رأت صحيفة ذا هيل الأمريكية أن التوقف المؤقت في طرح لقاح جونسون آند جونسون المضاد لكوفيد-19 يوجه صفعة لجهود التطعيم الأمريكية التي كانت وتيرتها تتسارع إلى حد كبير.

وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته في موقعها على شبكة الانترنت اليوم الأربعاء، أن إعلان مسؤولي الصحة الفيدراليين في هذا الشأن صباح أمس الثلاثاء، الذي أثاره وجود حالات نادرة للغاية من جلطات الدم لدى الأشخاص من متلقي اللقاح- جاء بمثابة انتكاسة غير متوقعة لطرح اللقاح في الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة، إن جونسون آند جونسون ليست سوى جزء صغير من الإمدادات الأمريكية لذا قدم البيت الأبيض تطمينات بأنه لا يزال هناك جرعات أكثر من كافية من لقاحي فايزر وموديرنا لمواكبة أو حتى تجاوز الوتيرة الحالية البالغة 3 ملايين جرعة في اليوم الواحد من التطعيمات.

غير أنه هناك أيضا السؤال الأوسع نطاقا -بحسب الصحيفة- حول ما إذا كانت هذه الأنباء ستقلل من ثقة الجمهور في اللقاحات، لا سيما وأن التردد في اللقاحات كان بالفعل مشكلة في بعض الأوساط، وهوالقلق الذي جعل بعض الباحثين في مجال الصحيين يتساءلون عن الحكمة من وراء هذا التوقف.

ونسبت الصحيفة إلى أميش أدالجا الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأبحاث الطبية قوله تعليقا على هذا التوقف، إن هذه الخطوة ستغذي التردد وسيكون من الصعوبة بمكان إقناع المواطنين بتلقي جرعة لقاح جونسون آند جونسون مرة أخرى بعد أن تم إيقافه مؤقتا.

وأضاف: "نحن في وسط جائحة تقتل الناس كل يوم"، "نحن نتحدث عن أقل من حالة واحدة من بين مليون حالة، ولذا سيكون النجاح بإعادة طرح اللقاح بمثابة حظا موفقا الآن بعد ما فعلوه".

وعلى الرغم من ذلك، أيد معظم الخبراء وقف الجرعات، قائلين إن التوقف قد يقدم تطمينات للجمهور من خلال إظهار مدى جدية المسؤولين في التعامل حتى مع قضية سلامة نادرة.

كما أكد مسؤولو الصحة أنه لا توجد تقارير عن آثار جانبية خطيرة مع لقاحات فايزر أو موديرنا وحتى مع جونسون آند جونسون، تم الإبلاغ عن ست حالات فقط من تجلطات الدم حتى الآن من أصل حوالي سبعة ملايين جرعة تم منحها في الولايات المتحدة.

من جانبه قال أشيش جها عميد كلية براون الأمريكية للصحة العامة -في تغريدة له- "أعرف أن الكثير من الناس يعتقدون أن هذا سوف يتسبب في مزيد من التردد بشأن اللقاح - وسيضر أكثر مما ينفع"، "إنني بصراحة لست متأكدا، وشعوري هو أن الثقة تأتي من الناس الذين يعتقدون أن لدينا نظاما قويا يأخذ الأحداث السلبية على محمل الجد. نحن نفعل ذلك. وهذه هي الطريقة التي نعمل بها".

وقال مسؤولو الصحة أيضا إن أحد الأسباب الرئيسية للتوقف هو منح الوقت لتنبيه الأطباء إلى أن الدواء المعتاد لعلاج جلطات الدم والمسمى الهيبارين، يمكن أن يسبب ضررا للأشخاص الذين تلقوا اللقاح ويتعين استخدام علاج بديل.

من جانبها قالت آن شوتشات المسؤولة البارزة في مركز السيطرة على الأمراض: "عندما رأينا هذا النمط وأدركنا أن العلاج يجب أن يكون فرديا لهذه الحالة، كان من الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن نعلن الوضع". "ومع ذلك فإن الوباء خطير للغاية والحالات تتزايد في كثير من الأماكن والتطعيم أمر بالغ الأهمية لذلك نريد التأكد من أننا نقدم بعض التوصيات بسرعة".

وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن جونسون آند جونسون ليست سوى جزء صغير من حملة التطعيم الأمريكية وتشكل أقل من 5 في المائة من الجرعات التي تم إعطاؤها حتى الآن، إلا أن الإيقاف المؤقت يقلل أيضا من عدد الجرعات المتاحة.
وأشارت إلى أنه تم إعطاء ما يقرب من 7 ملايين جرعة من جونسون آند جونسون حتى الآن وتم توزيع حوالي 17 مليونا ،بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مما يعني أن حوالي 10 ملايين جرعة يمكن أنه يتم تداولها قريبا لن تكون متوفرة.

كما أن لقاح جونسون آند جونسون بتطلب جرعة واحدة فقط وليس اثنتين وكان من الأسهل تخزينه، مما يعني استخدامه في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها في البلاد.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال في وقت سابق إنه سيكون هناك جرعات كافية من اللقاح لجميع الأمريكيين البالغين بحلول نهاية مايو، عند سؤاله عما إذا كان هذا لا يزال صحيحا ، قال جيف زينتس منسق الاستجابة لـ كوفيد-19 في البيت الأبيض أمس الثلاثاء، أنه ستكون هناك جرعات كافية بين شركة فايزر وكوديرنا "لجميع الأمريكيين الذين يرغبون في الحصول على التطعيم بحلول 31 مايو"، وهي عبارة مختلفة قليلا عن القول بأنه سيكون جرعات كافية لجميع البالغين ،بحسب الصحيفة.

ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن أوروبا واجهت مشكلات مع تقارير مماثلة عن حدوث جلطات دموية نادرة في لقاح مختلف وهو لقاح استرازينكا، الذي تمت الموافقة عليه في أورولا ولكن لم يتم بعد في الولايات المتحدة.