وافق برلمان إسرائيل يوم الاثنين على إطار لتنظيم صناعة الغاز الطبيعى فيها، وذلك بعد ثمانية أيام من اكتشاف حقل فى المياه المصرية قضى على توقعات الصادرات الإقليمية.

على الرغم من استمرار وجود عقبات تشريعية أمام الصفقة ـ فقد استقال مفوض مكافحة الاحتكار احتجاجا على السياسة ولم يعين بديل له بعد، كما سحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصويتا منفصلا للتعجيل بالصفقة ـ فإن موافقة الكنيست الرمزية خطوة للأمام من أجل خطة ربما تفرج عن مليارات الدولارات من أجل مستكشفى غاز البلد وشركائهم.

ما هى الصفقة الكبيرة؟
فى عام 2009 اكتُشف حقل تمار للغاز الطبيعى الذى يحتوى على 10,8 تريليون قدم مكعبة فى المياه الإسرائيلية. واكتُشف حقول لوياثان، وهو ضعف حجم الحقل الأول تقريبا، بعد ذلك بعام.
بالنسبة لدولة عدد سكانها 8 ملايين نسمة تفتقر إلى الموارد الطبيعية، يقرب تطوير الغاز البحرى إسرائيل من استقلالها من ناحية الطاقة، مع توقعات مستقبلية إضافية بخصوص العائدات من الصادرات. ويمكن للغاز أن يقلل التكاليف ويحسن الأرباح بالنسبة للصناعة المحلية.

من هم اللاعبون الأساسيون؟
تمتلك ديليك جروب المحدودة الإسرائيلية، وهى أكبر شركة طاقة فى البلاد، وشركة نوبل إنرجى ومقرها هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، حصة مقدارها 45 بالمائة و40 بالمائة على الترتيب فى حقل لوياثان.
جعل التأجيل ديليك جروب ووحداتها الأسوأ أداء على مؤشر بورصة تل أبيب القياسى فى الشهور الاثنى عشر الماضية وزاد من تقلب الأسهم.
فى الوقت نفسه تجاهل كبار المستكشفين الاستثمارات فى غاز إسرائيل خوفا من إغضاب العالم العربى الذى ينشطون فيه. فقد تخلت وودوايد بتروليوم الأسترالية عن صفقة مقدارها 2,6 مليار دولار لشراء ربع حقل لوياثان العام الماضى، وهو ما أرجعته إلى عقبات تجارية فى إسرائيل.

ما الذى يعنيه الغاز الطبيعى للشيكل؟
زاد إنتاج الغاز الطبيعى فائض حساب البلد التجارى. ويقدر بنك إسرائيل أنه مقابل كل مليار دولار تحسنا فى الحساب الحالى، تزيد قيمة الشيكل بمقدار 1 بالمائة.

ما هى الصفقات التى يجرى التخطيط لها؟
وقعت نوبل وشركاؤها الإسرائيليون خطاب نوايا فى سبتمبر 2014 لإمداد شركة الطاقة الكهربية الوطنية الأردنية بالغاز لمدة 15 عاما بتكلفة قدرها 15 مليار دولار. وساعدت وزارة الخارجية الأمريكية كذلك فى رعاية صفقة مقدارها 771 مليون دولار بين نوبل وشركة البوتاس العربية بالأردن وشركة برومين الأردن.

لماذا يمثل الاكتشاف المصرى ذلك التهديد؟
وقع الشركاء فى الحقل الإسرائيلى خطابات نوايا لإمداد معامل تسييل الغاز فى مصر. وبما أن الصفقات غير ملزمة، فهناك تكهنات بأن الاكتشاف المصرى سوف يقلل الاعتماد على الغاز الإسرائيلى ويعرض مستقبل الصادرات للخطر. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج من الحقل المصرى الجديد، وهو أكبر حقل يتم اكتشافه فى البحر المتوسط، فى عام 2020، أى بعد عام من الموعد المستهدف لبدء إنتاج حقل لوياثان. وهذ ضربة أخرى للشركاء الإسرائيليين الذين أضيروا بالفعل بانخفاض أسعار الطاقة والقضايا التنظيمية التى عطلت تطوير أكبر حقولهم.