الإرهاب الفكرى.. وزاريًا - نادر بكار - بوابة الشروق
الأحد 2 يونيو 2024 9:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإرهاب الفكرى.. وزاريًا

نشر فى : الثلاثاء 23 ديسمبر 2014 - 8:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 23 ديسمبر 2014 - 8:05 ص

رغم إيفاد شيخ الأزهر مستشاره الشخصى الدكتور محمد مهنا لحضور حفل افتتاح المسرح القومى ممثلا رسميا عنه إلا أن ذلك لم يشفع عند وزير الثقافة على الأقل ليكف لسانه ومقاله عن النيل من الأزهر.. يبدو أن د.جابر عصفور ساءه جدا ألا يكون له من حفل النهش فى الأزهر نصيب فقرر الرد على الإحسان بالإساءة وعلى الحكمة بالطيش وعلى الاعتدال بالتطرف!

غادر د. مهنا حفل الافتتاح مغاضبا وله كل الحق بعد تطاول وزير الثقافة على الأزهر كله بتاريخه ومنهجه وعلمائه، ولم نسمع من الدولة تعقيبا رسميا كان أو حتى (جبر خواطر ) وكأن الأمر لا يعنيها أو كأن جوقة أنصاف المثقفين نجحت فى ابتزازها بالعزف على وتر محاربة الفكر المتطرف.. ففتحت الباب لمن تظنه قادرا على إنهاء معاناتها وما تعلم أن الخرق بذلك قد ازداد اتساعا!

مستشار شيخ الأزهر غادر الاحتفال فور وصف وزير الثقافة شيوخ الأزهر بالمتعصبين، وقال معقبا «الإبداع والفن من وسائل التعبير للارتقاء بالإنسان، ونحن ندرس الأدب والشعر والنثر والفنون والمسرح والسينما فى جامعة الأزهر الشريف، فنحن لسنا ضد الإبداع بمعنى الإبداع الراقى الذى يرتقى بالتعبير الإنسانى».

وأضاف، أن اعتراضه لأنه فى احتفال مثل هذا يقول وزير الثقافة إن شيوخ الأزهر متعصبون «لمجرد قولهم رأيهم العلمى، فيتم اتهامهم بالتعصب» ثم تساءل بالذى تنطق به ضمائر الكثيرين لكنهم لا يجرأون على التفوه به خوفا من (الإرهاب الفكرى): «من الذى يكون متعصبا الذى يقول رأيه العلمى أو الذى يطلق الأحكام جزافا؟».

المدهش أن د.جابر عصفور فى معرض كلمته اثنى على الأعمال الفنية التى حاول بعض أصحابها التحايل على تحريم تجسيد الصحابة وقال بالنص «.....حتى لا يتهم ــ يقصد كرم مطاوع رحمه الله ــ بما كانوا يتهمونه به مشايخ الأزهر المتعصبون من أنه يجسد الصحابة فهذا عمل من أعمال الحرية التى تتنزع من غاصبيها وهما الاستبداد السياسى والتعصب الدينى».. ومكمن الدهشة ليس حديثه عن التعصب الدينى هذه المرة، وإنما إشارته إلى (الاستبداد السياسى)! وكأننا نسينا أو تناسينا تاريخا طويلا مازال أرشيف الأهرام يحفظه عن وصلات مدح هذا الاستبداد السياسى ومباركته بل والدفاع عنه!

شخصيا لا أعيب عليه اختياراته الشخصية ولا تعنينى، لكن المشكلة الحقيقية أن الوزير غير قادر فى هذه السن على التفريق بين معاركه الشخصية ونقمته الخاصة على الأزهر وبين منصبه السياسى.

وزير الثقافة يسير على نفس منهج الإرهاب الفكرى الذى ينتظم فى سلكه وزير الأوقاف وآخرون لكن السؤال هل من مصلحة الدولة غض الطرف عن هذا الهجوم الضارى الجماعى على الأزهر مؤسسة ومنهجا وشيوخا؟

نصيحة متكررة: التطرف الفكرى الدينى لا يواجه بتطرف مضاد يتزعمه مهووسون فكريا يحسبون كل الثوابت (رجعية) لابد وأن تسحقها الأقدام.