المستشفيات العائمة.. مقترح لم ير النور فهل يضمد جراح الفلسطينيين؟ - بوابة الشروق
الجمعة 27 يونيو 2025 12:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

المستشفيات العائمة.. مقترح لم ير النور فهل يضمد جراح الفلسطينيين؟

بسنت الشرقاوي
نشر في: الإثنين 13 نوفمبر 2023 - 4:31 م | آخر تحديث: الإثنين 13 نوفمبر 2023 - 4:31 م

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الثاني، والذي تسبب حتى الآن في استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني 70% منهم من النساء والأطفال، حيث بلغ عدد الشهداء الأطفال 8 آلاف طفل، بالإضافة لعشرات الآلاف من المصابين.

وتفرض الدبابات الإسرائيلية حصارا مطبقا على مستشفيات شمال غزة، خصوصا مجمع الشفاء ومستشفيات الرنتيسي والقدس.

واستهدفت القوات الإسرائيلية خزانات المياه في مستشفى الشفاء، واستخدمت المسيرات في استهداف المستشفيات ومحيطها، بحسب العربية الحدث.

كما جرت اشتباكات بمحيط مستشفى الشفاء، في الوقت الذي تقف فيه الدبابات الإسرائيلية على بعد 200 متر من الجهة الشمالية لمحيط مجمع الشفاء، و20 مترا من مستشفى القدس، مع شن غارات إسرائيلية بمحيط المستشفى الإندونيسي.

وأدى حصار الاحتلال للمستشفيات وإطلاق النار المباشر عليها والقذائف في محيطها، إلى تدمير مولدات الكهرباء وخزانات المياه ما أدى لخروج العديد منها عن الخدمة ووفاة بعض المرضى متلقي الرعاية وأطفال الحضانات، وإعاقة نقل مصابي القصف إليها لإنقاذ حياتهم، في ظل منع للاحتلال مغادرة أو دخول أحد من وإلى المستشفيات.

يأتي ذلك فيما أكد مدير مستشفى الشفاء، خروجها عن الخدمة بعد تكدث الجثث وعدم القدرة على إنقاذ الجرحى.

* مؤتمر باريس.. طرق لمساعدة غزة إنسانيا بقيود إسرائيلية

عقدت القوى العالمية مؤتمرا في باريس، الخميس الماضي، بهدف تنسيق المساعدات وتقديم العون للجرحى في قطاع غزة فيما أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى احتمال النظر في إنشاء ممر بحري ومستشفيات عائمة على متن السفن ومستشفيات ميدانية، حسب تقرير لوكالة «رويترز».

ويعتبر الهدف العام من المؤتمر هو حشد الموارد المالية وإيجاد طرق لإيصال المساعدات للقطاع، وإخراج المصابين بجروح خطيرة عقب الانهيار السريع للبنية التحتية الطبية في غزة، بما يشمل إقامة مستشفيات عائمة.

وقالت صحيفة "الشروق الأوسط" إن 4 دبلوماسيين زعموا أن تلك المساعدات ستوسّع القدرات المحدودة إلى ما هو أبعد من معبر رفح الواقع بين مصر وغزة، لكنهم أقرّوا بأن الفكرة صعبة.

وقال الدبلوماسيون إن المساعدات ستقدم في ظل رغبة المسئولين الإسرائيليين في فحص جميع البضائع القادمة من ميناء ليماسول في قبرص إلى مناطق الإغاثة في مواني غزة.

أيضا قال دبلوماسيان آخران أن الأشخاص الفلسطينين الذين سيتلقون المساعدات يجب أن يكونوا معروفين لوجود مخاوف من احتمال وقوع مواد الإغاثة في أيدي "حماس".

لكن فكرة إنشاء مستشفيات عائمة في شكل مستشفيات على شواطئ غزة لن تجدي النفع المطلوب حيث قال مسئول كبير في الاتحاد الأوروبي: "سيتطلب الأمر بناء مرسى عائم من دولة تتمتع بخبرات بحرية مناسبة ولا يوجد في غزة ميناء مناسب لمثل هذا الغرض".

وفي حالة المضيّ قدما في هذا المقترح، سيتعين ضمان سلامة عملية نقل المساعدات ومن المرجح أن تحتاج إلى توقف مؤقت في القتال.

* المستشفيات العائمة.. قدرات مؤقتة من الدعم الطبي لا تضاهي مقرات المستشفيات

تعرف المستشفيات العائمة في هئية سفن بقدرتها المحدودة طبيا فهي تقدم مساعدات طبية أولية للمصابين واستخدمتها الصين بكثرة لعلاج مصابي كورونا.

تقول الدكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث، إن المستشفيات العائمة التي تقترح فرنسا إقامتها على ساحل غزة لن ينجح تنفيذها.

وأوضحت أبو سكين لـ "الشروق" أن أي محاولات من إسرائيل لدعم إقامة المستشفيات العامة هي محاولات لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي مع استمرار قصفها لمستشفيات القطاع والمدنيين.

كما قالت دكتورة انتصار محمد، الباحثة المتخصصة في التاريخ الحديث والشأن العربي والإسرائيلي، لـ "الشروق" أنه في حال تم تنفيذ مقترح إقامة المستشفيات العائمة على ساحل غزة فإن قدراتها من الدعم الطبي وعلاج الحالات الحرجة ستبقى مؤقتة ولن تضاهي مقرات المستشفيات، مشيرة إلى تصريحات مصدر عسكري فرنسي بأن السفينة الواحدة ستضم 60 سريرا وجناح لعمليات جراحية سريعة، لافتة إلى أن هذا غير كاف.

وتابعت أن إسرائيل تقصف محيط المستشفيات المعمداني والاندونيسي من أجل إبادة جماعية لمواطني غزة أشارت إليها كل العلامات منذ بداية الحرب، وأن الاحتلال يبرر اعتداءاته بتواجد عناصر من المقاومة تحتمي بداخل المستشفيات، وهذا اعتقاد خاطئ.

وأردفت أن استهداف المستشفيات يعتبر خرقا للاتفاقيات الدولية التي تعتبر أماكن العلاج والتعليم أماكن آمنة، معبرة: "هناك استخفاف إسرائيلي بالمواثيق الدولية".

* طبيب مصري عن مصابي غزة: الإصابات معقدة وتستدعي علاجات طويلة ومتعددة

أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن قوات الاحتلال استخدمت سلاحا جديدا في القصف يخترق أجساد المصابين، ويحدث انفجارات بداخله، وحروقا تؤدي إلى إذابة الجلد.

ورصد أطباء مصريين الإصابات البشعة التي تعرض لها الفلسطينين خلال 48 ساعة فقط من وصول الجرحى ودخولهم مصر عبر معبر رفح، حيث أجروا وقتها نحو 17 جراحة معقدة ودقيقة جدا لكسور وعظام تفتت بعضها جراء القصف الإسرائيلي، مؤكدين أن الإصابات كانت في غاية البشاعة والصعوبة.

وكشف طبيب مصري في إحدى المستشفيات التي تتلقى مصابين غزة في شمال سيناء عن اشتباه استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليا لقصف الفلسطينيين، بسبب إصابات الجرحى التي وصفها بالغريبة والمعقدة.

وقال الطبيب المصري محمد بيومي العدوي، استشاري جراحة العظام، للوزير الصحة المصري خلال تفقده إحدى المشافي في شمال سيناء، إن طبيعة الإصابات التي عاينها على أجساد المصابين تكشف أنها "غريبة ومعقدة ومتشابكة".

وتابع أن معظم الجرحى أصيبوا إصابات متعددة يشاهدها لأول مرة، لافتا إلى أن أحد الجرحى كان مصابا بجروح وحروق واضطراب في الجهاز العصبي معا، مؤكدا الحاجة لعلاج متعدد قد يطول أمده، وهو خير دليل على قصف المدنيين بأسلحة غير معروفة تعد من أسلحة الدمار الشامل، معبرا: "العلاج قد يمتد لسنوات وقد تظل آثار الاصابات طوال العمر".

وأوضح الطبيب أن بعض الجرحى مصابون بكسور، وبتر للأعضاء وهذه لا تحدث إلا عند القصف بسلاح حارق وخارق يحول الجسد لأشلاء، مؤكدا أنه طلب تشكيل لجنة من الخبراء لفحص الإصابات لمعرفة نوعية السلاح المستخدم والذي يسبب هذه الإصابات البشعة.

وبين الطبيب أن مصابي القطاع الذين يعالجهم ليسوا مصابين بطلق ناري فقط، بل بأشياء أخرى تسبب لهم حروقا وفقدان وعي، مضيفا أنه سأل بعض المرضى عما حدث لهم فلم يتذكروا شيئا أو كيف أصيبوا.

وطلب الطبيب تشكيل لجنة من الطب الشرعي لفحص الإصابات وبيان طبيعة السلاح المستخدم في القصف.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك