روايات كتبت فى القرن الـ 20 تنبأت بـ«الذكاء الاصطناعى» و«اتفاقية بريكست » و«لعبة بابجى» - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 10:39 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روايات كتبت فى القرن الـ 20 تنبأت بـ«الذكاء الاصطناعى» و«اتفاقية بريكست » و«لعبة بابجى»

 منى غنيم
نشر في: السبت 11 يناير 2020 - 8:37 م | آخر تحديث: السبت 11 يناير 2020 - 8:37 م

«تريندات» الفيسبوك ومكالمات فيديو «FaceTime» كانتا بنات أفكار مؤلف منذ أكثر من قرن كامل
وتقنية «الواقع الافتراضى» كانت جزءا من رواية قبل استعمالها بـ 20 عاما


يعد «التنبؤ بالمستقبل» إحدى أهم سمات أدب الخيال العلمى فى كل الأزمنة؛ وفيه يسعى الكاتب للشطح بخياله ــ عمدا ــ من أجل خط عالم المستقبل الغامض على الورق، والعجيب أن الأمر ينجح؛ فهناك العديد من الروايات التى كتبت فى القرن الـ 20 وتنبأت بدقة ببعض التقنيات المستعملة فى عالمنا اليوم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك «أنظمة الذكاء الاصطناعى، والواقع الافتراضى والواقع السياسى».
وبالطبع لا ينجح الأمر كل مرة؛ فهناك على سبيل المثال رواية الكاتب الأمريكى «فيليب ك. ديك» بعنوان «هل تحلم أنظمة الأندرويد بالخراف الكهربائية»، والتى تحدثت عن السيارات الطائرة والبشر المستنسخين، وهو الأمر الذى لم نشهده بعد على أرض الواقع؛ وهى الرواية التى صدرت عام 1968 وتم تحويلها لسلسلة أفلام «Blade Runner».
وفى السطور القادمة تستعرض «الشروق» بعض تلك الروايات التى «نجحت» فى التنبؤ بعالم المستقبل بدقة بالغة قد تصيب القارئ بالذهول:
تخيل الكاتب البريطانى «إتش جى ويلز» المستقبل بصورة ما فى كتابه «الرجل غير المرئى» الذى أصدره عام 1897؛ حيث تدور أحداث الكتاب حول طالب البصريات الأمهق «جريفين» الذى يقوم باختراع عقار يجعله شفافا، يستخدمه لإلحاق الأذى بالأشخاص المحيطين به، فيمارس عدة جرائم كالسطو، والحرق، والاختطاف، وهو خفى، ويتحول لصوت أو فكرة تتأجج بالغضب بلا وجه يمكن توجيه اللوم له، ولا يزيده هذا إلا شعورا بالقوة، ويتشابه هذا كثيرا مع ما يحدث فى عالمنا اليوم من استعمال سيئ للتكنولوجیا فى التراشق بالعبارت البذيئة فى التعليقات والدخول فى مشاحنات إلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعى كالفيسبوك والإنستجرام، وما نراه من «تصيد / trolling» و«تريندات» يستتر أصحابها من المجتمع وراءها.
وتعد ثلاثية «Murmur» للكاتب البريطانى «تيم أيرنشو» التى أصدرها عام 1999 واحدة من أكثر قصص الخيال العلمى متعة على الإطلاق؛ حيث يتعرض بطل الرواية «كين ليفرتون» لظاهرة عجيبة تمكنه من سماع الأشياء (الجماد) من حوله وهى تتحدث إلى بعضها البعض؛ كأجهزة الصراف الآلى والشوك والملاعق وكابلات البيانات، بل وحقيبته القديمة التى تبدأ فى سرد أحداث إحدى العطلات التى كان قد نسيها تماما، ثم يعرف «ليفرتون» من خلال حديثه مع الجماد أنه يحتقر البشر، ويطلق عليهم اسم «الطين الغبى»، والأمر مشابه كثيرا لأنظمة «الذكاء الاصطناعى / AI » المستعملة الآن فى معظم الهواتف المحمولة، مثل siri فى هواتف الآيفون والمساعد الشخصى التابع لأمازون: «أليكسا»، الذى يمكن أن يقوم معك بكل شىء تقريبا؛ فبإمكانه طلب البقالة، وحجز تذاكر السينما، وإجراء محادثات كاملة، بل وانتقادك فى بعض الأحيان.
ألف كاتب الخيال العلمى البريطانى «جون ويندهام» رواية «وحش الكراكن يسير» عام 1953، والتى تدور أحداثها حول مجموعة من الفضائيين يتركون كوكبهم الأصلى وينتقلون إلى خندق ماريانا على الأرض؛ حيث يبدأون فى حصاد سفن الرحلات البحرية، وتبدأ الحرب بينهم وبين البشر الذين يحاولون إبادتهم بالأسلحة النووية، فيشرع الغزاة فى استعمال النار لإذابة جليد القطبين من أجل إغراقنا، وما أشبه ذلك بما يواجهه عالمنا اليوم من مخاوف متزايدة بسبب ارتفاع منسوب البحار الناتج عن ذوبان الجليد القطبى، والذى سيؤدى إلى إغراق بعض المدن الساحلية بالكامل فى المستقبل، حسبما يتنبأ العلماء.
عندما أصدر الكاتب الأمريكى «نيل ستيفنسون» رواية «تحطم الثلج» عام 1992، كان مصطلح «تصفح الإنترنت» قد ظهر لتوه، وكانت الشبكة المعلوماتية ما زالت وليدة تتحسس طريقها بين البشر، إلا أن عبقرية الكاتب تمخضت عن عالم تديره أجهزة كمبيوتر تتحكم فى البشر، بل وعالم افتراضى بأكمله أطلق عليه «ستيفنسون» فى الرواية اسم «الميتافيرس»، وهو عبارة عن مساحة مشاركة افتراضية اجتماعية تم إنشاؤها باستعمال الواقع المعزز، وبذلك يعتبر الكاتب قد تنبأ بشكل شبه حرفى بـ«تقنيات الواقع المعزز Augmented Reality» و«الواقع الافتراضى Virtual Reality» المستعملة فى الكثير من تطبيقات الهواتف المحمولة والألعاب اليوم، بل وتعد فكرته نواة أيضا للألعاب متعددة اللاعبين التى يتم لعبها عبر الإنترنت الآن مثل بابجى وفورتنايت.
ويجدر بالذكر أن إحدى روايات الكاتب البريطانى «إى.إم.فورستر» التى صدرت عام 1909 بعنوان «الآلة تتوقف» قد تنبأت بتقنية الـ «FaceTime» المستعملة حاليا فى إجراء مكالمات الفيديو عبر هواتف شركة آبل؛ حيث صورت الرواية أما تتحدث لصورة مجسمة لابنها الموجود فى منطقة نائية.
عام 2005، تخيل الروائى البريطانى «روبرت تومسون» ديستوبيا مستقبلية أضحت فيها بريطانيا مكانا مضطربا، لا ينشغل أهله سوى بجمع الأموال وتحقيق الشهرة بأية طريقة؛ لذلك قررت الحكومة ــ فى بادرة عجيبة ــ أن تقسم البلاد إلى 4 أجزاء، وأعطت كل جزء لون على سبيل الفكاهة؛ فهناك الأخضر والأصفر والأحمر، ويسعى بطل القصة «توماس بارى» خلال الأحداث إلى القفز عبر الحدود من الربع الأحمر إلى الربع المجاور، وهكذا، يمكن القول دون خطأ كبير أن رواية «المملكة المقسمة» قد تنبأت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قبل حدوثه بزمن طويل فيما يعرف باتفاقية بریكست Brexit التى نشهدها حاليا، حسبما جاء فى صحيفة «الواشنطن بوست».
فى رواية الروائى الأمريكى «سينكلير لويس» بعنوان «لا يمكن أن يحدث هنا» التى نشرت عام 1935، تعددت أوجه التشابه بشكل مخيف بين الرئيس الذى اختاره الشعب بعناية «بيرزيلى ويندريب» وبين الرئيس الحالى للولايات المتحدة «دونالد ترامب»؛ حيث إن الرئيس فى الرواية يطلق على نفسه «بطل الرجال المنسيين»، وله مواقف عجيبة من محاربة آليات التفكير المنطقى، وأخذ المواقف السياسية من كندا، كما أنه لا ينفك يعطى وعودا انتخابية لا ينتوى تنفيذها على أرض الواقع، ولا يشغله سوى منافسوه فى الانتخابات، قد تكون قصة «1984» الشهيرة للكاتب جورج أوريل الكتاب «الأكثر ديمومة» سياسيا على الإطلاق، إلا أنها لم تبلغ دقة التنبؤ بالوقائع السياسية مثل هذه الرواية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك