بالصور.. الإهمال يضرب سرايا العمدة العطافي التاريخية في كفر الشيخ - بوابة الشروق
الخميس 8 مايو 2025 7:51 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بالصور.. الإهمال يضرب سرايا العمدة العطافي التاريخية في كفر الشيخ

محمد نصار
نشر في: الأربعاء 13 أكتوبر 2021 - 12:06 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 أكتوبر 2021 - 12:06 م

صارت سرايا «العُمدة العطافي» التاريخية الواقعة في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، عنوانا للإهمال الجسيم، إذ يُعاني مبنى السرايا من حالة إنشائية ومعمارية سيئة للغاية، نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية به، فضلا عن تهدم أجزاء كبيرة من واجهة السرايا، على الرغم من مرور قرن من الزمان على إنشاء السرايا.

وقال أحمد حسن على العطافي المنشاوي، أحد ورثة السرايا، إن سرايا «العُمدة العطافي» تعرضت لإهمال شديد خلال السنوات الماضية ما تسبب في حدوث أضرار بالغة فى الدهانات، والنوافذ، والأبواب الخشبية، بالإضافة إلى تحول حديقة السرايا إلى مرتع للحيوانات والطيور الضالة.

وأوضح «المنشاوي»، أن السرايا تُعاني من الإهمال، وغياب الصيانة، وغير مُدرجة بخطة ترميم القصور والسرايات التاريخية حتى الآن، الأمر الذي أدى لتدهور حالتها المعمارية، وتعرضها لتلف الأرضيات، وانتشار الشروخ والأملاح بجدرانها، مما يُنذر بانهيارها في حالة استمرار إهمالها.

وأشار «المنشاوي»، إلى أن الأدوار العلوية من السرايا بها تصدعات ظاهرة، فضلا عن سوء حالة حُجرات السرايا، ودورات المياه التى أصبحت قديمة ومتهالكة وتحتاج لعملية رفع كفاءة وتغيير مواسير الصرف والمرافق على الطراز الحديث.

وأضاف «المنشاوي»، أن موقع سرايا «العُمدة العطافي» استراتيجي وبالغ الأهمية، حيث تقع فى شارع النيل أحد أكبر وأقدم شوارع مدينة بيلا، وتتوسط شارعين رئيسين وهُما شارع «الجيش» وشارع «الجلاء»، مُنوها بأنه لم يتم إجراء أى تعديل أو تطوير فى السرايا، حيث ما زالت على شاكلتها الأولى مُنذ إنشائها فى عام 1917م.

وناشد المنشاوي، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، بالإسراع فى عملية ترميم سرايا «العُمدة العطافي»، لما لها من تاريخ طويل وذكريات، وكانت شاهداً حياً على مُعظم الأحداث التى مرت بمصر، والتى يبدو عليها الطابع الأثرى، وأقرب لتُحفة معمارية تستحق أن تكون متحفا أو مزاراًللجمهور بدلا من إهمالها.

كما طالب اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، بوضع السرايا على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانتها التاريخية والأثرية، ولاسيما أنها تُعد أحد أقدم السرايات فى المحافظة.

ومن جهته، أكد الأثري الدكتور إبراهيم ماضي، أن سرايا «العُمدة العطافي» أثر تاريخي موجود في محافظة كفر الشيخ التي تحتوي على الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية الهامة، لكنها تُعاني الإهمال مُنذ سنوات طويلة، مُشيرا إلى ضرورة تطوير السرايا والمنطقة المُحيطة بها، للحفاظ عليها كأثر تاريخي فريد من نوعه.

ويرجع تاريخ إنشاء سرايا «العُمدة العطافي إلى عام 1917، حيث شيدها مُهندس يهودى من أصل أوروبى، على الطراز الإيطالي الكلاسيكي، وعُرف مُحيط السرايا لاحقاً بـ«حي العطافي»، نسبةً إلى مالك السرايا وهو «العُمدة العطافى المنشاوى»، والذى يُعد أحد الشخصيات المُؤثرة التي تولت مقاليد الحُكم المحلي في مركز ومدينة بيلا أوائل القرن العشرين.

والسرايا التي مرّ على تاريخ إنشائها 104 أعوام، تقع على مساحة 1150 مترا، وتتكون من بدروم، وطابقين علويين، كل طابق يحتوي على 8 غُرف، ودورتى مياه، وصالة استقبال كبيرة، ويُحيط بالسرايا سور، وحديقة صغيرة، وعن طريق السُلم الخشبى الداخلى يُمكن الوصول للطوابق العليا من السرايا، أما البدروم فكان به المطابخ والجراجات وحُجرات الخدم، وهى ضمن المبانى التاريخية والخاضعة لقانون رقم 144 لعام 2006م، وقد صدر كشف حصر لها من قبل مجلس الوزراء لعام 2009 على أن تكون تحت إشراف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والذى يتبع وزارة الثقافة، كونها تُعد تُحفة معمارية فريدة من نوعها ذات طراز معماري مُتميز.

جدير بالذكر، إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر زار السرايا بصُحبة أعضاء مجلس قيادة الثورة عام 1954 كما تردد عليها أيضاً العديد من الشخصيات العامة والسياسية

كما أن السرايا وُلد بها الوزير الراحل المهندس «السيد المنشاوى»، نجل «العُمدة العطافى»، والمُلقب بـ«أبو التعاونيات فى مصر» وهو منصب يُساوى وزير الصناعة والتجارة فى الوقت الحالى، كما نشأ وتربى فى السرايا البكباشى أركان حرب الراحل «محمد على المنشاوى»، نجل شقيق العُمدة، وهو أحد الضباط الأحرار، وكان مُقرباً من مجلس قيادة الثورة.

ومرّ على تاريخ إنشاء سرايا «العُمدة العطافى»، أكثر من 104 أعوام، وكانت تُعتبر تُحفة معمارية وفنية رائعة في تاريخ البناء والعمارة، إلى أن طالتها يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبحت في طي النسيان، وباتت مُهددة بالانهيار في أي وقت.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك