وطنيات ثورة1919 (7): رائعة «أهو ده اللي صار».. تحميس المصريين بالوطنية العاطفية - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 3:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة1919 (7): رائعة «أهو ده اللي صار».. تحميس المصريين بالوطنية العاطفية

حسام شورى
نشر في: الخميس 7 مارس 2019 - 4:26 م | آخر تحديث: الخميس 7 مارس 2019 - 5:34 م

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.
********************
الأغنية التي نسترجعها في هذه الحلقة من «وطنيات ثورة1919» تكاد تتردد يوميا، بعد تسابق مئات المطربين على غنائها لتكون في سجلهم الغنائي، وليخرج لنا مؤخرا مسلسل يحمل اسم هذه الطقطوقة.. «أهو ده اللي صار» للشيخ سيد درويش والتي لحنها بالتزامن مع أحداث الثورة.

هذه الطقطوقة من الأغاني التي تأخذ بعداً عاطفياً تعبيرياً مع التركيز على ملمح أو أكثر مما يزيد تعلق قلب المصري بوطنه ويدعم اعتزازه بمجتمعه، وهو شكل تنتمي له «أهو ده اللي صار» بامتياز.

البعض ينسب كلمات الطقطوقة ليونس القاضي والبعض الآخر ينسبها لبديع خيري، إلا أن أول من سجلها بصوته كان عبد اللطيف البنا ( 1884- 1969) في عام 1919.


ثم غناها تلميذ سيد درويش المطرب حامد مرسي، ويرى متخصصون أنه أفضل من أدى هذه الطقطوقة.


في لحن هذه الطقطوقة التزم سيد درويش بالقالب التقليدي تماما، الذي يتناسب مع مضمون الكلمات فنسمع المذهب المكون من بيت واحد هو «أهو ده اللي صار وآدي اللي كان.. مالكش حق تلوم عليا» والتعبير عما آلت إليه الأوضاع في مصر عشية ثورة 1919، ليبدأ بالتدليل على أسباب قيام الثورة متسائلا: «تلوم عليا إزاي يا سيدنا» فالسبب واضح هنا: «خير بلدنا ماهوش في إيدنا».

كان أغلب كتاب الأغاني الوطنية في هذه الفترة يلتقطون شعارات المحتجين لتصبح أساسا لكلماتهم، ويظهر ذلك في كثير من أغاني سيد درويش، ولكن طقطوقة أهو ده اللي صار ذهبت إلى منطقة أبعد تعبر عن الجذور المصرية الفرعونية وهو ما ظهر في في كلماتها المطالبة بتحرك المصريين لإنجاح الثورة (إيدك في إيدي وقوم نجاهد.. وإحنا نبقى الكل واحد.. والأيادي تكون قوية)، وهي الكلمات المستنبطة من نص ورد في كتاب الموتى الفرعوني: (عندما يصير الزمن إلى خلود، سوف نراك من جديد، لأنك صائر إلى هناك، حيث الكل في واحد).

وتنتهي كلمات الطقطوقة بإعلان الإيمان المطلق بقدرة «الشعب الأصيل» على الإتيان بالعجائب المطلوبة للانتصار على كل «خصم عايب».

كما الحال في بساطة الكلمات، فاللحن بسيط وسلس ويسهل حفظه، وهو أمر ضروري في أي لحن وطني حتى تستطيع الجماهير حفظه وترديده، وهذا يفسر لنا بقاء الأغنية بقوتها بين الجماهير بالرغم من مرور قرن على إنتاجها.

اعتمد سيد درويش في طقطوقته على مقامين وهما (الكرد والراست) حيث يصيغ لحن البيت الأول في كل مربع (تلوم عليا ازاي يا سيدنا..بدال ما يشمت فينا حاسد..مصر يا أم العجايب) في مقام الراست، ثم يعود في البيت الثاني إلى مقام الكرد (وخير بلدنا ماهوش في إيدنا..إيدك في إيدي وقوم نجاهد..شعبك أصيل والخصم عايب)، ثم يذهب في الثالث للراست (قول لي عن أشياء تفيدنا..واحنا نبقى الكل واحد..خللي بالك من الحبايب)، ليقفل المربع اللحني بالعودة في البيت الرابع (وبعدها ابقى لوم عليا.. والأيادي تكون قوية.. دولا أنصار القضية) إلى مقام الكرد.
وكان لافتا للنظر أن كلمات النسخة الأولى من الطقطوقة كانت على الأرجح تشير إلى الزعيم سعد زغلول في بيت «يا مصر يا أم العجايب.. (سعدك) أصيل والخصم عايب»، وتحولت (سعدك) إلى (شعبك) في النسخ الحديثة للأغنية، كالنسخة التي غنتها السيدة فيروز.


تقول كلماتها:
أهو دا اللي صار و أدي اللي كان..مالكش حق تلوم عليا
تلوم عليا ازاي يا سيدنا.. وخير بلادنا ماهوش في إيدنا
قولي عن أشياء تفيدنا... وبعدها بقى لوم عليا
بدال ما يشمت فينا حاسد.. إيدك في إيدي نقوم نجاهد
واحنا نبقى الكل واحد .. والأيادي تكون قويه
يا مصر يا أم العجايب.. سعدك أصيل والخصم عايب
خلي بالك م الحبايب... دولا أنصار القضية

وغدا حلقة جديدة......



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك