شن حزبا الوسط والنور السلفى هجوما حادا على منسق جبهة الإنقاذ الوطنى، محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، عقب تقديمه اعتذار للشعبين الإثيوبى والسودانى، على ما جاء فى لقاء الرئيس محمد مرسى مع الأحزاب السياسية، لمناقشة أزمة سد النهضة، حيث طالب البرادعى عبر حسابه على موقع تويتر بأن يقدم الرئيس اعتذارا مماثلا.
من جهته، قال رئيس حزب الوسط، أبوالعلا ماضى، فى بيان عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أمس، «أتعجب من سياسى يعتذر لإثيوبيا عن الإساءة لها، حسب وصفه فى حوار الرئاسة، وهو الذى رفض الحوار، ولم يسهم برأى فى حل مشكلة قومية تهدد الأمن المائى لمصر بالخطر»، وتساءل مستنكرا: «هل أفادنا برأى إيجابى فى كيفية مواجهة الأزمة؟، علما بأننى ممن فوجئوا بأن الحوار كان مذاعا على الهواء، بعد انتهاء كلمتى بفترة».
أما نائب رئيس الحزب، ووزير الدولة الأسبق للشئون القانونية والنيابية، محمد محسوب، فقال عبر حسابه على موقع تويتر، «من اعتذر لإثيوبيا عما بدر من وطنيين، أقلقهم تهديد حقوقنا القانونية فى مياه النيل، أرجو لو قدم اعتذرا لوطنه، لأنه لم يشعر بالعطش يهدد شعبه».
كما دخل حزب النور على خط الهجوم على البرادعى، عبر تصريحات لعضو الهيئة العليا له، نادر بكار، قال فيها إن اعتذار البرادعى لإثيوبيا تناقض جديد يضاف إلى قائمة طويلة سابقة من التناقضات، ثم وجه حديثه له: «لم نسمع منك رأيا، ولا شاركت فى حوار يهم الوطن كله، معارضة عرجاء».
وأضاف بكار «بالتأكيد أنتقد فداحة خطأ إذاعة الحوار، لكن الاعتذار لدولة بدأت بالعداء شىء مثير للاشمئزاز»، فيما وجه تحية للمشاركين فى الحوار قائلا: «التحية واجبة لمن شارك فى الحوار من معارضى الرئيس، الذين يدركون الفارق بين وقت التنافس والانتقاد، ووقت الاصطفاف الوطنى».
وفى المقابل، دافع عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، أحمد خيرى، عن موقف البرادعى، قائلا: «اعتذار البرادعى لإثيوبيا والسودان أمر محترم، لا يفهمه مراهقو السياسة الذين أمتعونا بحوار يحاكمون عليه بتهمة الغباء والانحطاط»، مضيفا: «مصيبة الحوار ليس فى إذاعته على الهواء، بل فى الضحالة والاهتراء الفكرى والسياسى الذى ظهر به السواد الأعظم من الحضور».