ارتفاع ضغط الدم.. القاتل الصامت يصيب 30 مليون شخص في ألمانيا - بوابة الشروق
الجمعة 16 مايو 2025 1:09 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ارتفاع ضغط الدم.. القاتل الصامت يصيب 30 مليون شخص في ألمانيا

برلين - (د ب أ)
نشر في: الخميس 15 مايو 2025 - 12:21 م | آخر تحديث: الخميس 15 مايو 2025 - 12:21 م

إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فلست وحدك؛ إذ يعاني من ذلك أيضا ما يصل إلى 30 مليون شخص في ألمانيا، بحسب الرابطة الألمانية لارتفاع ضغط الدم.

وما يجعل هذا المرض خطيرًا بشكل خاص هو عدم دراية العديد من الأشخاص بإصابتهم به، وهو ما جعله ملقبا بـ"القاتل الصامت".

ويؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي.

وبسبب خطورته حدد يوم 17 مايو، يوما عالميا لارتفاع ضغط الدم؛ لرفع مستوى الوعي حول هذا المرض المنتشر على نطاق واسع.

وبمجرد تشخيص الحالة، يطرح المرضى أسئلة متشابهة: هل سيستمر هذا إلى الأبد؟ كيف يمكن أن يختفي هذا؟

وقالت الخبيرة الألمانية في الطلب الباطني وأمراض الروماتيزم آنه فليك، إنه لا يوجد مرض باطني آخر أكثر شيوعا في ألمانيا من ارتفاع ضغط الدم.

ووفقا للجمعية الأوروبية لارتفاع ضغط الدم، يجري رصد المرض عندما تتجاوز القيم الانقباضية 140 ملم زئبق أو تتجاوز القيم الانبساطية 90 ملم زئبق.

القيمة الأولى -وهي القيمة الانقباضية -تشير إلى الضغط في الشرايين عندما يتم ضخ الدم من القلب، والضغط المثالي هنا هو حوالي 120 ملم زئبق أو أقل.

ويُطلق على الرقم -الذي يكون عادة في فئة المئة -أيضا اسم "القيمة العليا" لأنه يقع في الجزء العلوي من الشاشة على أجهزة مراقبة ضغط الدم الرقمية، أدناه، توجد القيمة الثانية الانبساطية باعتبارها الأدنى، والتي تعكس وضع الضغط في الشرايين عند انبساطها وعودة تدفق الدم منها إلى القلب، وتكون القيمة المثالية هنا حوالي 80 ملم زئبق أو أقل.

وفيما يتعلق بالقيمة الأولى، قال ماركوس فان دير جيت، رئيس الرابطة الألمانية لارتفاع ضغط الدم: "98% من المرضى يعانون من اضطراب القيمة الأولى".

ويمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم أيضا في مزيج من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي وأشكال أخرى.

وكرس مارتن ميديكه أستاذ الطب الباطني والمدير السابق لمركز ميونخ لارتفاع ضغط الدم، حياته المهنية للكتابة عن هذا المرض.

ومن المقرر نشر أحدث أعماله "معادلة العمر" في الأول من يونيو المقبل، والذي يتناول العلاقة بين الدورة الدموية الجيدة والصحة.

والقاعدة العامة لارتفاع ضغط الدم، هي أنه إذا لم تفعل شيئا لمنعه، فإنك تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، والتي قد تأتي في صورة نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

لماذا يحدث ارتفاع ضغط الدم؟ عندما يصبح النظام غير متوازن ويحاول الجسم الحفاظ على وظائفه، يحدث ارتفاع ضغط الدم. وقد يكون هذا نتاج عملية شيخوخة طبيعية.

وقال فان دير جيت: "يرتفع ضغط الدم لدى كل شخص على مدار حياته".. وقد يكون المرض نتاج تصلب في الأوعية، وقد يكون للجنس (الرجال هم الأكثر تأثرا) والاستعدادات الوراثية أيضا دور في الإصابة به.

وأوضح الخبير ميديكه، أن المرض قد يرجع في أحيان كثيرة إلى الاستعداد الوراثي إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من ارتفاع ضغط الدم، مبينا أن الأعراض قد تبدأ في مرحلة الشباب والرشد المتوسطة، وتظهر عادة في صورة ارتفاع في ضغط الدم الانبساطي، أي القيمة المنخفضة/ ويمكن أن يكون ذلك بسبب زيادة الوزن، أو قلة النشاط البدني، أو التوتر المزمن.

وهناك أيضا عوامل أخرى تساهم في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مثل مقاومة الأنسولين، أو الاستهلاك المرتفع للكحول والنيكوتين، أو اتباع نظام غذائي يحتوي على نسب عالية جدا من الملح أو نسب منخفضة جدا من البوتاسيوم.

ويمكن للأمراض المعدية، مثل العدوى الفيروسية (كوفيد-19) أو مرض لايم المزمن، أن تسبب أيضا ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات قوية في ضغط الدم.

وبحسب فان دير جيت، فإن للكلى دور مهم في الجسم كمُرشِّح، وإذا لم تعمل بشكل جيد، فسيكون الأمر أشبه بحالة آلة مسدودة لصنع الإسبريسو، وهو ما يعني زيادة ارتفاع ضغط الدم.

ويمكن تقسيم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين: أساسي وثانوي، ويعاني حوالي 90% من جميع الأشخاص المصابين من الشكل الأساسي، والذي يعني أن ارتفاع ضغط الدم في حد ذاته هو المرض الفعلي، وفي النوع الثانوي، يكون ارتفاع ضغط الدم أحد أعراض مرض آخر، وأوضح ميديكه، أن العمر له دور ثانوي هنا.

ووفقا لفان دير جيت، يمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم الثانوي بسبب عدم كفاية تدفق الدم إلى الكلى.

ومع ذلك، يمكن أن يكون السبب أيضا فرط نشاط الغدة الدرقية، أو أمراض الروماتيزم الالتهابية في الأوعية الدموية، أو أسباب عصبية أو أسباب نفسية في حالة الآلام الشديدة، كما توضح الخبيرة فليك.

ولا يمكن دائما اكتشاف ارتفاع ضغط الدم على الفور، وبحسب تقديرات فان دير جيت، فإن ثلث المصابين بهذا المرض لا يدركون إصابتهم به.

وترى الخبيرة فليك، أن هذا هو "الجزء الغادر" في المرض، لأن أعراضه قد تظل غائبة لفترة طويلة أو يتم تفسيرها بشكل خاطئ.

وبحسب فليك، فإن الصداع الصباحي في الجزء الخلفي من الرأس أو الصداع العام أسفل الدماغ من الأعراض النمطية لارتفاع ضغط الدم، وقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الليل من اضطرابات النوم أو الاستيقاظ بشكل متكرر.

وقالت فليك: "نادرا ما يوصى بإجراء قياس سريع ومستمر لضغط الدم عند اضطرابات النوم"، ومن الأعراض أيضا طنين الأذن، والدوخة، والعصبية الشديدة، ونزيف الأنف، وضيق التنفس أثناء بذل المجهود.

وتابعت فليك: "كلما تم تحديد الأسباب والقضاء عليها وليس فقط تخفيف الأعراض باستخدام الأدوية، كلما كانت فرص الشفاء أفضل"، مؤكدة أن أساس كل إجراء علاجي هو تعديل نمط الحياة، موضحة أنه يمكن لأولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا منضبطا، ويعوضون عن نقص العناصر الغذائية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، ويمارسون تدريبات التحمل بانتظام، أن "يحققوا إنجازات هائلة" في التعافي.

وبحسب قولها، فإن هذه الإجراءات وحدها كفيلة بإرجاع ربع حالات ضغط الدم من الدرجة الأولى إلى طبيعتها بالكامل.

ووفقا للاتحاد الألماني للأطباء، تحدث الدرجة الأولى عندما تكون القيم الانقباضية بين 140 و159 ملم زئبق وقيم الانقباض أو الانبساط بين 90 و99 ملم زئبق.

ويتمتع أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الثانوي ــ أي كأثر جانبي لمرض ما ــ بميزة، حيث قال فان دير جيت: "إذا تم التعرف على المرض، فيمكن علاجه عادة، بحيث تنحل بدورها مشكلة ضغط الدم بعد ذلك".

ومثَّل الخبير على ذلك بعواقب كورونا، حيث تتسبب متحورات "أوميكرون" في "اضطراب تنظيم ضغط الدم".

وفي المقابل، فإن أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الأساسي لأسباب وراثية أو مرتبطة بالعمر لديهم فرص أسوأ، حيث قال فان دير جيت: "لا يوجد مخرج من هذا الفخ"، موضحا أن هذا يعني أنه حان الوقت للقيام بشيء فعال لمواجهة ارتفاع ضغط الدم وعادة ما يكون في صورة تناول أقراص مضادة له مدى الحياة.

وفقا لفان دير جيت، فإن المرضى الذين لا يدرون بإصابتهم بارتفاع ضغط الدم يصابون بالدهشة في بعض الأحيان، لأن "العديد منهم يشعرون بأن حالتهم أفضل وهم في حالة ارتفاع ضغط الدم، حيث يصبحون أكثر إنتاجية".

وقال الخبير، إنه يوضح لهم رغم ذلك ضرورة تنظيم ضغط الدم عن طريق الأقراص على سبيل المثال حتى لا تباغتهم إصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وبحسب ميديكه، فإن العلاج المستدام لارتفاع ضغط الدم هو "الإجراء الطبي الأكثر نجاحا للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك