التغير المناخي يجبر سكان الهيمالايا على النزوح للنجاة بأرواحهم - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:59 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التغير المناخي يجبر سكان الهيمالايا على النزوح للنجاة بأرواحهم

أدهم السيد
نشر في: الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 1:42 م | آخر تحديث: الثلاثاء 7 أبريل 2020 - 1:42 م

بدأوا رحلتهم من قرية ما بأعالي الهيمالايا في نيبال، إذ حزموا أمتعتهم مغادرين القرية التي لم تعد تنبت عشبا ولا تخرج ماء شرب وأغلقت آخر مدارسها منذ سنوات، وأما وجهة النازحين ومستقبلهم فهو المجهول لأنهم لا يفرون من عدو يتفاوض بل يفرون من تغير المناخ الذي لا قِبل للكثيرين بإيقافه.

وبحسب صحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية يتسبب ذوبان جليد قمم الهيمالايا المتتابع جراء تغير المناخ بحدوث موجات نزوح للسكان نحو مناطق أقل ارتفاعا من السلسلة الجبلية.

ويقول سونام غورونج إنه يحب قريته كثيرا ولكن ليس بوسعه النجاة فيها بسبب الظروف الجديدة.

وعلى طول 1500 من السلاسل الجبلية بالهيماليا يشكو المزارعون ورعاة الثيران من قلة العشب وكساد الزراعة، بينما أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى قدوم أسراب البعوض لأول مرة للمنطقة مهددة بحدوث أوبئة الملاريا ودينجى التي لم يعتدها السكان.

وأفادت آخر الدراسات المتعلقة بذوبان جليد الجبال العام الماضي، بأنه إذا تمكن الإنسان من التحكم بظاهرة الاحتباس الحرارى وإيقافها فستذوب ثلث كمية جليد الهيماليا نهاية القرن الحالي، وأما إذا استمرت الظاهرة بنفس الوتيرة فسيذوب الثلثان نهاية القرن.

ويقول ديفيد مولدين إنه على المدي الطويل سيكون لذوبان جليد الهيمالايا أثرًا مدمرًا على حياة مئات الملايين من سكان جنوب آسيا الذين يعتمدون على مياه الأمطار والأنهار للشرب والزراعة، وتبعا لتغير حالة الجليد ستتغير كميات مياه الأمطار ومواسمها.

وتقول إيشياني ماتاجانجونا مديرة فرع برنامج التنمية للأمم المتحدة في نيبال، إن هذه الدولة يعيش 70% من سكانها على الزراعة وبالتالي هم الأكثر تأثرا بالتغيرات الطارئة على المناخ حولهم والذي سيؤدى لتفاقم مشاكل الفقر بينهم.

وتزايدت ظاهرة ذوبان الجليد لحد دفع الجيش النيبالى للتدخل وحفر بحيرة صناعية قرب قمة إيفرست لاستيعاب ذوبان صفائح ثلجية ضخمة كي لا تغرق القرى المحيطة.

وأظهرت دراسة العام الماضي أن معدل ذوبان الجليد أعلى قمم الهيمالايا بالـ3 سنوات الأخيرة يفوق المعدلات ما بين بداية الألفية الحالية وعام 2015.

ويقدر عدد نازحي تغير المناخ من الهيمالايا بالآلاف دون وجود إحصائيات رسمية ثابتة، وبأخذ قرية داى بمنطقة موستانج (12 ألف ميل أعلى من سطح البحر) نموذجا فمنذ سنوات اجتمع أهل القرية لتقرير مصيرهم وليختاروا الرحيل عن أرض بدأت بالجفاف وبدأت تربتها بالتآكل تحت وطأة انهيار الجليد، وبين خيار البقاء بجوار ذكريات عاشوها وأكواخ بنتها سواعدهم أو المغادرة، كان الخيار الأكثر عقلانية هو المغادرة فوافقت 19 أسرة من إجمالي 26 ليغادر 90 شخصًا القرية.

ويقول تسيرينج جورونج إنه لم يستطع البقاء وفضل الحفاظ على حياة 4 من أطفاله كي لا يموتوا مثل الـ4 الآخرين من أبنائه.

وعلى مسافة ميل هبوطا من الجبال الوعرة سلك أهالى قرية داي طريقهم للأسفل ليستقروا قرب نهر جاري سموه "داى كالا" تيمنا باسم قريتهم الأصلية.

وبعد استقرار النازحين بقرية داي كالا الجديدة، التقط أحدهم صورًا للحالة المأساوية التى يعيشونها وأرسلها لمنظمة إغاثية فرنسية فقامت المنظمة بمبادرة وفرت من خلالها لأهل القرية موادًا أساسية لزراعة الفاكهة كما وفرت لهم بناء مساكن إسمنتية أكثر أمنا.

ولا تزال مشكلة نازحي الهيمالايا هي عدم وجود أية وثائق ملكية لهم للأراضي الجديدة التي رحلوا إليها.

ويقول تسيرينج الذي يعمل أيضا زعيما قبليا لأهل القرية، إنه تحدث لرئيس الوزراء النيبالي وعدد من نواب البرلمان وكذلك ممثلون عن السفارات الأجنبية ومندوبون عن منظمة حماية الحياة البرية ولكن أحدا منهم لم يتدخل لمساعدة الأهالى على عمل شهادات ملكية للأراضي التي يزرعونها.

وأضاف تسيرينج أنه ذات مرة وعدت جمعية أهلية حكومية بتوفير شتلات زراعة التفاح للقرويين ولم يوفوا بكلمتهم عندها هرع تسيرينج لمقر الجمعية وهدد بحرقه حتى استجابوا وأرسلوا 270 من تلك الشتلات.

ولتجنب المزيد من الكوارث قام سكان القرية بعمل شبكة جداول قرب ضفاف النهر لاستيعاب أي فيضانات ناجمة عن ذوبان الجليد كما بدأوا للتخطيط كيفية حماية محاصيل التفاح خاصتهم إذا أراد القرويون المجاورون السطو عليها بما أن النازحين لا يملكون ما يثبت ملكيتهم لمحاصيلهم.

ويذكر أن الباحثين يقدرون العدد المتوقع للمهجرين جراء تغير المناخ أن يصل نهاية القرن الحالي لمليار شخص بينما يعد سكان جنوب آسيا هم الأكثر عرضة لتلك الظاهرة فعلي سبيل المثال يرجح أن يتم تهجير 18 مليون مواطن بنجالي من أراضيهم بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر جراء الاحتباس الحراري.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك