«نيويورك تايمز» ترصد العلاقة بين «مذبحة المسجدين»فى نيوزيلندا وصعود اليمين المتطرف - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 12:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«نيويورك تايمز» ترصد العلاقة بين «مذبحة المسجدين»فى نيوزيلندا وصعود اليمين المتطرف

محمد هشام
نشر في: السبت 16 مارس 2019 - 11:11 م | آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 11:11 م

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مذبحة المسجدين في نيوزيلندا التى راح ضحيتها 52 قتيلا، تسلط الضوء على طرق انتشرت بها أيديولوجية اليمين المتطرف والعنف في القرن الـ21 حتى إلى دولة لم تشهد جريمة إطلاق نار جماعي لأكثر من عقدين، ونادرا ما ارتبطت باليمين المتطرف.

وقالت الصحيفة فى تقرير لها اليوم السبت، إنه على الرغم من كون نيوزيلندا واقعة على بعد آلاف الأميال من أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن مقاطع الفيديو الخاصة بمنفذ الهجوم الأسترالي برينتو تارانت تظهر أنه راسخ بعمق في أقصى اليمين العالمي، فهو على دراية بأيقونات بل ومزاح وشعارات الجماعات المتطرفة من مختلف أنحاء أوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية.

وأضافت الصحيفة أن البيان الذى أصدره تارانت عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، صباح يوم المذبحة، يشير إلي أنه اعتبر نفسه تلميذاً ورفيقًا للقتلة من أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض، كما أشاد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورغم سخريته من مهاراته القيادية لكنه وصفه بأنه "رمز لتجديد الهوية البيضاء والغرض المشترك".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تارانت تأثر بشكل خاص بأفكار وأساليب اندرس بريفيك، الإرهابي النرويجي اليميني المتطرف الذي قتل 77 شخصًا في عام 2011، والذي ألهم بيانه المؤلف من 1518 صفحة العديد من المتطرفين المقلدين بما في ذلك كريستوفر هاسون، ملازم خفر السواحل الأمريكى الذى يواجه اتهامات فيدرالية للتخطيط لهجوم إرهابي على غرار بريفيك.

وأشارت الصحيفة الأمريكية أيضا إلى أن تارانت استلهم بيانه من ديلان روف، الأبيض الذي قتل 9 أمريكيين من أصل أفريقي في كنيسة في ولاية كارولينا الجنوبية عام 2015، وكذلك لوكا ترايني وأنتون بيترسون ودارين أوزبورن، وجميعهم نفذوا هجمات عنصرية في أوروبا خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب الصحيفة، كانت ملابس تارانت وأسلحته منسقة بعناية أيضا، فقد وضع على ملابسه شعارا تستخدمه العديد من جماعات النازيين الجدد في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أستراليا، وعلى بندقيته كان منقوش شعار عقيدة قومية بيضاء شاعها الإرهابي الأمريكي والنازي الجديد، ديفيد لين، أما سترته فعليها رمزا شائعا تستخدمه كتيبة آزوف، وهي منظمة شبه عسكرية نازية أوكرانية.

وتابعت "نيويورك تايمز" أنه بينما كان تارانت يبث فيديو من سيارته قبل تنفيذ المذبحة، قام بتشغيل أغنية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الزعيم الصربي السابق المسؤول عن مقتل الآلاف من المسلمين البوسنيين والكروات خلال حرب البوسنة في التسعينيات.

من جانبه، رأي ماثيو فيلدمان، مدير مركز تحليل اليمين الراديكالي (مجموعة بحثية مقرها بريطانيا) إن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان، وكذلك سهولة الوصول إلى مواقع مثل (4 تشان) و(8 تشان) تشكل ملتقى لليمين المتطرف على الإنترنت، سمح للجاني بأن ينغمس بسهولة في أحاديث متطرفة.

وأضاف فيلدمان: "من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين قرأوا هذه الأشياء في نيوزيلندا أو النرويج أو كندا كما هو الحال في أمريكا"، وتابع: الإنترنت بلا حدود. وليس ذلك فقط بل تم إنشاء مواقع مثل (4 تشان) للمتطرفين اليمينيين.. لديك هوية مجهولة إذا كنت ترغب في ذلك، ولن يتم حذف مشاركات التحريض على الفور".

ورأت "نيويورك تايمز" أنه إذا كان بيان تارانت يوضح انتشار التطرف عبر الإنترنت، فإنه يكشف أيضا كيف تغلغل الخطاب المتطرف إلى السياسات والإعلام السائد حاليا.

ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب، الذي أدان هجمات نيوزيلندا، كثيرا ما أدلى بملاحظات عنصرية، وأقر سياسات ضد المهاجرين والمسلمين، وتودد للقوميين البيض، الذين قال إنه يوجد بينهم "بعض الأشخاص الطيبين للغاية".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن ترامب وصف عمليات القتل في نيوزيلندا بأنها "شيء مخزي فظيع"، لكن عندما سأله الصحفيون عما إذا كان يعتبر القومية البيضاء تهديدا متزايدا في جميع أنحاء العالم، قال إنه لا يرى ذلك معتبر إنهم "مجموعة صغيرة من الناس لديها مشاكل خطيرة للغاية".

ونوهت الصحيفة إلى أن الهدف الأساسي للسفاح تارانت هو منع المسلمين وغير البيض من السيطرة على المجتمع الغربي، ودعوة البلدان ذات الغالبية البيضاء إلى سحق الهجرة وترحيل غير البيض وإنجاب المزيد من الأطفال للحفاظ على التفوق العددي للمواطنين البيض، وتضمن بياناه على عبارات مثل "طرد الغزاة" و"استعادة أوروبا".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن هذه الأهداف لها أصداء في الخطاب الغاضب للعديد من الساسة في أوروبا ومنهم وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، ورئيس الوزراء المجرى، فيكتور أوربان.

وذكرت الصحيفة بأن أوربان سبق وأن أدان مفهوم المجتمع المتعدد الأعراق، وقدم نفسه كمدافع عن أوروبا المسيحية ضد من وصفهم بـ"الغزاة الإسلاميين"، ونفذ سياسات تشجع النساء فى بلاده على إنجاب المزيد من الأطفال.

وتابعت الصحيفة أنه بعد ساعات فقط من إطلاق النار في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، عاد أوربان إلى هذه الموضوعات في خطاب رئيسي لم يشر فيه إلى تلك المذبحة، حيث اكتفى بالقول إنه "بدون الثقافة المسيحية ، لن تكون هناك حرية في أوروبا"، مشددا "إذا لم نحمي ثقافتنا المسيحية ، فإننا نفقد أوروبا".

إلى ذلك، رأت الصحيفة الأمريكية أن قدرة تارانت على بث الهجوم عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي تسلط الضوء أيضا على كيفية استغلال اليمين المتطرف وسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا، حتى مع استمرار نشر رسالته عبر الزوايا المظلمة لمواقع الإنترنت الغامضة.

وقالت الصحيفة إنه من خلال بث وقائع المجزرة بنفسه، كان تارانت قادرا على التحايل على ما يسمى بـ"حراس البوابات الإعلامية" التقليديين، بل وتشجيع حراس البوابة أنفسهم على إعادة تجميع بعض اللقطات وتضخيم أفكاره ونقلها عن غير قصد إلى ملايين المقلدين المحتملين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك