أفاد باحثون فرنسيون من المعهد الوطنى للصحة والدراسات الطبية، بارتفاع وتيرة وفيات الأزمة القلبية فى باريس وفى الضواحى الداخلية خلال الأسبوعين الماضيين من ذروة وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" إلى 26.64 حالة لكل مليون نسمة.
وأرجع الباحثون الفرنسيون سبب تلك الظاهرة لتأخر وصول رجال الإسعاف إلى المرضى والانشغال عن مرضى القلب بمرضى كورونا، وتوقف المتابعة الطبية لمرضى القلب فى المنازل.
وأظهرت دراسة نشرتها مجلة «The Lancet Public Health» الطبية البريطانية، بأنه خلال فترة الحجر المنزلى لاحتواء فيروس كورونا فى منطقة باريس، لم يزد عدد حالات الأزمة القلبية فحسب، بل ارتفعت حالات الوفيات بين هؤلاء المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بشكل كبير، بحسب صحيفة «ليزيكو» الفرنسية.
ووفقا للباحثين بالمعهد الفرنسى القائمين على الدراسة، تم تسجيل 521 حالة أزمة قلبية بين 16 مارس و26 إبريل فى باريس، فى إقليم «أوت دو سين»، وفى «سين سان دينيس»، وفى «فال دى مارن».
وخلال ذروة الوباء -ما بين 23 و30 مارس-، بمعدل 26.64 لكل مليون نسمة، وهو ضعف بالضبط الذى تم تسجيله فى السنوات السبع السابقة -13.42 لكل مليون نسمة-، وعند الوصول إلى المستشفى، كان 12.8% فقط من هؤلاء المرضى على قيد الحياة.
وأرجع الباحثون تلك الظاهرة إلى أن رجال الإسعاف اتخذوا وقتا أطول للوصول أثناء فترة الحجر، على الرغم من الطرق الفارغة.
وطرح الباحثون أيضا فرضية صعوبة الوصول إلى طوارئ المستشفى، ومخاوف المرضى من العدوى خلال الذهاب للمستشفيات، كما افترضت الدراسة التأثيرات الضارة المحتملة للأدوية التى يتناولها المرضى لعلاج كورونا على القلب مثل مركب هيدروكسى كلوروكين.
وأوصت الدراسة بأنه «من الضرورى إيجاد توازن» بين تولى مسئولية الوباء ومراقبة المرضى الآخرين.