متحفه يفتتح اليوم في تكية أبو الدهب.. جولة في عالم نجيب محفوظ الروائي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:33 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متحفه يفتتح اليوم في تكية أبو الدهب.. جولة في عالم نجيب محفوظ الروائي

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 14 يوليه 2019 - 1:20 م | آخر تحديث: الأحد 14 يوليه 2019 - 1:20 م

بعد تأجيل لسنوات طويلة، تستعد وزارة الثقافة لافتتاح متحف الأديب العالمي نجيب محفوظ اليوم الأحد 14 يوليو، بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم.

بعد طرح فكرة إنشاء متحف للأديب نجيب محفوظ بعد تم اختيار «تكية أبو الدهب» - أثر رقم 68- لتكون متحفا للأديب الراحل، وذلك لقرب التكية من المنزل الذى ولد فيه محفوظ بحي الجمالية، وهى المنطقة التي استوحى منها محفوظ معظم شخصيات رواياته، وكتب عن كثير من الأماكن بها، وتكية محمد بك أبو الدهب «شيدت عام 1187 هجرية» وتُعد ثاني أهم مجموعة أثرية تجسد روعة العصر الإسلامي بعد مجموعة الغوري.

وفي ضوء تلك المناسبة تلقي "الشروق" الضوء على جانب من أدب نجيب محفوظ من خلال جولة في الدراسة التحليلية "الاتجاهات الرمزية في أدب نجيب محفوظ" لمحمد نجم الحق الندوي ودراسة "صورة المرأة في روايات نجيب محفوظ" لعلية مسير رسن.

• المراحل الأدبية لنجيب محفوظ
المرحلة الأولى كانت تاريخية في سماتها بالتوازي مع ارتفاع التيار القومي الفرعوني نتيجة لزيادة النفوذ البريطاني في مصر، وكتب خلالها عبث الأقدار عام 1939 ورادوبيس عام 1943 وكفاح طيبة 1944.

أما المرحلة الثانية فكانت الواقعية هي مبدأها والتي شرع من خلالها بتقديم أحياء القاهرة وشخصيات مستوحاه منها، وبدأت برواية القاهرة الجديدة عام 1945 والسراب 1948 وبداية ونهاية 1949.

والمرحلة الثالثة بدأت مع رواية "أولاد حارتنا" وانتقل فيها محفوظ إلى الواقعية الجديدة، وتختلف عن سابقتها في انتقال نجيب من التفاصيل إلى التركيز ومن الشرح إلى الرمزية في التعبير.

وعن الرومانسية قال محفوظ: "فجأة شعرت أن الكتابة الرومانسية تموت في نفسي ووجدتني أتحول إلى الواقعية في القاهرة الجديدة دون مقدمات وظللت غارقاً فيها حتى انهيت الثلاثية".

• بعض الرموز في أدب نجيب محفوظ

تمثل الرمزية ملمحا هاما في كتابات الأديب العالمي خاصة في مرحلة الواقعية الجديدة، ومن أمثلة الرموز في رواياته:

شخصية زهرة في رواية ميرمار
ترمز إلى مصر التي تركت ماضيها ولاذت بالفرار آخذة معها قيمتها وتقاليدها القروية وإيمانها الراسخ بالله قاصدة الحاضر المتمثلين في التقدم الحضاري والعلمي وناشرة الحب على الجميع، وتحاول تحقيق السعادة للجميع فلم تضن على أحد منهم او تتكاسل في خدمتهم ولكن وقف أبناءها تجاهها مواقف شتى فنجد "عامر وجدي" بحها ومؤمن بها، و"طلبة مرزوق" يظهر لها حباً زائفاً، و"حسني علام" يكرهها، و"سرحان البحيري" يغتصبها، و"منصور باهي" يحبها ولكن لا يعرف الطريق إليها، وجميعهم شخصيات رمزية لفئات في المجتمع.

