رأى خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للفكر والدراسات، أن دعوة القيادة السياسية، كما أطلقتها في حفل إفطار الأسرة المصرية وقبلها في بعض المناسبات بإشارات عابرة، إلى حوار وطني فاعل بين جميع القوى السياسية، كان يُلمح فيها درجة من درجات الاتساع والشمولية لتكون جميع الأطراف ممثلة في هذا الحوار.وقال، في لقاء ببرنامج «المشهد»، الذي يعرض عبر فضائية «ten»، مساء اليوم الأحد، إنه يعتقد «أننا أمام مجموعة من النخب والكيانات التي ستمثل في شخصيات سيعبرون عن آرائهم في شكل سياسي»، مشيرًا إلى تعهد الرئيس بأنه سيحضر بعض جلسات الحوار، فهو يريد أن يكون الحوار في اتجاهين ما بين مجموعة تكلف بهذا الحوار، ومن ثم تقوم برفع وثيقة.
وأضاف أنه «قد يكون المطلوب إجراء حوار مع بعضنا البعض بمشاركة القيادة السياسية ومؤسسات الدولة في الاستماع وعرض أفكارها وموقفها من خطة 2030»، ذاكرًا أن 2030 ربما تكون خطة الدولة الاستراتيجية التي بدأتها وقطعت فيها شوطًا كبيرًا وتبني عليها كل خطواتها وخططتها القصيرة النوعية المحددة في مجالات بعينها، وربما هي ما أوصلت الدولة إلى المرحلة الحالية، والتي لا يمكن أن ينكر أحد أنه تم إنجاز الكثير فيها.
وذكر أن التحدي العالمي المعقد الموجود حاليا هو ما أطلق فكرة الحوار، فلا توجد خطط مقدسة ولا وثائق جامدة، مضيفًا أن أزمة كورونا والصراع الطاحن متعدد الأطراف بين روسيا وأوكرانيا يستلزم من دولة حية وفي مشروع بناء وتعمل على صناعة جمهورية حقيقية جديدة أن تجلس بمفردها لدراسة هذه التحديات، ومن ثم إدخال العديد من التغييرات والسبل الجديدة التي تحمي خطة 2030 من التباطؤ والتعثر وتدعيمها وتغذيتها بمجموعة جديدة من الأفكار التي تتجاوب مع ما يحدث في العالم على مدار العامين الماضيين.
وتابع: «العالم كله يقف على أطراف أصابعه منتظر نتائج هذا الصراع»، في إشارة منه إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، متصورًا أن أي كيان أو كتلة أو تيار موجود في الدولة المصرية مدعو للمشاركة في الحوار الوطني، وذلك على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيًا.
وأوضح أن هذه الكتل والتيارات سيكون لهم مجموعة انتقائية يمثلونهم في الحوار الوطني، يطرحون أفكارهم ويعبرون عن آرائهم ويطرحون الأسئلة، مؤكدًا أنه لا أحد خارج هذا الحوار على الإطلاق، فالدعوة موجهة لفئة المستقلين من جميع التخصصات، والتي كانت بعيدة بعض الشيء عن المشهد.