الذكاء الاصطناعى.. والخطوط الحمراء - قضايا تكنولوجية - بوابة الشروق
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 9:22 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

الذكاء الاصطناعى.. والخطوط الحمراء

نشر فى : الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 9:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 9:05 م

نشرت جريدة الرياض السعودية مقالا للكاتب خالد رمضان، تناول فيه دعوة عالمية عاجلة وغير مسبوقة (كما ورد فى بيان صادر عن معهد «مستقبل الحياة» فى بوسطن)، موقعة من قبل أكثر من 850 شخصية بارزة منها: جيفرى هانتون وستيوارت راسل، لحظر تطوير «الذكاء الفائق» (Superintelligence)، وذلك بسبب المخاطر الجسيمة التى يحملها هذا العقل الآلى القادر على اتخاذ قرارات مستقلة متجاوزا قدرات البشر. يؤكد كاتب المقال أن الهدف من التقدم التكنولوجى هو خدمة البشرية وليس خلق كيانات آلية خارجة عن السيطرة.. نعرض من المقال ما يلى:

فى لحظة تاريخية غير مسبوقة، وقّع أكثر من 850 شخصية عالمية بارزة على وثيقة قد تكون الأكثر خطورة فى مسيرة الذكاء الاصطناعى.. هذا البيان الصادر عن معهد «مستقبل الحياة» فى بوسطن، ليس مجرد دعوة لتعليق مؤقت لتطوير الذكاء الاصطناعى، كما حدث فى 2023، بل هو صرخة استغاثة عاجلة تطالب بحظر عالمى لتطوير «الذكاء الفائق»، ذلك العقل الآلى الذى يُتوقع أن يتجاوز قدرات البشر.. هذا التحالف الفريد من الموقعين يضم نخبة من العلماء، رواد التكنولوجيا، قادة الأعمال، السياسيين، وحتى الفنانين، فى جبهة موحدة قلما تجتمع حول قضية واحدة.

فى طليعة الموقعين نجد أسماء لامعة مثل يوشوا بنجيو وجيفرى هينتون، من رواد الذكاء الاصطناعى، إلى جانب خبراء السلامة مثل ستيوارت راسل.. وتمتد القائمة لتشمل قادة تكنولوجيا مثل ستيف وزنياك، مؤسس آبل المشارك، ورجل الأعمال ريتشارد برانسون، بالإضافة إلى شخصيات سياسية مثل سوزان رايس ومايك مولن، وصولا إلى المؤرخ يوفال نوح هرارى والفنان ويل آى. آم. هذا التنوع يعكس قلقًا عابرًا للحدود، يتجاوز الأوساط الأكاديمية إلى قلب المجتمع العالمى.

ولكن، لماذا الذكاء الفائق؟ ولماذا الآن؟ الإجابة تكمن فى المخاطر الجسيمة التى يحملها، فالذكاء الفائق لا يعنى مجرد آلة ذكية، بل يعنى كيانًا قادرًا على اتخاذ قرارات مستقلة، يعيد كتابة قواعده الذاتية، ويحقق أهدافه بكفاءة لا تُضاهى، حتى لو كانت هذه الأهداف لا تتوافق مع مصالح البشرية.. التاريخ يحفل بالدروس: الأزمة المالية لعام 2008، على سبيل المثال، اندلعت بسبب أدوات مالية معقدة لم يستطع حتى مبتكروها التنبؤ بتداعياتها، فكيف إذا كنا نتحدث عن عقل اصطناعى يفوق قدرات البشر مجتمعين؟ الخطر ليس فى نوايا الآلة الشريرة، بل فى احتمال أن تعمل بكفاءة فائقة دون مراعاة احتياجاتنا أو قيمنا.

هذا البيان الاستثنائى، ليس نهاية المطاف، بل يمكن أن يكون بداية جادة لحوار عالمى موسع حول الوجهة التى يسير نحوها الذكاء الاصطناعى، والهدف قطعا، ليس إيقاف التقدم الكاسح الذى يقوده الذكاء الاصطناعى، بل إن الأمر يتعلق بتوجيهه لخدمة البشرية، وبكل تأكيد، فإنه يمكن للذكاء الاصطناعى أن يحدث ثورة فى الطب، والعلوم، والتعليم، دون الحاجة إلى خلق كيانات فائقة الذكاء تخرج عن سيطرتنا.. والمطلوب هو إعادة التفكير فى مسارنا، نريد أدوات ذكية تخدم الإنسان، لا كائنات مستقلة تعيد تشكيل العالم وفق رؤيتها، المستقبل بين أيدينا، لكن الوقت ينفد لرسم الخطوط الحمراء.

قضايا تكنولوجية قضايا تكنولوجية
التعليقات