من معتقلات الستينيات إلى العفو الشامل.. صفحات من حياة صنع الله إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 14 أغسطس 2025 1:28 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

من معتقلات الستينيات إلى العفو الشامل.. صفحات من حياة صنع الله إبراهيم

محمد حسين
نشر في: الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 10:50 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 10:50 م

توفي الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، صباح اليوم، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع قصير مع المرض. وكانت حالته الصحية قد تدهورت في الأشهر الأخيرة، ما استدعى نقله إلى العناية المركزة، وقد أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا به للاطمئنان على صحته خلال تلك الأزمة.

وُلد صنع الله إبراهيم عام 1937، ويُعد من أبرز الروائيين المصريين والعرب الذين ارتبطت أعمالهم بالواقعين السياسي والاجتماعي. وتميزت رواياته بطابعها النقدي وتحليلها العميق للسلوك الإنساني في المجتمعين المصري والعربي.

ومن أبرز أعماله رواية "بيروت بيروت" التي تناولت الحرب الأهلية اللبنانية، ورواية "ذات" التي تحولت إلى مسلسل بعنوان "حكاية بنت اسمها ذات"، بطولة نيللي كريم وباسم سمرة، وحقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا.

إلى جانب إنتاجه الأدبي الغزير، وثّق صنع الله إبراهيم جانبًا مهمًا من حياته في كتابه "يوميات الواحات"، الذي تناول تجربته داخل المعتقلات في فترة الستينيات، تحديدًا خلال حملة الغضب الناصري ضد الحركة الشيوعية، حيث يسرد فيه مشاهد من أيامه الأخيرة في المعتقل.

- الأيام الأخيرة في الواحات

يقول صنع الله إبراهيم إنه في الرابع من أبريل 1964، تم الإفراج عن جميع المعتقلين باستثناء 102 من المسجونين الشيوعيين. ظل هؤلاء في الواحات لمدة شهر وعدة أيام في حالة من الترقب، قبل ترحيلهم إلى سجن أسيوط، ومن ثم توزيعهم على سجون المحافظات. وبعد التنقل بين السجون، وجد إبراهيم نفسه في سجن بني سويف، ثم تجمّع مع زملائه مرة أخرى في سجن مصر.

كانت آخر دفعة يتم الإفراج عنها في العاشر من مايو 1964، بعد بدء زيارة الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف بيوم واحد. ويؤكد إبراهيم أن الأمر كان واضحًا: "ألا يتبقى مسجون واحد داخل الحبس بعد منتصف ليلة ذلك اليوم".

- قصة الإفراج المعقدة

يستكمل إبراهيم روايته قائلاً إنه لا يتذكر اليوم المحدد الذي أُفرج عنه فيه، لكنه يعتقد أنها كانت ضمن الدفعة الأخيرة، التي عكست صراعًا في قمة السلطة حول الموقف من الشيوعيين.

ويضيف: تم إنزالهم من سيارات الترحيلات في الطرقات في وقت متأخر من الليل، وطُلب منهم تسليم أنفسهم لمراكز الشرطة في الصباح لإتمام إجراءات الإفراج وتسجيل عناوين المراقبة القضائية.

يصف إبراهيم تلك الليلة التي قضاها مع زملائه في منزل بحي القلعة، وفي الصباح توجه إلى قسم شرطة شبرا. وبعد محاولة فاشلة للتسجيل في منزل صديق، ظهر محمد الخياط، الذي استغل ارتباك الشرطة ومظهره الذي يوحي بأنه من رجال المخابرات، لينجح في الإفراج عن إبراهيم وزملائه.

بعد ذلك، سلّم إبراهيم نفسه لمركز شرطة مصر الجديدة، وسجّل نفسه في بيت إحدى قريباته. وبعد شهرين، استأجر غرفة مفروشة في مصر الجديدة، حيث واصل رجال الشرطة زيارته يوميًا حتى صدور العفو الشامل في ديسمبر 1964.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك