• الموهبة أولا ثم تصقل بالدراسة
• الحصول أولا على درجة جامعية في أي فرع من فروع العلم
ما هي الوسيلة المثلى لإعداد الإعلامي الناجح؟ بهذا السؤال انطلق الإعلامي الكبير حمدي قنديل في مذكراته «عشت مرتين»، الصادرة عن «دار الشروق»؛ ليجيب عليه بين ثنايا الكتاب، فقال:
«قد خلصت بعد مرور السنين إلى أن هذه المهنة تشترط الموهبة أولًا ثم تصقل بالدراسة، ولكن الدراسة لا تستدعي بالضرورة مدة 4 سنوات، بل ربما كان الأوفق أن يشترط في دارس الإعلام أولًا أن يحصل على درجة جامعية في أي فرع من فروع العلم، وأن يكتفي بدراسة عليا في فنون الإعلام وعلومه لمدة سنتين، بهذا يمكن أن نعد الإعلامي المتخصص، الذي يستطيع التصدي للمقتضيات المستجدة لصناعة الإعلام».
وأضاف أن هذه القناعة ترسخت في ذهنه بعد ظهور عصر الفضائيات وانطلاق المئات من القنوات والمحطات الفضائية الخاصة والمتخصصة في مجالات عدة، فكتب يقول: «دخل الاستثمار الخاص ميدان الإذاعة والتلفزيون، وهكذا أطلق العديد من القنوات المتخصصة، منها محطات اقتصادية ورياضية وصحية وأخرى مخصصة للسياحة أو للتاريخ أو الفنون وغيرها، وكل من هذه المحطات تتطلب متخصصين في مجالاتها، أما الصحافة المطبوعة فسواء تأثرت بهذا الاتجاه أو بقيت على حالها فهي تحتاج على الدوام إلى متخصصين في كل مناحي الحياة».
وروى صاحب «عشت مرتين»، أن الأفكار التي كان دومًا يراها معيارا لاختيار الإعلامي الناجح قد وجدها في نموذج «معهد الإعلام الأردني»، حيث دعاه صديقه المهندس راضي الخص رئيس مجلس إدارة المعهد، لكي يشهد حفل تخرج الدفعة الرابعة منه، وإلقاء كلمه رئيسية أمام الطلاب، فقال: «عند إلقاء كلمتي في المعهد عام 2013، كان عدد خريجي الدفعة لا يتعدى الـ20 شخصا، كانوا قد حصلوا على شهادتهم الجامعية من كليات مختلفة، ثم تلقوا دراسات عن الإعلام في المعهد لمدة عام، أهلتهم لنيل شهادة موازية لشهادة الماجستير، ويتم اختيار الطلاب بعد اجتياز امتحان قبول عسير للتعرف على مواهبهم واستعدادهم للعمل في مهنة الإعلام، وتتميز الدراسة أنها -بالإضافة إلى المحاضرات النظرية- تحتوي على تدريب حقيقي مكثف في غرف تحرير واستوديوهات مماثلة لتلك التي في المؤسسات الإعلامية».
واختتم الإعلامي حمدي قنديل تناوله لهذه القضية، أن هذه هي الوسيلة المثلى لإعداد الإعلامي الناجح من وجهة نظره، وأنها الطريقة الآمنة التي تنقذ الوطن من مشهد الإعلام الحالي، والذي أصبح مستباحا للهواة والمشبوهين وأولئك الذين دفعتهم الوساطة إلى الصدارة.