مسؤول يمني: الحديث عن وفيات غير معلنة بكورونا شائعات يروجها خصوم الحكومة الشرعية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:21 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مسؤول يمني: الحديث عن وفيات غير معلنة بكورونا شائعات يروجها خصوم الحكومة الشرعية

د ب أ
نشر في: الخميس 2 أبريل 2020 - 2:21 م | آخر تحديث: الخميس 2 أبريل 2020 - 2:21 م

"الأزمات والمخاطر الصحية التي تواجه اليمن عديدة حتى قبل ظهور فيروس كورونا"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور عبد الرقيب الحيدري وكيل وزير الصحة في الحكومة اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وشدد الحيدري 35 عاما في الوقت نفسه على أن ضعف الإمكانات ببلاده وتعدد أزماتها لا يعني بأي حال استسلام الأجهزة والفرق الطبية التابعة للحكومة الشرعية أو تقاعسها عن اتخاذ كل ما يلزم به لمواجهة الجائحة، حال وصولها إلى اليمن، بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

وأوضح الحيدري: "اليمن بلد نظامه الصحي ضعيف وإمكاناته محدودة، وما يقرب من نصف مرافقه الرئيسية بات منهكا وخارج نطاق الخدمة بسبب ما لحق به من أضرار الحرب مع الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة الشرعية، وبالتالي نقر بأن انتقال الفيروس بالفعل سيمثل خطورة حقيقية على حياة الملايين لدينا، خاصة في ظل استمرار التصعيد العسكري... ولكن الحكومة الشرعية قامت باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، في حدود المتاح، من إغلاق للمنافذ الجوية والبرية والبحرية وإيقاف العملية التعليمية في كافة مراحلها ومنع التجمعات، كما تواصل العمل لرفع مستوى الوعي الصحي، بمعاونة المانحين الدوليين".

واستنكر المسؤول اليمني تشكيك البعض في بيانات وزراته بشأن خلو اليمن حتى الآن من أي إصابات بفيروس كورونا، وذلك عبر إشارة البعض لوجود حالات لديها أعراض مشابهة لكورونا تصل إلى المستشفيات في المناطق المحررة وتحديدا عدن ولا تخرج إلا لمثواها الأخير، أو تشكيك البعض الآخر في عدم امتلاك وزارة الصحة لأجهزة الفحوصات الحديثة القادرة على تأكيد الإصابة بالفيروس من عدمه. وشدد على أنه إلى جانب الشائعات التي تغذيها المخاوف الطبيعة جراء تضخم الإصابات عالميا ومحاولات البعض جذب انتباه صناع القرار للالتفاف للوضع وتحسينه، فإن هناك أيضا "شائعات أخرى يطلقها خصوم الحكومة الشرعية لإثارة السخط عليها في ظل الظرف الراهن بكل تحدياته".

وجدد التأكيد: "لم نسجل حتى الآن أي حالة إصابة، حدثت حالات اشتباه وأجريت الاختبارات وجاءت النتيجة سلبية ... ولا صحة إطلاقا لما يتم ترديده عن وجود وفيات بالفيروس دون أن نكشف عنها، لدينا الشجاعة لنعلن الحقائق لشعبنا، خاصة وأن الوباء ليس مرتبطا بنا، وبالتالي لا مدعاة للحرج".

وتابع: "لدينا فرق طبية مدربة ومؤهلة على التعامل مع هذا الوباء بإشراف من منظمة الصحة العالمية، وهناك مستلزمات وأدوات فحص ومحاليل مقدمة من المنظمة، وما يتم عمله في كثير من بلدان العالم يتم عمله لدينا وفق اللوائح والنظم المتعارف عليها دوليا، وهناك مراكز عزل في كل المحافظات ومجهزة وفق المتاح ... أي أن هناك تحركات على أعلى المستويات لمواجهة الوباء بالتعاون مع الشركاء والمانحين الدوليين".

ونظرا لاستمرار الحرب وأعمال القتال لأكثر من خمس سنوات، يعجز الحيدري عن تقديم رقم محدد لعدد المستشفيات العاملة باليمن بالوقت الراهن، وقال :"طبقا لإحصائيات عام 2014 ، يوجد لدينا 12 هيئة مستشفيات مركزية كبيرة، و23 مستشفى ، و234 مستشفى حكومي".

ولفت إلى أن "التحدي الحقيقي الذي يواجه القطاع الطبي هو احتمالية إفلاسه بشريا جراء تفضيل عدد كبير من الكوادر الطبية الشابة للهجرة أملا في تحسين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة داخل البلاد".

وبالرغم من إقراره بافتقار العديد من مناطق اليمن للمياه النظيفة للشرب، بل واختلاطها أحيانا بالصرف الصحي، فضلا عن ارتفاع نسبتي الأمية والفقر بالمجتمع ما يزيد المخاطر ويعظم حجم التخوفات إذا ما حدث انتقال الفيروس، يرى الحيدري أن ذلك "لا يعني وقف الإجراءات الوقائية لمواجهة الوباء"، ملمحا لوجود "أهداف آخري لدى البعض في إثارة قضية شح المياه بالوقت الراهن".

وأوضح: "اليمن من أكثر البلدان شحا في المياه، ونصيب الفرد السنوي لا يتجاوز 130 مترا مكعبا، وهو أقل نصيب في المنطقة والعالم، ولكن المشكلة الأكبر هي في توفير مياه الشرب النقية، فالأخيرة ليست آمنة وتحديدا في المدن، حيث تختلط المياه أحيانا بالصرف الصحي عبر شبكات وقنوات الآبار السطحية، أما في الأرياف فمعظم السكان يستخدمون مياه الأمطار للشرب التي تجمع عبر خزانات لا تخضع للتعقيم والتنظيف المستمر، والبعض يستخدمون مياه السدود، حتى مياه الآبار السطحية المتوفرة في الأرياف لا تكون نقية في العادة، وخصوصا في الخريف والشتاء، وهو ما يتسبب في الكثير من الأمراض التي يعاني منها الصغار والكبار وخصوصا الإسهال وغيرها".

وأضاف: "المشكلة إذن ليست وليدة اللحظة ولا علاقة لها بكورونا، إنها قديمة، والمنظمات الدولية تدرك معاناتنا معها، خاصة وأنها كانت السبب في تفشي أوبئة كالكوليرا والدفتيريا وغيرها في فترات سابقة".

واستطرد: "إننا بلد منكوب مائيا، ولا يوجد حل أمامه غير التحلية من البحر، وهذا يحتاج الى وجود دولة واستقرار ... وعموما فإن كل ما سبق لا يجب أن يعيق الإجراءات الوقائية وتحديدا فيما يتعلق بغسل الأيدي بالماء والصابون".

وأضاف: "رغم ارتفاع معدل الأمية والفقر نستطيع القول إن الأسر اليمنية أصبحت أكثر وعيا إلى حد كبير، والدليل هو استجابتهم المقبولة للقرارات الحكومية، وقد بدأ البعض بتعقيم خزاناته المنزلية، بعدما أثارت المشاهد المأساوية حول العالم مخاوف الجميع، ونحن بدورنا نعمل على تعزيز التوعية".

وحذر الحيدري من أن وزارته وكافة السلطات قد تواجه تحديا فيما يتعلق برواج نبات القات، والذي قد يعد بيئة خصبة لنقل الفيروس. وأوضح:"القات عادة متأصله عند اليمنيين، ورغم قيام الحكومة الشرعية بمنع دخوله للمدن في إطار منع التجمعات، إلا أننا قد نواجه تحديا حياله".

واتهم الحيدري الحوثيين بالتعنت فيما يتعلق بالاستجابة للدعوات الدولية بوقف الحرب وضرورة وجود تعاون بين القطاعات الطبية لمواجهة الوباء، وقال :"الخطر يهدد اليمنيين سواء بالمحافظات المحررة أو مناطق سيطرة المتمردين، وكنا نتمنى أن يكون هناك تضامن لمواجهة الوباء كعدو وحيد مشترك، وطلبنا ذلك من المنظمات الدولية، وكنا بالأساس نتمنى أن يكون القطاع الصحي بعيدا عن الصراع، لكن للأسف للآن لا يبدو أن الميلشيات الحوثية تقبل بذلك".

وفي الإطار ذاته، أعرب المسؤول عن تخوفه من احتمال انتقال عدوى الإصابة بالفيروس عبر طلبة يمنيين يدرسون بإيران وأيضا عبر الخبراء العسكريين الإيرانيين المتواجدين باليمن في إطار العلاقات الوثيقة بين إيران والحوثيين.

وأوضح: "كل دول الخليج تضررت من إيران فهي البؤرة الأبرز للعدوى بالمنطقة ... وللأسف في ظل سياساتها بالتدخل بشؤون غيرها من دول المنطقة فإنها تسمح للكثيرين بالدخول لأراضيها بطرق غير رسمية أو موثقة، وهذا يعرض الجميع للخطر، أفراد وطلبة يمنيون متواجدون حتى الآن بإيران، ونخشى من أن يتم السماح لهم بالعودة إذا ما رغبوا ... هذا فضلا عما يفد لبلادنا من خبراء عسكريين إيرانيين وعناصر لبنانية وعراقية موالية لإيران لتقديم الدعم العسكري والتقني وغير ذلك لمليشيات الحوثي".

وأشار في الإطار ذاته لوجود لجان تنسيق بين وزارتي الصحة والدفاع ومسؤولي لجان المقاومة الشعبية الموالية للشرعية لحماية المقاتلين على الجبهات من خطر انتقال العدوى والتأكد من التزامهم بوسائل الوقاية.

وشدد على أن "وزارة الدفاع بما تضم من كفاءات علمية تدرك حجم المخاطر والتحديات جراء الوباء، وبات لديها خطتها ووسائلها لحماية ليس فقط منتسبيها وإنما أيضا لحماية الأسرى والمعتقلين لديها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك