دحلان يحرك الشارع الفلسطينى - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دحلان يحرك الشارع الفلسطينى

نشر فى : الإثنين 27 يناير 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 27 يناير 2014 - 8:20 ص

كتب شلومى إلدر مقالا نشر بموقع المونيتور تناول فيه النزاع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ومحمد دحلان، وتأثيره على الشارع الفلسطينى. فقد بدأ محمد دحلان، عضو فتح والمنافس السياسى المرير لأبومازن، فى خلق قواعد قوة ودعم فى الضفة الغربية التى يعتزم استخدامها عندما يأتى يوم الحساب. وطبقا لما ذكرته مصادر مقربة منه، فإن اليوم الذى يحاول فيه دحلان استعادة مكانته كشخصية محورية فى النظام السياسى الفلسطينى قريب جدّا.

ويوضح الكاتب أن دحلان كان رئيسا لقوات الأمن الوقائى فى قطاع غزة وبعد ذلك وزيرا للداخلية ومستشار الأمن القومى فى حكومة أبو مازن. وتدهورت مكانته فى السلطة الفلسطينية بعد استيلاء حماس على السلطة فى قطاع غزة عام 2007، وطُرد مؤيدو فتح بشكل مهين. ويزعم دحلان الذى كان يعتبر حينذاك أقوى رجل فى قطاع غزة أن أبومازن ألقى باللوم عليه فيما يتعلق بهزيمة فتح المحزنة لكى لا يتحمل هو أية مسئولية عنها.

ومنذ ذلك الوقت كانت هناك منافسة سياسية مريرة بين الجانبين، حيث يوجه كل منهما سيلا من الاتهامات العلنية ويتم تسريب ادعاءات بالفساد للإعلام. وقد اتهم رجال أبو مازن دحلان بسرقة الخزانة العامة، وادعى دحلان بأن أولاد أبومازن تلقوا ملايين الدولارات فى شكل مساعدات وأرباح من الأموال العامة الفلسطينية. وفى النهاية، كان دحلان هو الخاسر فى هذا النزاع. فقد ألغيت عضويته فى فتح وطُرد من الضفة الغربية. وهو الآن يقوم بعمل خاص فى دبى، بينما ينتظر الوقت الذى يمكنه فيه الانتقام واستعادة شرفه الذى سُلب منه ومن مؤيديه.

•••

ويشير إلدر الى أن رجال دحلان قد بدأوا مؤخرا تأسيس هيكلهم التنظيمى فى مخيمات الضفة الغربية. ففى مخيمات نابلس والخليل والجلزون فى رام الله، استشعر رجال دحلان إحساسا قويا بالكراهية تجاه حكومة أبو مازن. وهم يرون أن الشباب فى المخيمات يشعرون أن مسئولى السلطة الفلسطينية تخلوا عنهم ولا يفعلون أى شىء لتحسين حياتهم أو تقليل معاناتهم. مما يجعل منها أرضا خصبة لتجنيد مؤيدين. ويبدو أنه ليس بالعمل الصعب، فمئات الشباب يعتقدون أن دحلان يقدم لهم فرصة للتغيير ولذلك فهم مستعدون لاتباعه.

ويصف الكاتب دحلان بأنه على معرفة جيدة بالأساليب المستخدمة لكسب التأييد وبناء قواعد النفوذ السياسى. ففى السنوات السابقة لاتفاق أوسلو كان مسئولا عن «ملف غزة» فى مقر عمليات منظمة التحرير الفلسطينية بتونس. وكان دحلان يتولى المنصب مع جبريل الرجوب بعد اغتيال إسرائيل لخليل الوزير (أبوجهاد) فى بيته بالعاصمة تونس. ومنذ تلك اللحظة بدأ دحلان بإرسال ملايين الدولارات إلى ناشطى فتح ومؤيديها المحتملين فى قطاع غزة.

•••

ويشير إلدر الى مقابلة أجراها مع دحلان عام 2005 والتى تحدث فيها بصراحة شديدة عن كيفية وضعه القواعد الأساسية فى قطاع غزة وتحويل السكان المحليين إلى مؤيدين له. «فى الأسبوع الأول لى فى منصبى زدت مقدار المبلغ المخصص لتنظيم الناشطين فى غزة أثناء الانتفاضة الأولى خمسة أضعاف من 50 ألف دولار إلى 250 ألف دولار شهريا. وكان ذلك أمرا ثوريا. هل تعلم ماذا فعل ذلك فى غزة؟ حينما يأتى شخص من الأراضى المحتلة للدراسة فى تونس أرفع التليفون واسأله كيف الحال؟ هل تحتاج إلى أى شىء؟ فلوس؟ وعندما كان أحد يتزوج وليس معه مليم، كنت أساعده على اتخاذ أولى خطواته فى العالم. تلك هى الطريقة التى عملت بها. ولم يكن ذلك من باب أنى أريد أن أكون زعيما فى المستقبل بل لأنى جئت من أسرة فقيرة».

وحتى الآن هناك مجموعة كبيرة من مؤيدى فتح، داخل الحركة وخارجها، على استعداد لاتباع دحلان فى كل المصاعب، على الرغم من الحرب المريرة التى يشنها عليهم مؤيدو أبو مازن. وقد بدأوا مؤخرا كذلك العمل مع مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، مستخدمين الطريقة نفسها التى استخدمها دحلان حينما كان لا يزال فى تونس. ويوظف دحلان مبالغ كبيرة من المال فى دول الخليج، ويقدرها البعض بعشرات الملايين من الدولارات، ويرسلها إلى مخيمات اللاجئين لمساعدة المحتاجين وتوفير الطعام وتحسين الإسكان وتطوير الأندية الرياضية وتوفير المنح الدراسية للطلاب ومساعدة الأزواج الشباب.

أبلغ مصدر فلسطينى «المونيتور» أن دحلان ورجاله يتصرفون بحكمة. «إنهم لا يخلقون معارضة لنظام أبو مازن، وليسوا هيكلا تنظيميا يشبه جيوب المقاومة للسلطة الفلسطينية وقوات أمن أبو مازن. وليس هناك أدنى مؤشر على العنف (المحتمل). إنه يقدم فحسب مساعدة مجتمعية موسعة للناس فى مخيمات اللاجئين على أمل أن يتذكروا ذلك عندما يحين الوقت. وسوف يعلمون على وجه الدقة من ساعدهم ومن وقف إلى جانبهم عندما لم يحرك أبو مازن وغيره من السلطة الفلسطينية ساكنا لتحسين مستوى معيشتهم».

•••

ويضيف الكاتب أنه لفترة طويلة ظل الناس يعتبرون دحلان الوريث الطبيعى لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات الى أن شن أبو مازن حملته شديدة العلنية والوحشية ضده. واعتبره أشخاص كثيرون مرشحا لأن يصبح رئيس السلطة الفلسطينية التالى بعد الرئيس. لكن الأمور تعقدت بعد ذلك. والآن يزعم المقربون من دحلان أن عرفات رحل قبل أن تكون الأرض جاهزة لتعيين شاب كدحلان زعيما للشعب الفلسطينى، حتى إذا كان شخصية معروفة ومحترمة فى قطاع غزة. وعلى الرغم من ذلك لم يتخيل أى من معجبيه ومؤيديه فى قطاع غزة والضفة الغربية أن دحلان سوف يدخل فى هذا الصدام المحتدم مع أبو مازن، أو أنه سيُهزم ويُطرد من فتح والضفة الغربية.

ويختتم إلدر المقال بقوله إن رجال دحلان يعتقدون الآن أنه ما إن تفشل المفاوضات مع إسرائيل فسوف يُضطر أبو مازن للاستقالة. وحينئذ سوف يتمكن دحلان من العودة إلى الضفة الغربية ويحاول الاستيلاء على السياسة الفلسطينية مرة أخرى. وقد سأل المصدر الفلسطينى الذى كان يتحدث إليه «متى سيحدث ذلك؟» فقال له «قريبا، قريبا جدا».

التعليقات