لا تتدخل في الخبز.. نصيحة لم يسمعها الملك لويس السادس عشر فأطاحت به الثورة الفرنسية - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 10:09 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تتدخل في الخبز.. نصيحة لم يسمعها الملك لويس السادس عشر فأطاحت به الثورة الفرنسية

الملك لويس السادس عشر والثورة الفرنسية
الملك لويس السادس عشر والثورة الفرنسية
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 11:43 ص | آخر تحديث: الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 11:43 ص

التاريخ مليء بالقصص المختلفة من ثورات وحروب وأساطير وحكايات عن الحب والشر والخير، وفي العصور الوسطى وقعت أحد القصص الهامة في التاريخ الفرنسي قصة الثورة التي كانت نتيجة للكثير من المظالم ولكن لعب فيها شيء دور فاعل في تأجيج غضب الشعب وهو الخبرز، ونشر موقع "history" قصة الخبز التي كانت أحد أسباب الثورة الفرنسية.

من الواضح أن الثورة الفرنسية كانت ناتجة عن العديد من الأمور الناتجة عن الظلم والاستبداد الأكثر تعقيدًا من سعر الخبز ولكن نقص الخبز لعب دورًا في زيادة الغضب تجاه الملكية، وأوضح الموقع أن المقولة المنسوبة لماري أنطوانيت عند سماعها أن رعاياها لم يكن لديهم خبز: "دعهم يأكلون الكعكة!" هو رد غير صحيح تاريخياً وملفق.

بدأ الغضب بأعمال شغب يعود تاريخها إلى عام 1529 بسبب نقص محاصيل الحبوب في الدولة، وسميت هذه الفترة بالتمرد العظيم، وقام الفقراء بتدمير منازل المواطنين الأثرياء، حتى اكتشفوا أحد مخازن الحبوب واستطاعوا النيل منها.

كان يمثل الخبز في فرنسا 60% ل80% من الصناعات الغذائية وكان أحد أساسيات الأطعمة للشعب الفرنسي، ولذلك كان أي ارتفاع في أسعار الحبوب يسبب الكثير من المشاكل والتوترات في المجتمع، وظل نسب إنتاج حبوب الخبز ثابتة، بينما أخذ السكان في الزيادة، وساءت الأمور بشكل كبر ووقعت أحداث تم تسميتها تاريخياً بحرب الطحين، واستمر المشاغبون في اقتحام المدن الفرنسية بحثاً عن حبوب الخبز لمدة 3 أسابيع متواصلة وسُجل أكثر من 300 عمل تخريبي.

وحاول مستشاري الملك وهو الفيزيقراطيون - مجموعة من الاقتصاديين يتبنون فكرة ارتفاح ثمن المنتجات الزراعية- حل الأزمة من خلال تحرير تجارة الحبوب وإدخال شكل من أشكال التجارة الحرة ولكنهم فشلوا في فعل هذا الإجراء.

وكان الخبز ينقسم في هذه الفترة إلى نوعين خبز الطبقة الدنيا أو الفقيرة وخبز الطبقة العليا أو الثرية، فخبز الفقراء يسمى الماسلين " Maslin" وهو طحين القمح بالشوائب الموجودة فيه، أم الأغنياء وعلى رأسهم الملك يأكلون خبز المانش وهو مصنوع من طحين منقى ومصفى من الشوائب، ولإرضاء الشعب تم نشر أخبار أن الملك يأكل من خبز الماسلين تضامناً معهم.

لكن هذه التدابير والأخبار التي نشرت لم تكن كافية لإرضاء الجمهور الفرنسي، وتم استغلال أزمة الخبز كسلاح من قبل العقول الثورية الراغبة في التغيير لوضع خطط تؤدي لقيام الثورة وتقليب الجماهير ضد السلطة الحاكمة.

وفي يوليو عام 1789 اقتحمت الجماهير الغاضبة سجن الباستيل الذي أصبح رمزاً لقيام الثورة الفرنسية، رغم أنه لم يكن يضم عدد كبير من المساجين إلا أن أهميته تكمن في كونه واجهة للسلطة الحاكمة، وكانت حادثة اقتحام سجن الباستيل وما تبعها من إعلان حقوق الإنسان والمواطن الحدث الثالث من المرحلة الأولى للثورة الفرنسية.

ربما ساعد الخبز في تحفيز الثورة الفرنسية لكن الثورة لم تنهِ القلق الفرنسي على الخبز.

في 29 أغسطس 1789، بعد يومين فقط من استكمال إعلان حقوق الإنسان والمواطن، قامت الجمعية التأسيسية بإلغاء القيود التنظيمية على أسواق الحبوب المحلية. أثارت هذه الخطوة مخاوف بشأن المضاربة والتخزين والتصدير.

وظل الخبز مشكلة مقلقة للجماهير حتى بعد قيام الثورة، ففي 29 أغسطس 1789 أي بعد يومين فقط من إعلان حقوق الإنسان، قامت الجمعية التأسيسية بإلغاء القيود التنظيمية على أسواق الحبوب المحلية، وأثارت هذه الخطوة الكثير من الخوف لدى العامة بشأن المضاربة والتخزين والتصدير، وكان إخفاء الخبز من الجرائم الكبيرة في فرنسا وقتها ففي أكتوبر من نفس العام تم إعدام أحد الخبازين عن طريق الشنق ثم قطت رأسه بسبب اتهامه بإخفاء أرغفة خبز كجزء من مؤامرة لحرمان الناس منه.

وكانت أحد النصائح الرئيسية للملك في ذلك الوقت هي "لا تتدخل في الخبز"، وأول من قالها المستشار الاقتصادي المبكر تورغوت للملك لويس السادس عشر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك