التحقيقات: لا آثار ظاهرية على جسد المجني عليه.. والمصحة غير مرخصة و100 فرد نزلاء بمساحة لا تزيد عن 300 م
قررت نيابة الهرم بإشراف المستشار حاتم فاضل، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، حبس مدير العلاقات العامة لمصحة لعلاج الإدمان، 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة في واقعة وفاة شاب داخل مصحة التغيير لعلاج الإدمان بمنطقة حدائق الأهرام، كما أمرت النيابة بضبط وإحضار اثنين من المشرفين بالمصحة والذين تسببوا في وفاة المجني عليه أثناء محاولة الإمساك به لمنحه جرعة العلاج.
كما أمرت النيابة برئاسة المستشار محمد صلاح، بإرسال جثة الشاب المتوفي إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحها وإعداد تقرير بشأنها حول أسباب الوفاة، وما إذا كان الشاب تعرض للضرب أو أي تعذيب من عدمه في المصحة.
وخلال التحقيقات التي أجراها المستشار محمد عصام السمنودي، وكيل أول النيابة، مع "محمد.ح"، مدير العلاقات العامة بالمصحة، وهو المتهم الوحيد المحبوس على ذمة القضية، حتى كتابة تلك السطور من المصحة بالتحقيقات، أن والدة الشاب أحضرته الخميس الماضي للعلاج من الإدمان فضلا عن إصابته بحالة نفسية سيئة، مشيرا إلى أن المشرفين بالمصحة حاولوا منح الشاب جرعة العلاج الخاصة به إلا أنه قاومهم بقوة مع ظهور علامات من التشنجات والهيجان.
وأضاف المتهم، أن المشرفين بالمصحة أمسكوا به بقوة وأوثقوه بالحبال لمنحه الجرعة إلا أنه توفي قبل حصوله على الجرعة فجر الجمعة، وبعد وفاته وعلم النزلاء بالمصلحة أُصيب المتواجدون بها بحالة من الهلع وفروا هاربين خارج المصحة ومعهم المشرفين.
وفجرت التحقيقات مفاجأة حول المشرفين والذين لم يعرف سوى ألقابهم المدعوة بـ"موكشة وريشة" بأنهما مدمنين ومازالا يخضعان للعلاج من الإدمان وأن المصحة اعتبرتهما مشرفين للإشراف على النزلاء لعلمهم بجرعات العلاج خاصة وأن التحقيقات أثبتت أن المصحة غير مرخصة.
تفاصيل الواقعة بحسب تحريات المباحث وشهود العيان بالمنطقة، بدأت في حوالي السابعة من صباح الجمعة الماضية بعدما أصيبت المنطقة د بصحاري سيتي بمنطقة حدائق الأهرام بحالة من الهلع والفزع بعدما شاهدوا نزلاء مصحة التغيير لعلاج الإدمان يخرجون من الباب المخصص للمصحة بالطابق الأرضي في حالة هلع.
وأضافت التحريات وشهود العيان، أن النزلاء كان بعضهم في حالة خوف لدرجة عدم تمكنهم من ارتداء كامل ملابسهم بالدار وأكملوها بالشارع فضلا عن تواجد سيدة تعالت أصواتها وبصحبتها مجموعة من الشباب بدأوا في تكسير محتويات المصحة مرددين "الواد جاي يتعالج وقتلتوه يا...".
شهود العيان استكملوا رواياتهم لمباحث الجيزة، قائلين إنهم علموا أن السيدة التي حضرت في الصباح مع مجموعة من الشباب بأنها والدة الشاب المتوفي وأن نجلها حضر للمصحة للعلاج من الإدمان منذ أيام قليلة.
فيما أجرى فريق من النيابة المعاينة التصويرية لمصحة والتي تبين أن المنطقة المحيطة بمكان الحادث منتشر بها مصحات علاج الإدمان وأن العقار محل الواقعة يحتوي على مصحتين واحدة بالطابق الأرضي وهي التي شهدت الواقعة والأخرى بالطابق العلوي، ذاكرة أن التحريات الأولية للمباحث أكدت أن المصحة بالطابق العلوي مرخصة وأن التي شهدت الواقعة غير مرخصة.
وأضافت المعاينة أن المصحة عبارة عن مساحة لا تزيد على 300 م وأن عدد المتواجدين بالمصحة والفارين منها بناء على سجلات المصحة المضبوطة حوالي 100 فرد فضلا عن عدم احتواء المصحة على أجهزة قد تساعد على علاج الإدمان أو تجهيزات خاصة.
فيما أفادت تحريات المباحث والكشف الطبي المبدئي على الجثة عدم احتوائها على علامات ضرب ظاهرية ووجود علامات توثيق بأيدي المجني عليه نتيجة ربطة بحبال بعد تعرضه لحالة هيجان وتشنجات.
فيما اتهم أهالي المجني عليه المصحة بضرب وتعذيب نجلهم حتى الموت، مشيرين إلى أنهم شاهدوا علامات ضرب على جسده قبل نقله للمشرحة، مطالبين بالقبض على صاحب المصحة والتحقيق معه لإظهار حق نجلهم.
الجدير بالذكر أن الواقعة لا تعد الأولى من نوعها التي تشهدها مصحات علاج الإدمان بمنطقة حدائق الأهرام، فقد أقدم شاب على الانتحار الأسبوع الماضي بعدما علق "هاني.أ" 26 عاما، نفسه بملائة سرير ولفظ أنفاسه الأخيرة بمصحة "الإيمان" فيما اتهم والده إدارة المصحة بالإهمال، وما زالت النيابة العامة تواصل التحقيقات في الواقعة.