بعد تصريحات السقا.. كيف كانت ملامح وطبيعة السينما المصرية من 1967حتى إسماعيلية رايح جاي؟ - بوابة الشروق
الخميس 1 مايو 2025 12:05 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بعد تصريحات السقا.. كيف كانت ملامح وطبيعة السينما المصرية من 1967حتى إسماعيلية رايح جاي؟

احمد السقا
احمد السقا
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 15 أكتوبر 2021 - 6:03 م | آخر تحديث: الجمعة 15 أكتوبر 2021 - 6:03 م
افتتح بالأمس مهرجان الجونة لعام 2021، ودائماً ما تلفت فاعليات المهرجان الجمهور بسبب الأزياء بالإضافة إلى وقوع بعض المواقف التي تثير الجدل، واستحوذت كلمة الفنان أحمد السقا وحديثه عن السينما على نصيب كبير من تعليقات الجمهور وكثير من النقاد والُكتاب أثناء تكريمه وتسلمه جائزة عن مشواره الفني.

تصريح وتوضيح.. ماذا كان يقصد السقا؟

قال السقا خلال تكريمه أمس: "حابب أتوجه بالشكر لإدارة المهرجان على تشريفي بتكريمي في هذا المهرجان، أود أن أحكي حكاية يشهد عليها الفنان شريف منير والفنانة مني زكي، حدوتة مجموعة أصحاب كانوا بيحبوا السينما، ويحلموا يشاركوا فيها وأقصى طموحهم يقدموا مشهد أو اتنين في مسلسل أو فيلم، خصوصا إن السينما في منتصف التمنينيات أو بعد النكسة بعد 67 تحديداً كان فيه ضيق خلق للسينما بالبلدي، حتى في أواخر التسعينيات جاء فيلم إسماعلية رايح جاي، حصل طفرة في المعدات والإيرادات ودور العرض ومستوى الإمكانيات والقدرات والموضوع اختلف تماماً".

وفي الندوة المنعقدة على هامش المهرجان أوضح السقا مقصد حديثه الذي أثار الجدل وتسبب في انتقادات له، وقال: "أنا منتقصتش منها لا، يمكن عملت حاجة بالفطرة مقصدهاش طبعا، إن أنا نطيت سلمة كبيرة في الكلام عشان مطولش على الناس في الحفل، فلم يتضح ما أقصده، لكني لم أنتقص ولا يمكن أنتقص من الأساتذة والفن اللي اتربيت عليه، اللي أقصده إن الإمكانيات كانت أقل من إمكانيات الناس، لو كان حد فهم اللي قلته غلط فأنا بعتذر جدا"، بحسب موقع إعلام دوت كوم.

ما بعد النكسة.. هل كانت السينما لأفلام المقاولات فقط؟

شاعت فكرة أفلام المقاولات أو "الهابطة" ووصفت بها مرحلة كاملة من بعد وقوع حرب عام 1967، ولكن هل كانت المرحلة بأكملها فارغة من أي نوعيات أفلام أخرى، خلال مرحلة الستينيات على سبيل المثال كانت مؤسسة السينما مسئولة عن إنتاج عدد كبير من الأفلام مما دعم بقاء ووجود نوعيات جادة وقصص سينمائية معبرة عن كثير من القضايا المهمة في المجتمع المصري، رغم اختلاف النخب الثقافية حينها عن فكرة سيطرة الدولة على الإنتاج، وذلك ما ذكره الدكتور رجاء عدلي في كتاب "جيل السبعينات الروافد الثقافية والاجتماعية والسياسية ندوة".

نذكر في هذا السياق أهم الأفلام السينمائية التي صٌنفت ضمن أفضل 100 فيلم سينمائي في تاريخ السينما المصرية، خلال أواخر الستينيات والسبعينيات، ميرامار والبوسطجي وشيء من الخوف وليل وقضبان والعصفور، على من نطلق الرصاص، ثرثرة فوق النيل، عوددة الابن الضال والاختيار وغيرها من الأعمال التي ناقشت السلطة والهزيمة والظلم وانكسار المجتمع والديكتاتورية والتعذيب وغيرها من المشكلات.

يقول عدلي: "لقد واكبت سينما الستينات بداية نشأة القطاع العام السينمائي الذي تراوح الحكم عليه من جانب السينمائيين ما بين رأيين متناقضين.. انتجت السينما خلال مرحلة القطاع العام 416 فيلماً منها 60% إنتاج القطاع العام و40% إنتاج القطاع الخاص الممول من القطاع العام، و10% فقط من الأفلام التي أنتجها القطاع الخاص الممول من شركات التوزيع العربية في لبنان، وقد أتاح ذلك الفرصة لعدد هائل من الأجيال الشابة، لعمل أفلام لم تكن لترى النور لو كانت قد اصطدمت برغبات منتجي القطاع الخاص والموزعين العرب، والأفلام التي ميزت هذه الفترة إما تلك التي احتوت مضمونا سياسياً مثل شيء من الخوف لحسين كمال.. أو التي أدانت النماذج الانتهازية والمتاجرين بالشعارات في ميرامار واللص والكلاب لكمال الشيخ، وأهمية هذه الأفلام أنها خلت من البهرجة وحياة القصور وصورت بكثير من الصدق العلاقات الإنسانية بين الناس، كما أنها حاولت أن تجيب على كثير من الأسئلة التي كان الواقع يطرحها آنذاك".

استكمل عدلي حديثه عن أفلام يوسف شاهين في هذه المرحلة وأهميتها، ثم انتقل إلى شادي عبدالسلام وقال: "استطاع بفيلم المومياء عام 1969 أن يحقق المغايرة في الأسلوب والمضمون واللغة السينمائية لقد كان الفيلم اختراقاً استثنائيا ولا أبالغ لو قلت إنه فتح طريقاً جديداً غير مسبوق سواء في منهجه السينمائي الجديد ورؤيته الجديدة أو طبيعة الفكر التي يتضمنه".

ورغم شهرة مرحلة السبعينيات بأفلام المقاولات كما أطلقوا عليها إلا أنها قدمت نماذج وقضايا وقصص مهمة، ولكن قسم عدلي أفلام هذه الفترة إلى ثلاث أنواع، أفلام هروبية للخروج من واقع الهزيمة، ولا تتصل بقضايا المجتمع، وأفلام فكاهية هابطة ويصعب حصرها، أو مشكلات تعرض مشكلات الواقع الظاهرة مثل أزمات الإسكان ومراكز القوى والمعتقلات، ويوجد أفلام السخرية من النكسة.

الثمانينيات والتسعينيات.. جيل الواقعية الجديدة

ظهر خلال هذه المرحلة عدد من المخرجين المصريين الذين اهتموا بالحكي عن قصص الإنسان العادي، رجل الشارع والعامل والبواب وعامل الجراج والخادمات وبائعي الإشارات والفلاح والموظف، وغيرها من الشخصيات التي ظهرت على شاشة محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة وداوود عبدالسيد ورضوان الكاشف.

تتبعنا مع هؤلاء أحلام الشباب التائه وسط مظاهر الانفتاح في "الحب فوق هضبة الهرم"، وحياة العاملات البسطاء في "أحلام هند وكاميليا"، وحياة الريف البسيطة في "خرج ولم يعد"، وشواع القاهرة ولاعبي الكرة في الحواري في "الحريف"، وحياة سائق الأتوبيس والتاكسي في فيلمي "سواق الأتوبيس" وليلة ساخنة"، وغيرها من الأعمال.

وفي هذه الأعمال ظهر بعض الوجوه الجديدة، مثل محمد هنيدي وأحمد السقا وشريف منير ومنى زكي وكريم عبدالعزيز وغيرهم، وفي نهاية التسعينيات حدثت ضجة كبرى بإنتاج أفلام إسماعيلية رايح جاي ثم صعيدي في الجامعة الأمريكية، والتي هزت عرش نجوم كبار بتحقيق هذه الأعمال إيرادات مرتفعة حينها، وأفرزت جيلا جديدا من الشباب الذي حقق نجاحاً فيما بعد من خلال موجة الأفلام الشبابية.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك