• قادت الأوبرا لمواجهة الإخوان.. واستعادت بريق مصر فى المحافل الدولية.. ودعم السينما ومنظومة النشر ملفان ساخنان فى انتظارها

سيطرت حالة من الارتياح على الأوساط الثقافية والفنية المصرية بعد موافقة مجلس النواب على اختيار الدكتورة إيناس عبدالدايم، لتكون أول سيدة تعتلى منصب وزارة الثقافة بعد ترشيحها للمنصب مرتين من قبل.

إيناس عبدالدايم التى شغلت منصب رئيس دار الأوبرا المصرية منذ عام 2013، اكتسبت ثقة كبيرة فى الأوساط الثقافية بعد توليها المنصب فى فترة حرجة من تاريخ مصر، واستطاعت العبور بالمؤسسة العريقة وتحولها إلى إحدى «أيقونات» ثورة 30 يونيو بعد تجمع المثقفين والفنانين حولها فى اعتصام دام 18 يوما أمام وزارة الثقافة، بعد صدامها مع حكومة الإخوان التى أرادت وأد الحركة الفنية المصرية.

وتستند عازفة الفلوت العالمية إيناس عبدالدايم إلى شبكة علاقات قوية فى الأوساط الثقافية داخل مصر، والتى بدأت فى تكوينها منذ سنوات دراستها بكونسرفتوار، وعملها كأستاذ فى أكاديمية الفنون، وكذلك فترة دراستها بفرنسا، والتى حصلت خلالها على الماجستير والدكتوراة فى آلة الفلوت من المدرسة العليا للموسيقى بباريس، فضلا الحفلات التى شاركت فيها مع اكبر الاوركسترات بعدد كبير من عواصم الفن حول العالم.

وحصلت عبدالدايم على العديد من الجوائز الكبرى، على العديد من الجوائز المحلية والدولية خلال رحلته المهنية، والتى جعلتها اسما معروفا فى المحافل الثقافية بكثير من دول العالم، منها «الجائزة الأولى من اتحاد معاهد الموسيقى بفرنسا (1982)، وجائزة الإبداع بأكاديمية الفنون (وزارة الثقافة)، وجائزة أحسن عازفة بمهرجان كوريا الشمالية للفنون (1999)، وجائزة أبرز عشر نساء فى مصر لهذا القرن (مارس 2000)، وجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون (2000)».

ونالت تكريمات وشهادات تقدير مهمة منها «تكريم من سفارة الصين بمصر باعتبارها أول رئيس امرأة لدار الأوبرا المصرية بعد ثورة يناير، وأفضل عازفة فلوت على مستوى العالم العربى، وتكريم هيئة كير الدولية بمناسبة اليوم العالمى للمرأة»، كما تم تكريمها بين أبرز نساء العرب فى مناسبات مختلفة بدول عربية، منها: «عمان، الكويت، العراق، والسودان والمهرجان الثقافى بالشارقة».

وكرمت وزيرة الثقافة الجديدة من مستشفى 57357 بمناسبة يوم اليونسكو العالمى للشعر، وجمعية «آفاق»، والمركز الكاثوليكى المصرى للسينما، والمجمع العربى للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، والذى تم اختيارها لرئاسته فى دورته الحالية.

وتنتظر إيناس فى موقعها الجديد بوزارة الثقافة العديد من الملفات المهمة، وفى مقدمتها استعادة صوت مصر فى المحافل الثقافية الدولية، وإصلاح المنظومة الإدارية التى تفككت خلال الفترة الماضية، ووضع نظام محكم لإدارة العمل الثقافى والفنى، يقوم على التنسيق والتكامل بعيدا عن إهدار الأموال والطاقات فى أعمال نمطية وروتينية فى المواقع المختلفة، والوصول بالخدمة الثقافية إلى أكبر نطاق ممكن على خريطة مصر، والحد من التداخل والتكرار فى أنشطة المؤسسات التابعة للوزارة.

ويعتبر من ضمن الملفات المهمة: «ملف الأنشطة الدولية التى أصابها الوهن، أو تلك التى تلاشت تحت وطأة الأزمات المالية، ومنها ملف البيناليات التشكيلية المتوقفة، ومهرجان القاهرة السينمائى الذى يعانى ماديا منذ سنوات، واستعادة بريق مهرجان المسرح التجربيبى ومهرجان الإسماعيلية السينمائى، واستعادة مهرجان الإسكندرية للموسيقى العربية».

وتتمثل الملفات الأكثر تعقيدا والتى تحتاج لقررات حاسمة، فى مناقشة أزمة دعم الوزارة لصناعة السينما، ودعم قطاع النشر والذى تأثر كثيرا بارتفاع سعار الورق خلال العامين الماضيين، واستعادة الفرق العالمية الزائرة.