اليوم.. «عايدة» فى الأوبرا بروح مصرية يابانية - بوابة الشروق
الخميس 1 مايو 2025 5:55 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

اليوم.. «عايدة» فى الأوبرا بروح مصرية يابانية

تقرير ــ أمجد مصطفى:
نشر في: الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 11:10 م | آخر تحديث: الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 11:10 م

رحلة غنائية عمرها 147 عاما بين مسارح العالم من سجلات مصر الفرعونية
«فيردى» رفض وضع موسيقاها ثم وافق بعد أن حصل على 150 ألف فرنك من الذهب
الغرب اختار عرض «الهرم» أهم حدث ثقافى فى القرن العشرين
تواصل دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر احتفالاتها بمناسبة مرور 30 عاما على افتتاحها، تقدم فرقة اوبرا القاهرة تحت اشراف مديرها الفنى الدكتورة إيمان مصطفى اوبرا «عايدة» للمؤلف الموسيقى الايطالى العالمى فيردى وذلك على مدى اربعة ايام متصلة ابتداء من اليوم وحتى الجمعة 7 ديسمبر على المسرح الكبير، بمشاركة فرقة باليه اوبرا القاهرة باشراف مديرها الفنى ارمينيا كامل ومصاحبة أوركسترا اوبرا القاهرة بقيادة المايسترو الايطالى ديفيد كريشنزى مع كورال اوبرا القاهرة تدريب الفرنسية باسكال روزيه الاخراج الراحل الدكتور عبدالمنعم كامل والاخراج التنفيذى لحازم طايل ويصاحب العرض ترجمة باللغتين العربية والانجليزية.
يؤدى الادوار الرئيسية نخبة من نجوم مصر والعالم هم السوبرانو ايمان مصطفى بالتبادل مع اليابانية ميشى ناكامارو فى دور عايدة، التينور الكورى جيمس لى بالتبادل مع الايطالى داريودى فيترى فى دور راداميس، الباريتون مصطفى محمد بالتبادل مع عماد عادل فى دور أموناصرو، الميتزوسوبرانو جيهان فايد بالتبادل مع جولى فيظى وامينة خيرت فى دور أمنيرس، الباص رضا الوكيل فى دور رامفيس، الرومانى جيلو دوبريا بالتبادل مع اسامة جمال فى دور الملك، رشا طلعت فى دور كبير الكهنة والتينور تامر توفيق بالتبادل مع اسامة على وابراهيم فريد وابراهيم ناجى فى دور الرسول‪.
نال احد مقاطعها الموسيقية الذى يصور لحظة الانتصار (مارش النصر) شهرة واسعة ولاقت نجاحا كبيرا عند عرضها فى مختلف دول العالم واصبحت عملا اساسيا فى ريبرتوار كل فرق الاوبرا العالمية.
قصة خروج أوبرا عايدة للنور
تم اكتشاف مخطوطات اوبرا عايدة من قبل عالم الآثار الفرنسى «اوجست ماريتا» فى وادى النيل، والمخطوطة عبارة عن قصة من 4 صفحات، ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الشهير، وكتب نصها الغنائى (الليبرتو) جيسلا نزونى وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالى فيردى فى عام 1870 من أجل تأليف اوبرا عايدة بطلب من الخديوى إسماعيل، وضع فيردى الموسيقى لاوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل فى باريس وكلفت 250 ألف فرنك، وقد أمر الخديوى إسماعيل ببناء دار الاوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر فى عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، قام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما «أفوسكانى» و«روسى»، انشأت الاوبرا بين حى الأزبكية وحى الاسماعيلية وتم استخدام العديد من الرسامين والمصورين لتجميل الدار برسوم وصور لكبار الفنانين من الموسيقيين والشعراء، وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور اوبرا عايدة من باريس لم تعرض فى الاحتفالية وقامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم «اوبرا ريجوليتو» على مسرح دار الاوبرا الخديوية وهو الاسم الذى اشتهرت به آنذاك.
الاوبرا بشكل عام هو عمل درامى موسيقى يتخلله حوار غنائى، واوبرا عايدة عبارة عن قطعة تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغانٍ موسيقية موزعة على 4 فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، قدمت اوبرا عايدة لأول مرة عام 1871 على مسرح دار الاوبرا القديمة الخديوية ولم يتمكن فيردى من الحضور، وعرضت فى أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا فى إيطاليا فى فبراير 1872.
لم تعرض أوبرا عايدة عند افتتاح دار أوبرا القاهرة الخديوية، على نقيض الأسطورة الرائجة تاريخيا بهذا الشأن، نظرا لعدم الانتهاء من تجهيزها استعجل الخديوى إسماعيل رغبة منه فى تقديمها أمام ضيوفه خلال حفل افتتاح قناة السويس، لذا قدمت أوبرا أخرى فى الأول من نوفمبر عام 1869 هى أوبرا «ريجوليتو» المقتبسة من قصة للأديب الفرنسى فيكتور هوجو «الملك يلهو»، وهى أيضا من تلحين الموسيقار الإيطالى جوزيبى فيردى.
اختار مارييت باشا اسم «عايدة» عنوانا لعمله لما يحمله الاسم من دلالة مصرية، كما استلهم أحداثها من تاريخ مصر القديم، معطيا لنفسه حرية التحرك فى سرد أحداثها دون التقيد بفترة زمنية محددة، على الرغم من اتجاه البعض إلى ربط الأحداث بفترة حكم الملك رمسيس الثالث.
وقصة أوبرا عايدة تجسد صراعا بين «الواجب والعاطفة»، وتروى قصة أميرة حبشية أسيرة فى مصر، تصبح وصيفة لـ«آمنيريس»، ابنة الملك الفرعون. وتقع الفتاتان فى حب رجل واحد «راداميس»، القائد الحربى المصرى، الذى يبادل عايدة حبا كبيرا.
ويستمر القالب الدرامى فى سرد الأحداث بعد أن تفسد الأمور نتيجة اندلاع حرب بين مصر والحبشة، وتنتصر مصر ويطلبون من راداميس الزواج من ابنة الفرعون مكافأة له على الانتصار، فيسعى إلى الهرب مع حبيبته عايدة، ويحكم عليه بالدفن حيا، وتلحق به عايدة وتموت بين ذراعيه فى قبرهما.
تعتبر أوبرا عايدة أول أوبرا يضعها عالم فى تاريخ مصر القديم، وكان مارييت قد قضى ستة أشهر فى صعيد مصر ينسخ بمنتهى الدقة نقوشا وتفاصيل فنية على صفوف أعمدة المعابد، كى يستفيد منها فى إخراج عمله ليكون الأقرب علميا للطبيعة الفنية للنص التاريخى.
الغريب ان الخديوى إسماعيل اراد أن يضع فيردى موسيقى أوبرا عايدة، وكان فيردى قد سبق وقدم أوبرا «ريجوليتو» و«لاترافياتا»
ورفض فيردى فى البداية قائلا: «ليس من عادتى تأليف قطع موسيقية للمناسبات الخاصة»، فألمح وسطاء الخديوى بإسناد المهمة إلى موسيقيين آخرين مثل فاجنر وجونود، إن أصر على رفضه ولكن فيردى وافق بشروط مالية خاصة.
وقع مارييت العقد مع فيردى نيابة عن الخديوى فى 29 يوليو عام 1870 بعد ثمانية أشهر من افتتاح قناة السويس نظير دفع 150 ألف فرنك فرنسى بالذهب، ونص العقد على أنه إن لم يعرض عايدة فى القاهرة فى يناير 1871، فمن حق فيردى عرضها فى مكان آخر بعد مضى ستة أشهر من الموعد المتفق عليه، لكنه تغاضى عن هذا الشرط.
الفريق الأصلى الذى قدمها لاول مرة، 24 ديسمبر، 1871
قائد الأوركسترا: جوفانى بوتيسينى، «عايدة» الأميرة الأثيوبيةالسوبرانو أنطونيتا أنستازيــبوزونى ملك مصرباصتوماسو كوستا،«أمنيريس»، ابنة الملك ميزو سوبرانوآليونورا جروتسى، «راداميس»، قائد الحرس التينوربييتر ومونجينى «أموناسترو»، ملك أثيوبيا الباريتون فرانسيسكو ستيلر.
«رامفيس»، الكاهن الأعلى باص باولو ميدينى «مبعوث» التينورلويجى ستيتشى ــ بوتاردى «صوت كاهنة» سوبرانومارييتا أليفى.
وعن اهم من غنوا اوبرا عايدة من المصريين قال حسن كامى مغنى الاوبرا العالمى واحد اهم الاصوات التى شاركت فيها لسنوات طويلة: اميرة كامل اول مصرية قدمت دور عايدة وفيوليت مقار دور امنيرس، ومن الاصوات الرجالى المهمة التى شاركت فيها الباريتون العالمى جابر البلتاجى، ورضا الوكيل، وايمان مصطفى، جولى فيظى.
عايدة عرض مستمر
استمر تقديم أوبرا عايدة سنويا على مسرح دار الأوبرا المصرية «الخديوية»،حتى احترقت بالكامل عام 1971،كما اصبحت ضمن البرنامج السنوى للاوبرا الجديدة منذ افتتاحها قبل 30 عاما، الى جانب تقديمها فى العديد من المناطق الاثرية فى مصر حيث شهدت منطقة الأهرامات أضخم إنتاج للعرض موسم 1987_1986، عندما شارك فيه 1600 فنان على مسرح مساحته 4300 متر مربع، وحضره 27 ألف متفرج واستمر تقديمه على مدى ثمانية ايام متتالية. وكانت من انتاج الفنان حسن كامى الذى اكد ان الاعلام الغربى اختار هذه العروض لتكون اهم حدث ثقافى فى القرن العشرين.
كما قدمت عروض أوبرا عايدة عام 1994 أمام معبد حتشبسوت فى الدير البحرى بالأقصر متخذة المعبد خلفية لها.
كما قدمت فى العديد من الدول بفريق عمل مصرى ابرزها فى بادية الالفية فى الصين واخرجها عبدالمنعم كامل، ويحسب لهذا الفنان ومعه فريق عمل مكون من محمود حجاج مهندس الديكور المصرى وياسر شعلان مصمم الاضاءة انهم وضعوا عايدة فى اطار عالمى جديد، جعل الكثير من الدول تحرص على دعوة العرض.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك