صحافة مصر في المنطقة السوداء - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صحافة مصر في المنطقة السوداء

نشر فى : السبت 25 أبريل 2020 - 9:35 م | آخر تحديث : السبت 25 أبريل 2020 - 9:35 م

كالعادة، تراجع ترتيب مصر بين الدول التى تحترم حرية الصحافة فى العالم، وفقا للتقرير السنوى لمنظمة «مراسلون بلا حدود» الذى يرصد أوضاع الصحافة فى 180 دولة حول العالم، وحلت مصر فى المرتبة الـ166، متراجعة 3 مراكز عن العام الماضى، لتستقر فى المنطقة السوداء على خريطة حرية الصحافة العالمية.
وكالعادة أيضا، اختفى التقرير الذى صدر منتصف الأسبوع الماضى من وسائل الإعلام المصرية، فلم تضبط منصة واحدة متلبسة بتناول ما جاء فى التقرير عن مصر أو عن غيرها من الدول المتقدمة أو المتخلفة فى مجال الحريات الصحفية، اللهم إلا ما أفردته بعض المواقع عن الجزء الخاص بحال حرية الصحافة فى تركيا «الاستبدادية التى يحكمها الديكتاتور رجب طيب أردوغان»، تلك الدولة التى حلت فى المرتبة الـ154، أى أنها تسبق مصر بـ 12 مركز، مستنكرة سجن السلطة التركية للصحفيين وإغلاقها للصحف وحجبها للمواقع الصحفية.
وكالعادة أيضا، وضع تقرير المنظمة السنوى مصر ضمن أكثر ثلاث دول سجنا للصحفيين فى العالم، وجاءت فى المركز الثالث بعد الصين وإيران التى أزاحت تركيا وحلت محلها هذا العام بعد أن زج نظام الملالى بمئات الصحفيين فى السجون أثناء الانتفاضة التى شهدتها المدن الإيرانية قبل شهور، وفقا لما نقلته وسائل إعلام دولية عن تقرير المنظمة .
وكالعادة أيضا، جاءت مصر فى مرتبة متأخرة بين قائمة الدول العربية التى تحترم حرية الصحافة، حيث لم تتقدم مصر إلا على 5 دول عربية هى اليمن والبحرين والسعودية وجيبوتى، فيما تقدمت السودان التى تمكن شعبها من إنهاء نظام حكم الفريق عمر البشير الاستبدادى الذى استمر لنحو 3 عقود.
«مراسلون بلا حدود» حذرت فى تقريرها للعام الحالى من استمرار العداء للصحفيين فى العديد من المناطق حول العالم.
وأشار التقرير إلى أن العقد المقبل سيكون حاسما لمستقبل الصحافة، «حيث تعصف عدة أزمات بها وفى مقدمتها الأزمات الجيوسياسية مع زيادة عدوانية الأنظمة الاستبدادية، ونقص الضمانات لتطبيق الديمقراطية والسياسيات القمعية، ناهيك عن بث الكراهية تجاه وسائل الإعلام، وأزمات اقتصادية حيث تعانى المؤسسات الصحفية حول العالم».
الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» كريستوف ديلوار قال فى تصريحات صحفية عقب نشر تفاصيل التقرير إن العقد المقبل سيكون حاسما للصحافة خاصة فى ظل ظهور عوامل جديد تهدد حق الحصول على المعلومة، مشيرا إلى أن وجهة الصحافة فى 2030 ستتحدد خلال وقتنا الحالى.
ونوه التقرير إلى استغلال حكومات بعض الدول لأزمة انتشار فيروس كورونا، لفرض قيود على حرية الصحافة «زاد قمع الصحفيين ووسائل الإعلام، وفرضت دول مثل الصين (فى المرتبة الـ177 عالميا) وإيران (فى المرتبة الـ173 عالميا) والعراق (فى المرتبة الـ162 عالميا) رقابة واسعة على وسائل الإعلام.
تحججت بعض الحكومات بأزمة كورونا وفرضت قيودا على حصول الصحفيين على المعلومات، واتخذت إجراءات تحد من حرية الصحافة، وفق ما أشار إليه أمين عام «مراسلون بلا حدود»، مفسرا ذلك بأنه «من المستحيل حصول احتجاجات أو اعتراض عليها بسبب انشغال الجميع بالجائحة».
تتعامل بعض الحكومات، خاصة فى منطقتنا، مع حرية الصحافة واستقلالها باعتبارها ترفا، وترى أن حق المواطن فى الحصول على المعلومة والتحليل هو حق مؤجل، وأن أى حديث عن التنوع وتداول الأفكار يؤثر على الاستقرار ويثير البلبلة.
بالطبع لا تخشى تلك الحكومات على الأوطان أو الشعوب بقدر خشيتها على نفسها، فالمواطن الذى يعرف ويعلم يظل مصدر قلق للأنظمة المستبدة، وكلما تكشفت أمامه الحقائق ونقلت إليه الصحافة والإعلام المعلومات المحققة ووجهات النظر المختلفة، زاد خطره على الأنظمة التى تسعى إلى التأبيد فى السلطة، ومن ثم تعمل تلك الأنظمة على غلق المحبس، وتأميم حق المواطن فى صحافة حرة من المنبع، حتى يتسنى لها تسييره وتوجيهه، فتفرض القوانين التى تمكنها من البقاء بلا حسيب أو رقيب.

التعليقات