ضغطت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون، اليوم، على القادة الأكراد لتأجيل استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق محذرين من أنه سيكون ”محفوفا بمخاطر جسيمة“. وقدم الحلفاء الغربيون خطة بديلة فى محاولة لتفادى نشوب صراع بين الإقليم الغنى بالنفط والحكومة المركزية فى بغداد.
وأصبح الاستفتاء المقرر فى 25 سبتمبر بؤرة انفجار محتملة فى المنطقة فيما تشعر قوى غربية بالقلق من أنه قد يؤجج صراعا مع بغداد ويصرف الانتباه عن الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابى.
وقال بريت مكجورك المبعوث الأمريكى الخاص للتحالف ضد «داعش» للصحفيين بعد اجتماع الوفد الذى يضم أيضا الأمم المتحدة وبريطانيا مع رئيس الإقليم مسعود البرزانى «لا توجد فرصة لأن يحظى هذا الاستفتاء الذى سيجرى فى 25 سبتمبر بشرعية دولية... هذه عملية محفوفة بمخاطر شديدة».
وذكر مكجورك أنه متفائل بأن قادة الأكراد سيقبلون بخطة بديلة تركز على الحوار بين الإقليم وبغداد وتؤجل الاستفتاء على استقلال الإقليم.
وقالت رئاسة إقليم كردستان العراق إن القادة الأكراد سيدرسون المقترح دون ذكر تفاصيل أخرى. لكن بعد ساعات نقلت وسائل إعلام محلية عن البرزانى نفسه القول لحشد إن التصويت سيجرى فى موعده المقرر فى 25 سبتمبر.
ونقلت وسائل إعلامية تركية، اليوم، تقرير عن صفقة كشفت عنها مجلة تسمى «إسرائيل ــ كرد»، ومقرها فى كردستان العراق، بأن بارزانى توصل إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية تضمن توطين 200 ألف يهودى إسرائيلى من أصل كردى فى إقليم كردستان بعد استفتاء الانفصال فى 25 سبتمبر.
وقالت صحيفة «ينى شفق» التركية إنه قد يكون بارزانى، وليس إسرائيل، الذى طلب ضم 200 ألف كردى يهودى إلى كردستان العراق، متابعة بأن مسعود بارزانى الذى تلقى دعما من إسرائيل فقط للاستفتاء، يعتزم تعزيز موقفه بمساعدة من الأكراد اليهود الذين يتمتعون بمراكز بارزة فى إسرائيل».
وتابعت الصحيفة بأن الأكراد يعتقدون أنه نظرا للنفوذ القوى لليهود فى ردهات الولايات المتحدة، فإن الدعم الإسرائيلى لاستقلال كردستان قد يستقطب دعم الولايات المتحدة لاستقلال الأكراد.
وتخشى تركيا التى يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد بالمنطقة، من أن الموافقة على الاستقلال قد تشجع النزعة الانفصالية فى جنوب شرق البلاد حيث قاد المسلحون الأكراد تمردًا لثلاثة عقود قتل فيه أكثر من 40 ألف شخص.
وصوت البرلمان العراقى الأسبوع الماضى، على رفض الاستفتاء وكلف العبادى باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على وحدة البلاد. وترفض بغداد ودول جوار العراق لا سيما إيران وتركيا وسوريا الاستفتاء. كما يشعر مشرعون عراقيون بالقلق من أن يعزز الاستفتاء سيطرة الأكراد على عدة مناطق متنازع عليها منها كركوك، الغنية بالنفط فى شمال البلاد.