التشميس تأديب وإصلاح.. موروثات عند القبائل البدوية بجنوب سيناء - بوابة الشروق
الأحد 6 يوليه 2025 10:08 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

التشميس تأديب وإصلاح.. موروثات عند القبائل البدوية بجنوب سيناء

رضا الحصري:
نشر في: الإثنين 15 يناير 2024 - 12:07 م | آخر تحديث: الإثنين 15 يناير 2024 - 12:07 م

يعد القضاء العرفي وأحكامه بمثابة قانون يسري على الجميع لدى القبال البدوية بجنوب سيناء، ويدخل ضمن الموروثات التراثية لديهم، كونه يمثل دستورا قانونيا ينظم حياتهم، يقضى به في المنازعات بجميع أنواعها.

كما أنه يتضمن بعض الأحكام التي تسهم في تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها، مثل "السرقة، النصب"، وغيرها من السلوكيات التي تسهم في فساد المجتمع.

وتوجد عدة أحكام متداولة لعقاب المذنب منها "التشميس" الذي يتعبره المشايخ "تأديب وتهذيب وإصلاح" لمن وقع عليه الحكم.

وقال الشيخ فريج الحويطي، شيخ قبيلة الحويطات بمدينة طور سيناء، وقاضي عرفي، إن "التشميس" في العرف البدوي يعني الطرد من القبيلة باعتبار أنها المظلة التي يحتمي بها الفرد، وحينما تعلن تشميسه يكون بمثابة تخليها عنه، ويعد أحد الأحكام الهامة في العرف البدوي، كونه يسهم بدرجة كبيرة في إصلاح سلوك الشباب، مشيرًا إلى أن الشخص المشمس في هذه الحالة يشعر كأنه ترك لوحده في الشمس، بعد أن رفعت قبيلته يدها عنه "أي حمايتها له" فأصبحت حياته مهدده، وفي حالة إحساسه بالذنب ورغبته في العودة لحماية القبيلة مرة أخرى، يترك لمدة تتراوح من 6 شهور حتى العام، للتأكد من التزامه وعدم ارتكابه للأخطاء مرة أخرى بشهادة جميع من يتعاملون معه.

وأوضح فريج، في تصريح له، اليوم الاثنين، أن "التشميس" يطبق على الشخص بعد تكرار أخطائه وكثرة ذنوبه مثل "السرقة، القتل، النصب، قطع طريق، ارتكاب الفواحش" وغيرها من الأخطاء، وأيضًا بعد أن يجري نصحه عدة مرات، واستمراره على ارتكاب الأخطاء التي تكلف أسرته وقبيلته الكثير من المال كرد حق للمتضررين من أخطائه.

وأكد فريج، أن التشميس يتم تطبيقه عن طريق 9 أشخاص من المقربين للشخص، بشرط أن يكونوا من أسرته وأبناء عمومته فقط، ويكتبون في ورقة أنه جرى تشميسه، "أي التبرأ منه وأن القبيلة غير ملزمة بأفعاله"، ويتم تصوير الورقة وتوزيعها على جميع القبائل البدوية، ومجالس القضاء العرفي، والهيئات الأمنية المختلفة؛ لإعلام الجميع بأنهم غير ملتزمين بأفعاله، ولا يرجعون إليهم في حالة ارتكاب أخطاء ويتعاملون معه.

كما لفت إلى أنه في حالة القبض على الشخص "المشمس" من قبل الشرطة، لا يذهب أحد لزيارته.

وأضاف فريج، أن "التشميس" له قواعد وأصول، فالشخص الذي يجري "تشميسه" يجب في البداية سداد جميع ديونه، ورد جميع حقوق الغير، ثم تكتب ورقة "التشميس" ليعلم الجميع أن هذا الشخص تم طرده من القبيلة، وبالتالي لا يقع علي القبيلة أي حقوق حينما يخطئ هذا الشخص، وعلى صاحب الحق الحصول على حقه بعيدا عن القبيلة، كما أنه لا يحق للقبيلة الاقتصاص له إذا حدث له مكروه من أحد أبناء القبائل الأخرى.

وأكد أنه عند رفع "التشميس" عن الفرد، لابد من أن يتم تنفيذ نفس الخطوات التي جرى اتباعها خلال توقيع عقوبة التشميس عليه، بمعنى أن يقوم أهله من القبيلة بكتابة ورقة تؤكد رفع التشميس عنه، وتوزيعها على الجميع؛ لإخطارهم رسميا بذلك حتى لا يتعرض له أحد، ويتعامل الجميع معه مرة أخرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك