مصادر إيطالية لـ"الشروق": رئيس حكومة الوفاق يحاول إيجاد دعم إيطالي للدفع بفكرته في إشراك شخصيات من الشرق الليبي في السلطة التنفيذية الجديدة
في زيارة غير معلنة إلى العاصمة الإيطالية روما، التقى رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، الجمعة، رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في قصر كيجي الإيطالي (مقر الحكومة)، وناقشا مستجدات الأزمة الليبية، ولكن ما طبيعة الدور الإيطالي حالياً في الملف الليبي في ظل حديث عن وساطة إيطالية بين الشرق والغرب الليبي؟
كونتي تحدث عن "لقاء بناء" جرى اليوم الجمعة مع السراج، بمقر الحكومة في العاصمة روما، وجدد التأكيد في تغريدة على موقع "تويتر"، تضمنت صورًا للاجتماع الذي حضره وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، على أهمية تسريع الخطى في العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد كونتي "الدعم الإيطالي الكامل للحوار بين الليبيين من أجل انتقال مؤسسي منظم لمصلحة الشعب الليبي".
فيما قالت حكومة الوفاق، في بيان، إن السراج أجرى محادثات مع كونتي، حيث رحب الأخير بالجهود المبذولة في المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة والتي توصلت إلى اتفاق على انتخابات تشريعية ورئاسية، مؤكداً على أهمية الالتزام بالموعد المحدد لإجرائها في ديسمبر 2021.
في غضون ذلك، قالت مصادر صحفية إيطالية إن السراج عقد اجتماعا غير رسمي في روما مع المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا ستيفاني ويليامز.
مجلة "فورميكي" الإيطالية اعتبرت من ناحيتها، أن استقرار ليبيا هو مسألة مصلحة وطنية لإيطاليا لاسيما على الصعيد الأمني والسيطرة على تدفقات الهجرة التي تنطلق من ليبيا، وأيضاً على الصعيد الاقتصادي والتجاري انطلاقًا من أهمية حقول الطاقة الليبية والاتصالات.
مصادر إيطالية في العاصمة روما قالت لـ"الشروق" إن السراج يحاول حالياً إيجاد دعم إيطالي للدفع بفكرته في إشراك شخصيات من الشرق الليبي في السلطة التنفيذية الجديدة وزيادة تسهيل عملية الاستقرار التي تقودها الأمم المتحدة.
كانت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية كشفت في وقت سابق تفاصيل جديدة حول مقترح سياسى قدمه السراج إلى قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر عبر كونتي و دى مايو خلال زيارتهما إلى بنغازى في ديسمبر الماضي.
وقالت الصحيفة إن السراج أبلغ إيطاليا وتركيا استعداده لتمديد ولايته، مقترحا تجميد المجلس الرئاسى، كما عرض إفساح المجال لرئيس وزراء جديد يختاره حفتر، وهو الاقتراح السياسى الذى قدمه كونتى ودى مايو إلى حفتر.
من جانبه، كشف المحلل السياسي الإيطالي البارز والمستشار الاستراتيجي، دانيلي روفينيتي، لـ"الشروق"، أن السراج تحدث خلال لقاءه كونتي عن آخر مستجدات الحوار السياسي الليبي الذي تراعاه الأمم المتحدة وعن القلق من أن الحوار في طريق مسدود ولا يوجد اتفاق حول آلية اختيار السلطة التنفيذية القادمة.
روفينيتي كشف أيضًا أن السراج ناقش خلال لقاءه كونتي إمكانيه استمرار المجلس الرئاسي الحالي بقيادته حتى الانتخابات المقبلة، مضيفاً أن السراج يبحث عن دعم بعض الدول مثل إيطاليا في هذا الصدد.
وأضاف روفينيتي أن إيطاليا ستواصل دعم حكومة السراج والحوار الأممي، فيما ترغب في أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الليبيين لتشكيل حكومة جديدة. وتابع: "ولكن بالنسبه لإيطاليا من المهم الآن لها الاستمرار في دعم حكومة السراج حيث تمثل مسألة الهجرة غير الشرعية أهمية لها".
وأوضح الخبير الإيطالي البارز أن إيطاليا تحاول لعب دور وساطة حالياً، وذلك لتجنب تصعيد جديد بين الشرق والغرب الليبي.