تشكل أزمة المناخ خطرًا على جميع دول العالم؛ حيث أنها تهدد الإنتاج الغذائي وتزيد من خطر حدوث الفيضانات الكارثية، ولكن ليست هذه هي الأضرار الوحيدة، حيث أن النساء وقعن ضحية لهذه الأزمة.

وتأثير مشكلة المناخ على النساء يمكن ملاحظتها في عدة جوانب بحياتهن، ومنها ظروف المعيشة، وظهر هذا التأثير واضحًا في تقرير سابق لـ"الأمم المتحدة"، أكدت فيه المنظمة أن أكثر من 80٪ من النازحين بسبب تغير المناخ هم من النساء.

وفي تقرير آخر صادر عام 2004 عن منظمة "أوكسفام" البريطانية الخاصة بمشاكل الفقر، اتضح أن نسبة الذكور إلى الإناث الناجين من كارثة التسونامي في سريلانكا وإندونيسيا والهند حوالي 3: 1، وهو أمر مقلق للغاية، ويدل على أن النساء تتأثر بالكوارث الطبيعية أكثر من الرجال.

وقال أوسوب أحمد، كبير محللي السياسات لصحة المرأة وحقوقها في مركز التقدم الأمريكي، إن المرأة تتحمل مسؤولية رعاية الأطفال وكبار السن بعد حدوث أي كارثة متعلقة بمشاكل المناخ، وهذا يقلل من قدرتها على تحمل الأوضاع الجديدة ويزيد من فرصة إصابتها بالأمراض- بحسب مجلة "فوج" العالمية.

وأضاف أن الكوارث المناخية تتسبب في زيادة العنف الجنسي والجسدي ضد المرأة، ويرجع ذلك لحدوث مشاكل الاستغلال والتهجير.

وأوضح أن تعرض المرأة للاستغلال الجنسي ظهر واضحًا عام 2006، وهذا ما أكده مسح أجراه " المركز الوطني لمصادر العنف الجنسي" الذي يعتبر مركز أبحاث أمريكي، وحينها رصد المسح تعرض عدد كبير من النساء اللواتي انتهي بهن الحال في ملاجئ غير آمنة ومزدحمة بعد إعصار كاترينا وريتا عام 2005 الذي تأثرت به عدة مدن أمريكية، إلى الاعتداء الجنسي.

وأكد أنه في عام 2011، زادت حالات العنف الجنسي المنزلي في اليابان، وكان ذلك بسبب تأثير الضغوط الاقتصادي التي سببها الزلزال والتسونامي؛ حيث أن المعاناة من الفقر والبطالة والنزوج، تؤدي إلى اتباع الكثير لسلوك عدواني، وتكون المرأة هي الأكثر تضررًا من كل ذلك.

وأكد بول بوكولوكي، أستاذ مشارك بجامعة ماكيريري ومكتب البحوث التطبيقية في أوغندا، أن الجفاف الناتج عن تغير المناخ يتسبب في قيام النساء والفتيات برحلات طويلة للحصول على الطعام والماء، وهذا يجعلهن عرضة للاعتداء الجنسي بسبب ذهابهن إلى أماكن مجهولة بالنسبة لهن واضطرار بعضهن للقبول بأشياء سيئة مقابل عدم الموت جوعًا أو عطشًا.

وأوضح أن بعض بائعي المواد الغذائية والمزارعين ومالكي الأراضي يصرون في بعض الأحيان على الإتجار بالنساء والاستفادة منهن من الناحية الجنسية مقابل منحهم طعام أو مكان للمعيشة.

وأشار إلى أن في أغلب البلدان الفقيرة، تضطر الفتيات للخروج من المدارس لعدم القدرة على استكمال التعليم بسبب البحث الدائم عن الماء والطعام نتيجة الجفاف، وبعض العائلات تضطر لتزويج الفتيات في سن صغير لعدم تحمل المسؤولية، وفي الحالتين، تصبح المرأة ضحية للعنف الجسدي والجنسي على يد الرجل- حسبما ذكر موقع " برنامج الأمم المتحدة الإنمائي".

وقالت تينا موسويا، المدير التنفيذي لمركز الوقاية من العنف المنزلي، إن ضعف المحاصيل وفقدان الماشية وانخفاض الدخل وانعدام الأمن الغذائي، كلها أسباب تجعل الرجال يشعرون بالضغط وعدم القدرة على تحمل مسؤولية الأسرة.

وأكدت أن الضغوطات الكثيرة التي يتعرض لها الرجال، تدفع بعضهم إلى شرب الكحول والإدمان، وهذا يجعلهم يتعاملون بشكل عنيف مع النساء، مما يتسبب في تعرض النساء للمعاملة السيئة والعنف الجنسي والجسدي.

https://www.vogue.com.tw/lifestyle/article/%E6%B0%A3%E5%80%99%E5%8D%B1%E6%A9%9F-%E6%80%A7%E6%9A%B4%E5%8A%9B-%E6%84%9B%E5%9C%B0%E7%90%83
https://www.undp.org/blogs/why-climate-change-fuels-violence-against-wome