نشرت جريدة الفايننشال تايمز افتتاحية بعنوان «فلتمنحوا إيران حقّا محدودا للتخصيب»، تطرح الجريدة تساؤلا حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إيران والغرب يقيد برنامج البلاد النووية بينما يرفع فى الوقت ذاته العقوبات الدولية عن إيران.
بدأ المقال، بأنه لأول مرة منذ سنوات عديدة يطرح مراقبو إيران هذا السؤال تعبيرا عن الأمل أكثر من الخوف. ففى الشهر الماضى رفع حسن روحانى رئيس إيران الجديد توقعات إنجاز ما عند زيارته للأمم المتحدة فى نيويورك. وفى الأسبوع الماضى كان هناك تقدم آخر فى جنيف عندما عقد دبلوماسيون رفيعو المستوى من إيران وست قوى عالمية مناقشاتهم الأكثر تفصيلا حتى الآن بشأن هذه القضية.
وأشارت الجريدة إلى مؤشر آخر يدل على التقدم. ففى السنوات الأخيرة، كانت المحادثات بين إيران والقوى الست تهدف بشكل كبير إلى اتفاقية بناء ثقة سريعة. وفى المفاوضات السابقة طالبت الولايات المتحدة بضرورة إغلاق بعض المنشآن النووية الإيرانية مقابل رفع محدود للعقوبات. لكن هذا الحوار فشل، وهو ما يعود فى جزء منه إلى أنه لم يوضَّح قط لإيران نوع البرنامج النووى الذى سوف تحتفظ به على المدى الطويل.
واضافت أنه فى جنيف الأسبوع الماضى، كانت هناك مقاربة جديدة. فلأول مرة بدأت إيران والغرب مناقشة «الحالة النهائية» التى ينبغى أن يكون عليها البرنامج النووى الإيرانى وكذلك استكشاف خطوات بناء الثقة الأولية. وهذا مهم صلأن إيران سوف تبدأ تقييد برنامجها النووى فقط إن علمت أنها سوف تحتفظ فى نهاية الأمر بحق ما فى تخصيب اليورانيوم من أجل الطاقة النووية المحلية.
•••
من ناحية أخرى، أكدت الجريدة، أن أى اتفاق يترك لإيران الحق فى مواصلة تخصيب اليورانيوم سوف يلقى معارضة قوية من الجمهوريين الأمريكيين والحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك فلابد من قول أمرين:
أولا: لن توقع إيران على أى اتفاق دون حق محدود فى التخصيب، وهو أمر سوف يسمح لها على أقل تقدير بالحفاظ على ماء وجهها. واعترف جون كيرى وزير خارجية الأمريكى بتلك النقطة عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ عام 2009، حيث أبلغ الفايننشال تايمز أن أى إصرار على تخلى إيران بالكامل عن التخصيب سوف يكون «أمرا مضحكا».
ثانيا: يمكن عقد اتفاق يعطى إيران حقّا دائما فى التخصيب لكنه يخفف المخاوف الدولية. وسوف يتعين على إيران السماح للهيئات الدولية بإجراء تفتيش على البرنامج فى أى وقت. كما أنه سيتعين عليها وضع قيد صارم على إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب من أجل الطاقة النووية.
•••
وفى الختام ترى الفايننشال تايمز إنه سيكون من الصعب تأمين مثل هذا الاتفاق. لكن لابد للمتشككين، سواء أكانوا الجمهوريين فى الكونجرس أو حكومة إسرائيل، أن يوفروا لمفاوضى جنيف الزمان والمكان للتوصل إلى صيغة قابلة للنجاح. وسوف يرتكب الكونجرس، على وجه الخصوص، غلطة كبيرة إن هو مضى قدما فى فرض المزيد من العقوبات على إيران قبل حصول محادثات جنيف على فرصة للتنفس