبعض الفضائيات، ولم يكلف نفسه حتى عناء معرفة الفرق بين خبر صحفى يتحمل المصدر المذكور صحة ما يقوله، وبين مقال رأى لكاتب او تحليل لباحث او قصة مصنوعة.

أغلب الظن أن الحملة المنظمة لتشويه صورة «الشروق» ليس هدفها مصلحة الوطن ولا مصلحة السيسى، هدفها محاولة حجز مكان فى الدولة الجديدة، وإزاحة صحيفة كل مشكلتها انها تسعى للعمل طبقا لقواعد المهنة وليس طبقا لأى شىء آخر.

من حسن الحظ أن المشير عبد الفتاح السيسى ليس من عينة الناس الذين ينخدعون بمثل هذه الألاعيب والحيل والضرب تحت الحزام. والسؤال متى يدرك هجامة الصحافة والإعلام أن هذا الجو المحموم والاستقطاب المجنون سوف ينتهى إن آجلا أو عاجلا، وسيعود الناس بعدها لتقييم الإعلاميين على أساس المهنة ولا شىء غيرها؟.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي