خبراء يفسرون.. لماذا كان زلزال تركيا وسوريا مدمرا إلى هذا الحد؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبراء يفسرون.. لماذا كان زلزال تركيا وسوريا مدمرا إلى هذا الحد؟

وكالات
نشر في: الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 3:12 م | آخر تحديث: الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 3:12 م

اعتبر خبراء أن هناك عدة عوامل تسببت في أن يصبح الزالزل الذي ضرب شمال سوريا وجنوب شرق تركيا الاثنين، مدمراً، رغم أن قوته قدرت بنحو 7,8 درجة على مقياس ريختر، وهذا عنصر واحد ضمن مجموعة من العناصر والعوامل التي تفسر لما بلغت الكارثة هذا الحد من التدمير.

ومن العوامل الأخرى التي قدرها الخبراء بجانب قوة الزلزال، توقيت الزلزال وبنية المساكن في المناطق المتضررة، ما يسمح بفهم حجم الخسائر البشرية التي تجاوزت خمسة آلاف قتيل حتى الآن، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

هل تُفسر قوة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا الاثنين والتي بلغت 7,8 درجة على مقياس ريختر، وحدها حجم الخسائر والدمار الذي طال المناطق المتضررة؟

يجيب بعض الخبراء الدوليين على هذا التساؤل بشكل واضح وبسيط، من خلال تحليل يقوم على تداخل وتشابك مجموعة من العوامل تتمثل في توقيت الزلزال وموقعه وخط صدع هادئ نسبيا منذ قرنين، فضلا عن مبان مشيدة بصورة سيئة.

• زلزال وقع في وقت النوم

يعود ارتفاع حصيلة ضحايا هذه الكارثة، التي تجاوزت خمسة آلاف قتيل حتى الساعة، إلى شدة الزلزال في المقام الأول، حسب الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية روجيه موسون، والذي يلحظ أنه وقع عند الساعة 4:17 بالتوقيت المحلي فوجد "النائمون أنفسهم" عالقين عندما انهارت منازلهم.

وتقع تركيا على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم؛ بالتالي، فإن بنية المساكن "لا تتوافق بالفعل مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة"، على ما أوضح الباحث.

ويمكن تفسير ذلك بأن الصدع الزلزالي، حيث تقع تلك المساكن، كان هادئا نسبيا في الماضي.

ففي 1999، تسبب زلزال في إزمير على بعد حوالى 100 كلم جنوب شرق إسطنبول بمقتل 17 ألف شخص، أما زلزال الاثنين وقع على الطرف الآخر من البلاد، قرب الحدود السورية، على امتداد خط الصدع الشرقي للأناضول.

يُؤكد روجيه موسون أن هذا الخط لم يشهد أي زلزال تفوق قوته 7 درجات منذ أكثر من قرنين، مما حدا بالسكان إلى "الاستخفاف بخطورته"، وتشير تلك المدة أيضا إلى "أن كمية كبيرة نسبيا من الطاقة تراكمت" على طول الصدع.

وما يؤكد ذلك، بحسب الباحث، حدوث هزة ارتدادية عنيفة بعد الزلزال الرئيسي.

زلزال الاثنين هو "تقريبا تكرار" للزلزال الذي ضرب المنطقة في 13 أغسطس 1822 والذي قُدرت قوته بنحو 7,4 درجة.

وأوضح موسون أنه تسبب حينها في "دمار هائل وتهدمت مدن بأكملها وقضى جراءه عشرات الآلاف".

ووقع زلزال الاثنين، والذي ضرب على عمق نحو 17,9 كيلومتر بالقرب من مدينة غازي عنتاب، البالغ عدد سكانها مليوني نسمة، نتيجة تحرك الصفيحة التكتونية العربية التي "تتقدم نحو تركيا" باتجاه الشمال، على ما أوضح عالم الزلازل.

وأضاف أنه عندما تنشط الحركة، يتقدم اللوح فجأة و"ينتج من هذه الحركة زلزال كبير".

• العديد من المباني "انهارت على شكل طبقات"

وفيما شدد العالم على أن مدى الدمار يتعلق أيضا بطول الصدع الأرضي على امتداد خط الصدع الزلزالي (مئة كيلومتر بالنسبة لزلزال الاثنين)، أوردت كارمن سولانا، وهي عالمة البراكين في جامعة بورتسموث البريطانية، أن تشييد المباني يشكل عاملا رئيسيا عند حدوث الزلازل.

وأوضحت أن "مقاومة البنية التحتية متفاوتة في جنوب تركيا (رغم أن زلزال عام 1999 أدى إلى إصدار تشريع في عام 2004 يلزم جميع المباني الجديدة بالامتثال لمعايير مقاومة الزلازل) وخصوصا في سوريا. لذلك، فإن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن على سرعة الإغاثة".

كما ذكر عالم البراكين بيل ماكجواير، من جامعة كلية لندن البريطانية، أن العديد من المباني "انهارت على شكل طبقات"، موضحا أن "ذلك يحدث عندما لا تكون الجدران والأرضيات متصلة بشكل كاف، فينهار كل طابق عموديا على الطابق السفلي"، الأمر الذي يترك للسكان فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك