مصطفى الصياد.. شهيد «دروة» الذى واجه الإرهاب - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:24 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصطفى الصياد.. شهيد «دروة» الذى واجه الإرهاب

الجنازة
الجنازة
إسماعيل الأشول
نشر في: الأحد 1 مايو 2016 - 7:03 م | آخر تحديث: الأحد 1 مايو 2016 - 7:03 م
- ترك أسرة صغيرة من طفلة وزوجة شابة.. وودع عائلة بسيطة تكسب قوتها بالعمل اليدوى

تاركًا طفلة صغيرة وزوجة شابة، وعائلة بسيطة تمتهن صيد الأسماك فى قوارب خشبية من مياه ترعة «بحر يوسف»، أحد فروع نهر النيل من ترعة «الإبراهيمية»، شمال الصعيد، غادر الشاب مصطفى الصيّاد عقب تخرجه فى كلية الشريعة الإسلامية، قبل حوالى سبعة أشهر، قريته «دروة» غرب مركز ملوى بالمنيا، إلى محافظة شمال سيناء، لينضم جنديًّا مقاتلًا فى صفوف القوات المسلحة، يخوض مع رفاق آخرين، حربًا لا هوادة فيها، ضد التنظيمات الإرهابية، بالمحافظة الحدودية المهمة.

لحظة مغادرة مسكنه إلى كتيبته المقاتلة، ضمّ الصيّاد طفلته «وئام» إلى صدره، ووضع قبلة على خدها، قبل أن يتركها بين يدى زوجته التى لم يمض على زواجه منها، وقتها، أكثر من عام وبضعة أشهر قليلة، غير مبالٍ باحتمالات مواجهة الموت على مسرح القتال.

مضى الصيّاد، ابن الأزهر الشريف، إلى خدمته العسكرية، شهيدًا محتملًا يودّع، بين يوم وآخر، شهداء ارتقوا إلى السماء فى مواجهة الإرهاب، إلى أن اختارته يد القدر واحدًا منهم، بعد تعرض المدرعة العسكرية التى كانت تقله مع آخرين، لعبوة ناسفة بمنطقة الخروبة شرق العريش فى شمال سيناء قبل يومين.

بعيون دامعة، استقبل أهالى وجيران الصيّاد نبأ استشهاده. الجميع يبكونه شابًا عصاميًّا، من أسرة يكسب أفرادها قوتهم بالعرق فى ميادين مختلفة من العمل اليدوى.. فى الصيد أو أعمال البناء أو غير ذلك، سواء الوالد الحاج حسن (51 عامًا) أو شقيقيه طه (31 عامًا) وأحمد (17 عامًا).

بصوت يملؤه الأسى، تحدث طه لـ«الشروق»:«أبلغونا بالخبر ظهر الجمعة، فى البداية هاتفنا أحد زملائه، وقال إنه مصاب، ثم تحدثت إلى أحد زملائه المجندين من أبناء القرية، فقال شدوا حيلكم، وطلب منى الصبر واحتساب أجره عند الله».

مساء الخميس الماضى، كانت آخر مكالمة لمصطفى مع والده حسن الصيّاد، كما يروى شقيقه طه، فالمجند الشاب كان يستعد لإجازته التى كانت مقررة السبت، وقتها هاتف والده، وطلب منه «تحويل رصيد» إلى رقم هاتفه المحمول «حتى يتمكن من متابعة سفره مع الأسرة، فالمشوار طويل، لذا يتابعنا بالهاتف بين الحين والآخر حتى يصل المنزل».

وقال عبدالعزيز الرواجى (30 عامًا)، مدرس تربية رياضية بالقرية: «الجنازة كانت مهيبة، شارك فيها الآلاف من أبناء القرية، وأشرف على تنظيمها ضابط يرافقه مجندون فى الزى العسكرى».

وأضاف لـ«الشروق»: «كنا جميعا فى انتظار وصول جثمان الشهيد، وبدا لافتا حرص ضابط الجيش الذى حضر، والمجندون، على البقاء مع الجنازة حتى مواراة زميلهم الثرى، حتى إننا طلبنا من بعضهم أن يرتاح من وعثاء السفر، إلا أنهم أصروا على الوقوف معنا حتى انتهاء مراسم التشييع والدفن».

مات مصطفى الصيّاد، ليضع اسمًا جديدًا فى قوائم «ولاد الفلاحين» الذين استشهدوا حاملين السلاح فوق تراب سيناء التى غنت لها سعاد حسنى من كلمات أحمد فؤاد نجم، وألحان كمال الطويل: « دولا يا سينا ولاد الشهدا دولا التار لا ينام ولا يهدا.. خلى ترابك يسكن يهدا ويضم الشهدا الجايين».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك