الانخراط الأوكراني في الحرب السودانية - قضايا إستراتيجية - بوابة الشروق
الأحد 8 ديسمبر 2024 8:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الانخراط الأوكراني في الحرب السودانية

نشر فى : الأحد 24 مارس 2024 - 8:00 م | آخر تحديث : الأحد 24 مارس 2024 - 8:00 م
نشر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية مقالا للباحثة بسمة سعد، تناولت فيه أبرز الأسباب التى دفعت الحكومة الأوكرانية للانخراط مع الجيش السودانى فى حربه ضد قوات الدعم السريع... نعرض من المقال ما يلى:
كان من اللافت فى الآونة الأخيرة، تداول عدة معلومات حول مشاركة قوات أوكرانية فى الحرب السودانية إلى جانب قوات الجيش السودانى، وهو ما يدفع للتساؤل: ما دوافع الانخراط الأوكرانى فى الحرب السودانية؟
أولها: رد الجميل السودانى، حيث أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» فى تقرير لها أنه عقب اندلاع الحرب الأوكرانية، قدم البرهان دعمًا عسكريًا لكييف، وهو ما دفع الرئيس زيلينسكى إلى الاستجابة لنداء البرهان عقب أسابيع قليلة من مكالمة هاتفية بينه وبين الأخير، وذلك عبر إرسال قوات الكوماندوز الأوكرانية فى أغسطس 2023، والتى ضمت نحو 100 جندى، معظمهم من وحدة «تيمور» التابعة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كما زودت كييف قوات الجيش السودانى ببنادق «إيه كيه إم» المزودة بكواتم الصوت الجديدة.
أما بالنسبة لثانى الأسباب، فتتمثل فى غناء الساحة السودانية بمصدرين جاذبين للانخراط الأوكرانى هما الأسلحة والذهب.
فقبل اندلاع الحرب السودانية أصدرت لجنة جمع السلاح ــ وهى جهة حكومية ــ تقريرًا أكد أن هناك «خمسة ملايين قطعة سلاح فى أيدى المواطنين، غير الأسلحة لدى الحركات المتمردة». ومع اندلاع الحرب السودانية، من المتوقع رواج سوق السلاح السودانى الذى ارتفع سقف الطلب على أنماط منه لم تكن محل استخدام مسبق؛ فبعدما كان التسليح مقتصرًا على المسدس، زاد الطلب على بنادق القنص، سواء الأمريكية أو الإسرائيلية أو الإيرانية، وكذلك الرشاشات. ومن ثَمّ بات سوق السلاح السودانى محل اهتمام أوكرانى، فى ظل افتقار كييف إلى دعم عسكرى غربى واحتياجها الشديد إلى جميع أنماط الأسلحة.
أما بالنسبة للعلاقة الرابطة بين الذهب السودانى والانخراط الأوكرانى فى الحرب السودانية، فإن السيطرة على الذهب السودانى، يعنى الحصول على مصدر تمويل مهم ورئيسى لأنشطة القوى الدولية المسيطرة عليه أو الحليفة للقوى الوطنية المسيطرة عليه، كما أن طرف الحرب الذى يملك السيطرة على المعدن الأصفر قد يكون الأقدر على قلب ميزان المعركة لصالحه، ولصالح القوى الداعمة له إقليميًا ودوليًا.
ومن اللافت فى الشريك الروسى أنه يعمل بالتوازى مع طرفى الحرب؛ حيث إن هناك شركات روسية تابعة للحكومة السودانية وأخرى تابعة لمجموعة فاجنر، فالشراكة الروسية عبر مجموعة فاجنر؛ تتعامل مع قوات الدعم السريع، وما تقدمه فاجنر من دعم وتدريب لقوات الدعم السريع، نظير مد فاجنر بأطنان من الذهب تمول حرب موسكو فى أوكرانيا.
ومن ثَمّ باتت الساحة السودانية إحدى مناطق الاستقطاب والتنافس الأوكرانى الروسى، التى تعكس بشكل ضمنى عن بُعد جديد للاستراتيجية الأوكرانية للرد على العملية العسكرية الروسية الخاصة فى كييف، بخلاف ساحة المعركة، تتمثل فى منافسة كييف لموسكو فى مناطق نفوذها التى تُعد بيئة مثالية للتمويل ولتوفير السلاح.
علاوة على تصريح قائد الاستخبارات الأوكرانية بودانوف، تعليقًا على إرسال قوات أوكرانية إلى السودان، قائلًا: «إن إرسال القوات الأوكرانية إلى الخارج كان من باب المصلحة»، مُضيفًا: «لدى روسيا، وحدات فى أجزاء مختلفة من العالم ونُحاول أحيانًا ضربهم هناك». كما صرح أحد قادة الألوية الأوكرانية فى السودان، قائلًا: «من المستحيل هزيمة روسيا بمجرّد القتال على قطعةٍ صغيرة من الأرض، مثل خط المواجهة فى أوكرانيا»، وهو ما يكشف فى مجمله عن سبب ثالث لقبول الرئيس زيلنيسكى بالانخراط فى الحرب السودانية إلى جانب قوات الجيش السودانى، والذى يأتى بالتوازى مع المساعى والدعوات الأوكرانية الحثيثة للدول الغربية لتحويل أصول روسية مجمدة تبلغ قيمتها 300 مليار يورو، إلى كييف للمساعدة فى إعمار البلاد، كإحدى أدوات الضغط الأوكرانى والغربى على موسكو.

النص الأصلى:

التعليقات