حذر السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، من إمكانية لجوء بلاده إلى اتخاذ خطوات لمنع إنشاء مشروع خط أنابيب الغاز "نورث ستريم 2" الذي يهدف إلى توصيل الغاز الروسي إلى أوروبا.
وقال جوردون سوندلاند، خلال فعالية لمركز أبحاث في بروكسل: "هناك عدة أدوات تملكها الولايات المتحدة، ولم نقم بعد بنشر مجموعة الأدوات كاملة، والتي يمكن أن تقوض المشروع بشكل كبير إن لم توقفه تماما".
وتعد برلين من الداعمين الرئيسيين للمشروع، الذي سينقل، حال تنفيذه، الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا، متجنبا المرور بالطرق البرية شرقي أوروبا عبر المرور في بحر البلطيق، ومن المقرر أن يكتمل المشروع في عام 2019.
إلا أن بعض الدول، مثل بولندا وأوكرانيا، تشعر بالقلق من أنها سوف تخسر رسوم العبور التي تحصل عليها حاليا من مرور الغاز المتدفق غربا من روسيا، وينتقد آخرون المشروع لأنه يعزز اعتماد الدول الأوروبية على موسكو في الحصول على احتياجاتها من الطاقة.
وهاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المشروع في وقت سابق من هذا العام، متهما ألمانيا "بالخضوع الكامل لسيطرة" موسكو ، وذلك خلال قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في يوليو.
وقال سوندلاند، اليوم الثلاثاء، خلال الفعالية التي نظمها مركز السياسة الأوروبي: "نأمل أن تعمل المعارضة للمشروع بشكل طبيعي، لأن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء يتفقون على أن الاعتماد على الطاقة الروسية ليس قرارا جيوسياسيا جيدا على المدى الطويل".
وأضاف أنه إذا لم يتم تبني هذه الفكرة، ومضت عملية إنشاء نورث ستريم قدما، فإن الرئيس الأمريكي، لديه العديد والعديد من الأدوات الأخرى تحت تصرفه التي يمكن له استخدامها في محاولة عرقلة تنفيذ المشروع، بل ووقفه، نافيا أن يكون موقف واشنطن مدفوعا بمصالح تتعلق ببيع الغاز الأمريكي المسال لأوروبا، مشيرا بدلا من ذلك إلى أن خط الأنابيب هو خطأ جيوسياسي.
وقال السفير: "لا نريد أن نرى الغاز ينقطع عن أحدهم في منتصف الشتاء، عندما تكون هناك أزمة سياسية، عندما تتعرض أوروبا للخطر، فإن الولايات المتحدة تكون أيضا معرضة للخطر، وهذا يظهر مدى قوة العلاقة عبر الأطلسي، إننا مرتبطون بشكل وثيق".
كما اتهم سوندلاند الاتحاد الأوروبي بممارسة "لعبة تأخير" في المفاوضات التجارية؛ بهدف بدء مفاوضات حول اتفاق يمكن أن يزيل التعريفات الجمركية والإعانات والحواجز الأخرى أمام التجارة عبر الأطلسي.
وتعد المباحثات نتيجة لاجتماع عقد في يوليو الماضي بين ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بهدف نزع فتيل التوترات التجارية، بعد أن رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم المستورد من الاتحاد الأوروبي.