_المسماري: نتقدم في محاور عدة جنوب العاصمة.. ونفذنا عملية نوعية بالقرب من معسكر اليرموك
_رئيس الوزراء الايطالي: اجتمعت مع مبعوث لحفتر... وخبيرة لـ«الشروق»: "مؤتمر غدامس" لن يتم كما هو متوقع
أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، اليوم، تقدم قوات الجيش الليبي في محاور عدة جنوب العاصمة الليبية طرابلس وقربهم من "جزيرة الفرناج" جنوب شرق طرابلس، مشيراً إلى تنفيذهم عملية نوعية وكمين بالقرب من معسكر اليرموك.
ونفى المسماري قيام أفراد تابعين للجيش الليبى بتسليم أنفسهم لقوات حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، اليوم الخميس.
وقال المسماري، في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الخميس، من شرق البلاد: "نتيجة الضربات القوية التي قمنا بها، قام العدو بفبركة مقطع فيديو يدّعون فيه تسليم عسكريين أنفسهم للمليشيات، وهذا الخبر غير صحيح ولم نتعود عليه في معاركنا خلال 5 سنوات، وسبب ذلك أن العدو يحاول إرباك المتابعين والشعب من خلال الأخبار الكاذبة في وسائل التواصل"، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وجدد المسماري إعلان المنطقة المحيطة بمعسكر اليرموك منطقة عمليات عسكرية، ونبّه المدنيين بأخذ الحيطة والحذر، داعيا إياهم للتعاون مع قوات الجيش ومشدداً على سعي قواتهم للمحافظة على سلامة المواطنين قبل تنفيذ العمليات العسكرية.
في غضون ذلك، جدد المسماري طلبه من قوات حكومة الوفاق بالانسحاب، قائلاً: "من دخل بيته أو ألقى سلاحه أو رفع الراية البيضاء فهو آمن"، مشددا على ضرورة أن تهيئ القوات التابعة لهم كل الظروف المناسبة لإخراج الشباب من المعركة.
من ناحية أخرى، قال المسماري إن القيادة العامة أعلنت عن قائمة لمطلوبين من بينهم رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بتهمه الإرهاب.
وضمت القائمة شخصيات أخرى مثل اللواء سليمان محمود واللواء أسامه جويلي واللواء يوسف المنقوش وصلاح بادي وعقيد طيار محمد قنون.
واستمرت المعارك محتدمة، اليوم الخميس، في جنوب طرابلس. وقال قائد مجموعة مسلحة موالية لحكومة الوفاق الوطني على طريق مطار طرابلس الخارج عن الخدمة والذي شهد الخميس معارك بين الطرفين: "نشهد حالياً معارك كر وفر"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
فيما تحاول قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر التقدم باتجاه العاصمة ضمن عملية "طوفان الكرامة" "خصوصا على محورين من الجنوب والجنوب الشرقي حيث سجلت معارك الاربعاء بين الجانبين.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أن المعارك قرب العاصمة الليبية أسفرت عن مقتل 56 شخصاً وإصابة 266 آخرين خلال الأيام الستة الأخيرة، في وقت تعمل الأمم المتحدة فيه من أجل دعم المستشفيات المكتظة في البلاد.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، في بيان، أنه "خلال الأيام الستة الأخيرة، أسفرت عمليات قصف عنيف وإطلاق نار" قرب العاصمة الليبية عن "266 جريحاً و56 قتيلاً، بينهم سائق سيارة إسعاف وطبيبان".
وأضافت: "آلاف الأشخاص فروا من منازلهم، فيما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع. وتستقبل المستشفيات داخل وخارج المدينة (طرابلس) يومياً ضحايا". وأشارت المنظمة إلى أنها تزيد مخزونها من المعدات الطبية في المناطق حيث تدور معارك.
وفي ضوء هذه الأحداث، دعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش اثر جلسة مغلقة لمجلس الأمن مساء أمس إلى وقف المعارك والعودة للحوار.
وفي روما، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، اليوم الخميس، أنه اجتمع مع مبعوث من قبل قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ، حيث بحث معه آخر تطورات الموقف فيما يتعلق بالوضع في العاصمة الليبية طرابلس.
و أضاف كونتي، أمام مجلس النواب الايطالي: "اهتمامنا بليبيا مستمر في الأشهر الأخيرة كنت ومازلت في هذه الأيام على اتصال مباشر مع الممثلين الليبيين الرئيسيين، السراج والجنرال حفتر (في الساعات القليلة الماضية كان لي اتصال من خلال أحد مبعوثيه)، وكذلك مع الأطراف الأخرى في المشهد السياسي المحلي"، بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية.
وذكر كونتي أن التطورات الأخيرة في ليبيا وخاصة التصعيد العسكري تشكل مصدر قلق كبير لإيطاليا ويجب أن تكون كذلك بالنسبة لأوروبا والمجتمع الدولي بأسره، مضيفا: "تعاقب الاشتباكات وزيادة عدد الوفيات تشير إلى خطر ملموس بحدوث أزمة إنسانية يجب تجنبها بسرعة".
و أشار كونتي إلى أن حالة الطوارئ الإنسانية، مع ما يترتب على تدفقات الهجرة ، فضلا عن ظهور شبح اندلاع الارهاب الذي أظهره الهجوم الاخير الذي قام به تنظيم "داعش" الارهابي في بلدة الفقهاء، "يتطلب العزم وسرعة التحرك ".
من جهته، قال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، إنهم لن يكونوا في موقف المشاهد في حال عرقلت فرنسا أي مبادرة أوروبية لضمان السلام والاستقرار في ليبيا.
وأشار سالفيني، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إلى أن هناك مصالح اقتصادية وراء الفوضى حاليًا في ليبيا، على حد تعبيره.
وتقوض هذه المعارك التسوية السياسية، فيما بدا الثلاثاء أن إرجاء المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقرراً بين 14 و16 أبريل في مدينة "غدامس" الليبية أمر لا مفر منه.
بدورها، قالت ميكيلا ميركورى، أستاذة التاريخ المعاصر فى جامعة «ماتشيراتا» الإيطالية إن مؤتمر غدامس لن يتم كما هو متوقع، نظرا لأن اللاعبين المحليين الرئيسيين في ليبيا يقاتلون في الوقت الحالي
وأضافت ميركوري، في تصريحات لـ«الشروق»، اليوم، أنه لا توجد شروط لعقد المؤتمر، مشيرة إلى أنه من الناحية السياسية، فإن الوضع في طريق مسدود للغاية ويكشف عن تناقضات الجهات الدولية الفاعلة.