اختاروا طريقا صعبا قوامه النكات الساخرة أمام جمهور لم يتعرف بعد على نوع الفن الذين يقدمونه وبين المراكز الثقافية محدودة العدد التى تحتضن عروضهم، يصر فنانو «الستاند أب كوميدى» على مواصلة المشوارالذى بدأوه منذ سنوات قليلة.
مؤخرا قدم مجموعة من الكوميديانز الشباب عرض «شو على أبوه» بقاعة ساقية الصاوى، استحقوا عليه تشجيع الجماهير الموجودة فى قاعة النهر بساقية الصاوى.
العرض تضمن حديثا ساخرا عن قسوة الأهل فى تربية أبنائهم وسخرية الكبار من أحلام الشباب، وكذلك المشاكل العاطفية التى تواجه الشباب فى الحب والزواج. ولم يخل الشو من السخرية من الحالة الاقتصادية التى يعيشها الشباب بالمقارنة بطموحاتهم الكبيرة كذلك عبر أحد الشباب عن غرابة كلمات بعض الأغنيات
والقصائد الحديثة ساخرا من ضعف الكلمات أو بعدها عن المعنى العام للقطعة الفنية.
ويعد فن الستاند أب كوميدى أو كوميديا الموقف أحد الفنون المسرحية التى تعتمد على الأداء الفردى للكوميديان على المسرح، فلا يعتمد هذا الفن على إضحاك الجمهور فحسب، بل يستهدف إيصال رسالة ما فى ذهن الفنان المؤدى، وهو يختلف كليا عن فن المونولوج الذى يعتمد على إلقاء النكات بشكل مباشر ولا يشترط أن يحمل رسالة هادفة.
يقول توفيق المنشاوى، 26 عاما، أحد أعضاء الفريق، إن بدايته كانت من مسرح جامعة القاهرة عندما ظهر إبداعه فى سرد قصص حبه الفاشلة بطريقة ساخرة أضحكت أفراد فريق المسرح فشجعوه على احتراف هذا الفن مما دفعه إلى الخضوع لورشة تدريب مع الكوميديان وليد أبو المجد.
أما بولا صموئيل، أحد أعضاء الفريق، يحرص على إيجاد أرضية مشتركة بينه وبين الجمهور فى المشكلة التى يتناولها بشكل ساخر حتى تصل مباشرة إليهم، ويفضل أن تعتمد مادته الكوميدية على مواقف واقعية. ويقول: «أحلى حاجة فى الستاند انك تبقى على طبيعتك وتتكلم براحتك، إحنا بنضحك على خيبتنا فى المواقف».
وبدأ فن الستاند أب كوميدى فى الظهور فى خمسينيات القرن الماضى فى أمريكا ودخل إلى مصر بداية من عام 2007، أبرزه حلقات «راجل وست ستات» و«تامر وشوقية».
تتمنى مجموعة «شو على أبوه» أن تولى قطاعات الثقافة المختلفة فى مصر اهتماما أكبر بهذا النوع من الفن ويأملوا أن تكون لهم نقابة أو رابطة تجمعهم تتحدث باسمهم وترعى حقوقهم المادية والمعنوية.