قال الدبلوماسي نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، إن بيل كلينتون قدم مجموعة من المبادئ، خلال آخر شهر له كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، تحكم حل عناصر القضية الفلسطينية، من الأرض بحوالي 95%، واللاجئين، والقدس.
وأضاف، في لقاء ببرنامج «مع جيزال»، الذي يعرض عبر فضائية «سكاي نيوز عربية»، مساء اليوم الأحد، أنه اقترح على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الموافقة لكن بتحفظ، بنفس الأسلوب الإسرائلي: «حطه في جيبك مع تحفظ إنك هتواصل التفاوض»، على حد تعبيره.
وأكد أن «عرفات» تحفظ بالفعل، لكنه عندما نزل إلى الشرق الأوسط كان التحفظ هو البارز لكن القبول لم يكن الأساس، موضحًا أنه قال ذلك، لأنه في هذه المرحلة كان كلينتون سيسلم السلطة لجورج بوش فكان يريد أن يكون «في جيب الفلسطينيين» حد أدنى لا ينزل عنه بوش ويتم التفاوض اعتبارًا منه والصعود بالقضية الفلسطينية.
وعقب: «عندما سلم كلينتون بوش، أول شيء قالوه للإدارة الجديدة: عرفات شخصية لا تؤتمن فلا تتفاوض معها، وهذا موقف غير سوي وغير صادق»، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في فشل عملية السلام في الشرق الأوسط هي إسرائيل.
وحول اختلاف الأمور مع الفلسطينيين ما إذا قبلت فلسطين بمقترحات كلينتون، ذكر أن الواقعية السياسية تقول إن «ما أخذته وما لم تأخذه لن تأخذه»، في حين أن فلسطين كانت سنأخذ من أمريكا التزامًا بالتفاوض من 94 لـ96% فما فوق، معقبًا: «ليس بالضرورة أن نقف هناك.. هذه كانت بداية التفاوض مع بوش وايست نهايته».
وذكر أن «بوش» أعطى ضمانات فيما بعد للإسرائيليين فيما يتعلق بالاستيطان واللاجئين، متابعًا: «عندما حاول الرئيس مبارك إقناعه بعدم إعطاء هذه الضمانات، بصلنا وقالنا يا جماعة انتو مالكم واخدين الموضوع بجدية كده أكتر من اللازم أنا لسة مقرأتش الضمانات فخليكم واقعيين هم اللي ماسكين الأرض، لذا فكانت بداية مسألة الواقعية السياسية مع بوش».
وأكد أن هذا لا يعني إطلاقًا أن «عرفات» هو الوحيد الذي أخطأ، بل أخطأ الجانب الأسرائيلي كثيرًا في عدم قبول المبادرة العربية للسلام عن قمة بيروت في عام 2002، التي كانت تعطي سلامًا كاملًا لكل المنطقة مقابل إنهاء الاحتلال في الأراضي العربية كافة، بينما أخطأ الأمريكيون في إدارة التفاوض.
وصدر عن دار الشروق مؤخرا كتاب «في قلب الأحداث» للدبلوماسي المصري البارز نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، من تحرير وترجمة الكاتب الصحفي أشرف البربري مدير تحرير جريدة الشروق.
ويستعرض الكتاب نصف قرن من الأحداث الدولية والإقليمية والوطنية تابعها مؤلفه عن قرب؛ بصفته مواطنًا طموحًا وشاهدًا مباشرًا وممارسًا دبلوماسيًّا ومسئولًا سياسيًّا.

لشراء نسخة من الكتاب عبر موقع «مكتبات الشروق» - اضغط هنا