في انتظار أوباما - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 6:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في انتظار أوباما

نشر فى : الأربعاء 27 مايو 2009 - 5:11 م | آخر تحديث : الأربعاء 27 مايو 2009 - 5:11 م

 خلال أيام قليلة انقشعت كثير من الغيوم التى سادت العلاقات المصرية ــ الأمريكية. وبدا الطرفان على استعداد لإعادة بناء أواصر التحالف أو الصداقة التى تشكلت عبر عدد من السنوات، وبقيت تحتفظ بدرجة معقولة من التفاهم، لم ينجح فى تدميرها غير الرئيس بوش وإدارته خلال الثمانى سنوات من حكمه غير السعيد.

وخلال الاتصالات التمهيدية التى جرت أخيرا بعد أن أعلن الرئيس أوباما عزمه على زيارة مصر وإلقاء خطاب يوجه إلى الأمة الإسلامية، مقترنا بلقاء مرتقب مع الرئيس مبارك تغير مكانه لأسباب خارجة على إرادة الطرفين، سرت فى الأجواء تحركات وإجراءات هينة لينة خففت من درجات الاحتقان التى زرعتها إدارة بوش، ونجح الصهاينة فى تعقيد مساراتها حول القضية الفلسطينية حتى جاء نتنياهو بحكومته اليمينية المتطرفة.. ليثبت أن نوايا السلام الإسرائيلية أبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة.. أعرب نتنياهو عن استعداده للتفاوض مع الفلسطينيين، ولكن دون الاعتراف بالدولتين كحل. واتخذ أوباما موقفا ملاينا وعد فيه بألا يترك الحبل على الغارب أمام الطموحات النووية الإيرانية. ولكنه أكد أن على إسرائيل أن توقف الاستيطان، وأن تقتنع بحل الدولتين أساسا لأى منطق سلام عاقل.

تسير العلاقات بين مصر وأمريكا فيما يبدو فى مسارين محاذيين. المسار الأول يهدف إلى اتفاقية مشاركة اقتصادية مع أمريكا، لزيادة حجم التبادل التجارى وزيارة الاستثمارات الأمريكية فى مصر ومضاعفة صادرات الكويز.

والمسار الثانى يستهدف البحث عن أرضية مشتركة للتعاون فى حل القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة وإقناع نتنياهو وحكومته باتخاذ إجراءات تخفف من التوتر فى المنطقة. بدرجة أو بأخرى، مع الأخذ فى الاعتبار بانتهاج استراتيجية أمريكية تحبط الأهداف النووية الإيرانية.

ويدرك الرئيس الأمريكى أن نجاح السياسات الأمريكية فى العراق وباكستان وأفغانستان يستلزم إصلاح علاقات أمريكا بالعالم الإسلامى.. وكسب ثقة الدول العربية فى حل المشكلة الفلسطينية.

ليس من المتوقع أن يستخدم أوباما خطابه فى القاهرة الموجه للعالم الإسلامى، لوضع أسس حل شامل لمشكلة الشرق الأوسط. ولكن المتوقع أن يقدم رؤية أوسع للعلاقات الأمريكية الإسلامية والعربية.

ويلفت النظر فى إطار هذه التحركات تلك الملاطفات السياسية المتبادلة بين واشنطن والقاهرة. والتى يمكن أن ترفع الروح المعنوية وتخفف من أسباب التوتر.

فمن كان يتوقع أن تصدر المحكمة حكمها بتبرئة سعد الدين إبراهيم من الاتهامات التى وجهت إليه بإساءة سمعة مصر والنظام، بعد سنوات من تبادل الادعاءات والاتهامات ولوى الذراع والتى أساءت إلى العلاقات المصرية ــ الأمريكية، وحالت دون عودته إلى مصر، ولكن فجأة حدث ما لم يكن فى الحسبان!

وبالمثل جاء الإجراء الذى اتخذه نتنياهو ــ قيل بناء على رجاء من الرئيس مبارك ــ لوقف حملات التشكيك والإساءة ضد فاروق حسنى، لكى يتم انتخابه أمينا عاما لليونسكو. وبدا وكأن أشياء كثيرة قد صارت سمنا على عسل، حين ألمح رئيس مجلس الشعب فتحى سرور بأنه ليس لديه مانع من قبول دعوة الكنيست إذا وافق مجلس الشعب المصرى على قبول الدعوة.

ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الملاطفات والمغازلات من باب إشاعة أجواء جديدة تمهد لخطوات جديدة. أم أن لها مقابلا لابد أن تدفعه جهة ما.. وهو أمر يستحق الانتظار فى النهاية على كل حال.

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات