بالفيديو.. في اليوم العالمي للمرأة.. «بصي» قبل إجابة «آنسة ولا مدام؟» - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 8:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو.. في اليوم العالمي للمرأة.. «بصي» قبل إجابة «آنسة ولا مدام؟»

كتبت - أسماء مصطفى
نشر في: الثلاثاء 8 مارس 2016 - 1:44 م | آخر تحديث: الثلاثاء 8 مارس 2016 - 10:53 م

غرفة مستطيلة، فارغة تماما سوى من بضع كراسي خشبية وكرة ألعاب رياضية ضخمة، لكنها رغم ذلك ممتلئة بطاقة هائلة من كل شيء، طاقة حب، أمل، معافرة، جرأة.. وخوف، نابعة من قلوب 10 وحناجر من بنات حواء.. هنا بروفات ورشة حكي «بصي».

«أبويا علمني أصرخ في وش اللي مزعلني»، تقول رشا سلطان لـ«الشروق» عن سبب حضورها الورشة، فالأمر يتعدى مجرد وسيلة لتفريغ ما تحمله من طاقات سلبية، لكن هي ترى أن عليها أن تصرخ في وجه المجتمع بما داخلها، والصراخ ربما يكون من خلال عرضا فنيا للجمهور، وهذا ما تخطط «بصي» لتفعله في الـ16 من مارس القادم خلال عرض «آنسة ولا مدام؟» بالمركز الثقافي الفرنسي.

«العرض ليس فقط عن علاقة المرأة بجسدها، العرض عن المرأة بكل ما تحمل من أعباء وضغوط وأفراح أيضا»، تصف دينا إحدى المشاركات في الورشة والعرض، مشيرة إلى أن لها تجربة مع مبادرة «خريطة التحرش» التي أهلتها لسماع الكثير من حكايات الفتيات، وترى أنه حان الوقت لتبادل الأدوار لتحكي هي عن نفسها.

غادة خليفة، شاعرة وفنانة تشكيلية تقول إنها كانت تعتقد أن الفنون التي تمارسها كافية لاستكشاف المشاعر وبثها، لكن بعد انضمامها لورشة الحكي مع «بصي» اكتشفت أن الحكي والأداء التمثيلي طاقة مختلفة تماما.

 



أما جيلان يوسف، ترى أن طبيعة عملها بعيدة كل البعد عن الفنون والأدب، لكنها لازالت كفتاة مصرية تعاني من الحياة اليومية في مصر وتحتاج لتفريغ ما تحمله يوميا بسبب الشارع المصري وحقيقة أنها ولدت في بلد شرقي، لكن أمها لا تتفهم تماما طبيعة ما تقوم به، وفي الوقت نفسه لا تمنعها من المشاركة طالما أن الحضور «بنات في بعض».

في 2016.. مشاكل النساء «كلاسيكية جدا»


فتيات الورشة يمارسن حياتهم اليومية العادية، بما فيها العمل كل في مجالها، غادة خليفة، التي تعمل مصممة لأغلفة الكتب، تقول لـ«الشروق» إنها حاليا تعمل بالقطعة من المنزل، لكن كونها امرأة يعرضها لتأخير الدفعات بحجة أن «مواركيش مسؤوليات»، وتحكي عن تجربة سابقة للعمل بدوام كامل كانت تتعرض لتمييز مادي ضدها بحجة أن الزميل الرجل باستطاعته الحضور في منتصف الليل إذا تطلب الأمر أما النساء فلا، لذلك من حقه أن يدفع له ضعف ما يدفع لها، في الوقت الذي تؤكد فيه أن "هذا لم يحدث ولو لمرة واحدة أن تم استدعاء أحد الرجال في وقت متأخر".

رشا سلطان، تعمل في التسويق وشركات الطباعة واللافتات الدعائية، الأمر الذي يعرضها دائما للتعامل مع عمال رجال، مما يجعلها عرضة للاستضعاف والتحرش، وتقول رشا إنها تضطر للتعامل بحدة حتى ينتبه الرجال أنها هنا «مديرا» لا يهم نوعه أو جنسه، والمشكلة الأخرى التي تؤرق رشا هي الانطباعات التي يكونها الموظفين الرجال من خلال مراقبة أفعالها وإعطاء أنفسهم الحق في الحساب والتعليق، وربما اتخاذ الإجراءات كالخصم من مدير الحسابات اليميني، بحسب رشا.

دينا أحمد، تعمل مصححة لغوية، وتحكي أن الموقف الذي تعرضت له أكثر من مرة أثناء لقاءات العمل هو سؤالها «أنسة ولا مدام» وحين تستفسر عن سبب السؤال تكون الإجابة: «أصل البنات بتتخطب وتسيب الشغل»، فيما يعتقد الكثيرين أنها تبحث عن عمل كوسيلة لإضاعة الوقت والتسلية حتى يحين وقت زواجها، أو ربما أنها تعمل في الأساس بحثا عن «عريس مناسب».

التنميط والقولبة و«معانا ولا مع التانين»


مشاكل اتفقت عليها 4 عضوات من «بصي»، غادة خليفة، التي لا ترتدي الحجاب، تقول إن من يتعامل معها يتصور أنها متحررة تماما لمجرد أنها «بشعرها» ويبدي دهشته حين تبدي اعتراضا على شيء عكس مبادئها، في حين أن الأكثر تحفظا من أصدقاءها يرون أنها «مع الناس التانين».

دينا ترى أن الأزمة أزمة مجتمع وليس امرأة فقط، فالتنميط ووضع الناس في قوالب مسبقة عادة المصريين عموما، بل المجتمع يعاقب كل من يخرج عن قوالبه ويرى أنه لا مانع من تهديد حياته إذا ثبت عدم انتماءه لاتجاه معين، وهذا ما سمعته من فتاة في الشارع تقول لصديقتها :«تستاهل تتدبح في ميدان عام».

«بص في ورقتك»


رشا سلطان تبدي غضب واضح حين تسترجع بذاكرتها أهم ما يثير استياءها في المجتمع المصري، وتقول: «محدش سايب حد في حاله، كلنا بندخل جوه هدوم بعض»، كتعبير مجازي عن اعتداء الآخر على خصوصية المحيطين، وتقول: "سؤال «آنسة ولا مدام» من الأسئلة المستفزة جدا"؛ لأنها تعلم أن بناءً على الإجابة ستختلف المعاملة.

يذكر أن، «بصي» مؤسسة غير هادفة للربح، تهتم بالحكايات للمرأة والرجل على حد سواء، أنشأت عام 2005 في القاهرة، عرض «آنسة ولا مدام» يضم 7 فتيات، هن: رشا سلطان، غادة خليفة، جيلان يوسف، دينا أحمد، راما، يارا، جيهان فادي، وتشرف على المشروع سندس شبايك.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك