النواب احتجوا على ما أسموه المسار غير الديمقراطى داخل الحزب.. وكتلة «النهضة» النيابية تصعد للمركز الأول بـ67 مقعدا
فى تصعيد جديد لحدة الانقسام داخل الحزب الأكبر فى تونس «نداء تونس»، قدم، أمس، 32 نائبا من أصل 86 من برلمانيا منتسبين للحزب، استقالتهم من كتلة الحزب فى البرلمان، وهو ما يسمح لحزب النهضة الإسلامى بأن يصبح القوة الأولى فى البرلمان.
وطوال الأشهر الأخيرة، ظلت الخلافات خافتة فى حزب نداء تونس إلى أن تحولت هذا الشهر إلى عراك وتبادل للعنف بالعصى والهروات فى اجتماع للحزب بمدينة الحمامات، وذلك بين معسكرين رئيسيين، يضم الأول حافظ قائد السبسى نجل رئيس البلاد والذى يسعى للعب دور أكبر فى الحزب من خلال السعى لإعادة هيكلته، بينما يتزعم المعسكر الثانى محسن مرزوق، الأمين العام للحزب، حسب وكالة رويترز.
وقال حسونة الناصفى، وهو متحدث باسم النواب المستقيلين، إن «32 من نداء تونس قررنا الاستقالة من كتلة الحزب فى البرلمان احتجاجا على عدم عقد الهيئة التنفيذية وهو الهيكل الشرعى الوحيد فى الحزب»، مضيفا أن «خطوة الاستقالة تأتى احتجاجا على السعى لاختيار مسار غير ديمقراطى للحزب».
وبعد استقالة النواب يصبح حزب النهضة الإسلامى أكبر قوة برلمانية، إذ يشغل 67 مقعدا فى البرلمان من أصل 217 إجمالى عدد مقاعد البرلمان، بينما ستتقلص مقاعد نداء تونس من 86 مقعدا إلى 54 مقعدا.
من جانبه، قال النائب مصطفى بن أحمد، المكلف بالعلاقة مع وسائل الإعلام، ضمن مجموعة النواب المستقيلين، إن «النواب الـ32 أكدوا فى بيان الاستقالة أنهم متمسكون بعلاقة جيدة مع الباجى قائد السبسى رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب، نظرا لقيمته الاعتبارية ودوره فى مرحلة مرت بها تونس بظروف صعبة، وأكد البيان «تمسك المجموعة بمواصلة منح الثقة لحبيب الصيد لقيادة الحكومة»، وفقا لما نقلته وكالة «أنباء تونس أفريقيا».
يأتى ذلك، فيما أفادت تقارير إعلامية تونسية بأن مجموعة النواب المستقيلين التقت مساء أمس الأول برئيس البرلمان، محمد الناصر «منتمى إلى الحزب» فى مقر المجلس، والذى قدم مبادرة للوساطة بين طرفى الصراع فى الحزب تتكون من 3 نقاط وتتمحور حول الإسراع فى إنجاز المؤتمر وإحداث لجنة مستقلة للإعداد للمؤتمر، فضلا عن تحديد المؤتمرين، غير أن الاجتماع لم يدم طويلا ولم يفضِ لنتائج، ليخرج النواب معلنين استقالتهم.