الحارة في رواية الحرافيش
ترمز إلى الأرض المصرية التي عاشت الأفراح والأحزان في ىن واحد فهي سعيدة بسعادة أبناءها وحزينة لحزنهم.

الخمر في رواياته
معظم شخوص نجيب محفوظ لا تطيق الحياة بلا خمر، فهو لا يمنحها القدرة على احتمال حياتها فحسب بل يقدم لها فرصة التشابك الانساني مع شخوص آخرين فهو وسيلة للهروب إلى عوالم اللا شعور ومن الواقع القاسي الذي يعيشه هذا الانسان.

النكتة على ألسنة شخصياته
إنها تمثل جزء من الشخصية المصرية، فهي ليست ثرثرة تُقال أو عبث بالألفاظ بل هي عنصر يفجر مجموعة من الدلالات الرمزية مثل ما ساقه محفوظ على لسان أحد شخصياته "عباس فوزي":" بدأت الفلسفة بابن رشد وانتهت بابن الكلب".

أسماء شخصياته
إن للأسماء عن محفوظ بعض الدلالات أيضاً مثال ذلك في رواية السراب اختار اسم "كامل" لبطل الرواية العاجز كلياً، واسم "امين" للطبيب الذي يمارس الخطيئة، واسم "زهرة" في ميرامار، التي ترمز لمصر، تعبر عن الشذى والرائحة الذكية.

• المرأة في روايات نجيب محفوظ
استمر نجيب محفوظ في فترة خلال رواياته على تصوير الفتاة الساقطة بسبب الظروف الاجتماعية السيئة، ولكنه في مرحلة أخرى قدم صورة المرأة الارستقراطية الساقطة، ولم يقتصر أدبه على ملمح واحد لشخصياته النسائية في معظم أعماله.

وتعبر المرأة في رواياته عن صور مختلفة فهي تارة المحركة للأحداث وتظهر هذه الصورة في شخصية المرأة برواية السراب فهي المحرك الرئيسي والمؤثر الأول على حياة البطل سواء كانت الأم أو الزوجة.

وتارة أخرى تكون الضحية المستسلمة لمصيرها وتتضح هذه الصورة في شخصية "احسان شحاته" في رواية القاهرة الجديدة، فهي لا تتجاوب مع الأحداث ولا تتفاعل معها إلا بمقدار يزيد من عمق المأساة، فهي تمثل بنت شرعية للانسحاق المستكن في رحم المجتمع.

وساد ظهور الشخصية الضائعة للمرأة في أكثر من رواية وهو تعبير واسقاط على الحالة التي تدور خلالها الأحداث تعبيراً عن الضياع الاجتماعي أو السياسي التي تمر به مصر، وقد جاء ضياع بعض الشخصيات في رواياته تعبيراً عن ضياع المجتمع بأكمله، مثال شخصية "احسان شحاته"، والتي لم يغفل أن يقدم سبب لضياعاها متمثلاً في جملة الأب الدافع بابنته للخطيئة قائلاً:"ضاعت حياتي كلها.. ولكن البركة في إحسان".

• ويمكن تقسيم ملامح المرأة في أدب محفوظ إلى:

الثقافي: وهي قليلة الظهور في أدبه، فلم تكن المرأة المثقفة محورية الوجود في روايات نجيب محفوظ، فالمرأة المتعلمة والمثقفة لم تشكل حدثاً مهماً ينبغي لأدبه أن يقف عنده، فكان الهدف الأول لشخصياته النسائية التعبير عن أزمات المجتمع فكانت المرأة هي الأداة للتعبير عن ذلك.

الاجتماعي: وكانت المرأة في رواياته شديدة الالتصاق بالمجتمع وذات حركة تفاعلية مع الوسط الذي تعيش فيه، خاصة ً المرأة الفقيرة ذات المعاناة والتي تصدرت رواياته بينما كانت المرأة الارستقراطية على هامش العمل كما هي في الواقع فهي غير مؤثرة في الأحداث.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك