أهالي شرقي خان يونس.. انهكهم النزوح و«محور ملعون» يفصلهم عن ديارهم - بوابة الشروق
الخميس 18 سبتمبر 2025 6:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

أهالي شرقي خان يونس.. انهكهم النزوح و«محور ملعون» يفصلهم عن ديارهم

خان يونس - صفا
نشر في: الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 12:33 م | آخر تحديث: الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 12:33 م

"محور لعين" يفصلهم عن بلداتهم قراهم بيوتهم وحياتهم، التي أصبحت ذكريات يروونها، تحت وطأة النزوح المستمر، الذي كانت آخر موجاته قبل نحو نصف عام، مكتوين بنار التشرد والعوزة وانعدام الدعم والصمود.

أهالي المنطقة الشرقية لمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، أعزاء قومٍ في بلداتهم التي لم يكن يليق بها إلا وصف الجنان من جمالها، أُخرجوا من ديارهم، وتُركوا في العراء، بين مواصي مستهدفة، وجنبات طرق مدمرة.

ويعاني أهالي المنطقة الشرقية المخلاة بشكل كامل من جيش الاحتلال، من ظروف نزوح قاسية، حيث خرجوا من بيوتهم في مايو المنصرم، تحت ضربات المدفعية والطيران الحربي، دون أن يستطيعوا اصطحاب مقتنياتهم وملابسهم.

وأطلقت جهات حقوقية وخيرية وصفحات رسمية ناطقة باسم المنطقة الشرقية، دعوات استغاثة ودعم للنازحين من هذه المنطقة.

"طفح الكيل نريد العودة لديارنا نموت هناك ولا هذا الذل"، تقول أم محمد رضوان النازحة من بني سهيلا، في مسجد بلال غربي المدينة، والذي يكتظ بالنازحين منذ أشهر.

وتضيف لوكالة "صفا": "النزوح كسرنا والناس فوق بعض في الجامع، وكل يوم صراخ والأطفال لم يعدوا يتحملوا".

- انعدام الحياة

"لا خصوصية لا حياة لا ملابس ولا دخل يمكننا من مواجهة هذه المأساة"، يقول محمد النجار النازح من بلدة عبسان الكبيرة.

ويشتكي في حديثه لوكالة "صفا"، من انعدام الدعم، مضيفًا: "نحن منسيون، اليهود يعيثون خراباً في بلادنا، ونحن في الشوارع مرميين، لا أحد يسأل عنا".

ويناشد أبو إبراهيم نصيرة أهل الخير وأصحاب الضمير والمؤسسات الخيرية والحقوقية، بمد يد العون لهم، وإيجاد أماكن تأويهم وتخفف من حدة الازدحام والمعاناة التي يواجهونها في معظم أماكن نزوحهم.

ويعبر لوكالة "صفا" عن حرقة أهالي المنطقة لعدم سماح جيش الاحتلال بعودتهم لمناطقهم.

يقول "أعلنوا مناطق خضراء وفرحنا لفرح أهالي المناطق القريبة، وإذا بالجيش يستمر في تصنيف مناطقنا بالحمراء".

ويردد غاضبًا "محور ملعون يفصلنا عن بيوتنا وجيش يتحكم بمصير حياتنا".

وتتواجد قوات جيش الاحتلال في محاور عدة بين شرقي خان يونس وغربيها، فاصلة بينهما، ضمن ما يسمى محور "كيسوفيم"، الذي يمتد من الحدود إلى البحر، ليضاف كمحور تقطيع رابع بالقطاع، بعد"مفلاسيم" و"نيتساريم" و"فيلادلفيا".

ويؤكد شهود عيان ومصادر ميدانية لوكالة "صفا"، ارتقاء عدد غير قليل من أهالي المنطقة الشرقية، خلال محاولتهم الوصول لبلداتهم، مؤكدين وجود شهداء ما زالت جثامينهم ملقاة في الطرقات، ويطلق جيش الاحتلال النار على كل من يخطو فيها.

ووثقت جهات رسمية نزوحًا جماعياً من أحياء وبلدات شرق خان يونس على دفعات متعاقبة، تراوحت التقديرات المجمعة لموجات النزوح الأخيرة الآلاف من الأشخاص الذين خرجوا من خان يونس، بما في ذلك موجة يوليو 2024 التي سجّلت نزوحاً يزيد على 180,000 شخص خلال أيام قليلة، إضافة إلى موجات نزوح متواصلة منذ مارس 2025.

• نزوح مستمر

ويفيد المكتب الإعلامي الحكومي لوكالة "صفا"، بأن جزءًا كبيراً من أهالي المناطق الشرقية نزحوا باتجاه منطقة المواصي، وسط وغرب خان يونس ومخيماتها.

ويوضح أن عدد سكان محافظة خان يونس كلها قبل الحرب بأكثر من 479,500 نسمة، وإذا ما تم احتساب البلديات والأحياء الشرقية (بني سهيلة، عبسان، الفخاري، القرارة، خزاعة، وباقي المنطقة الشرقية)، فإن هذه التجمعات السكانية والنازحين المقيمين فيها مجتمعة كانت تضمّ أكثر من 220,000 نسمة.

ويؤكد الحكومي أن حصيلة الشهداء في المناطق الشرقية من محافظة خان يونس تجاوز الـ2500 شهيد.

ويذكر أن الفرق الحكومية لم تنتهِ حتى الآن من عملية الإحصاء والحصر للأضرار الحقيقية في للمناطق الشرقية من محافظة خان يونس.

وحسب المكتب الإعلامي، فإن أوامر الإخلاء والعدوان والإبادة طالت عددًا من البلدات الشرقية من المحافظة بني سهيلا، عبسان، القرارة، الفخاري، خربة خزاعة ومجموعات أحياء شرقية أخرى.

ويتوزع نازحو المنطقة الشرقية في منطقة المواصي غرب خان يونس، وهي الوجهة الرئيسية للنازحين من الشرق، ومخيمات ومناطق وسط وغرب خان يونس ومؤسسات الإيواء الحكومية، ومناطق ساحلية مفتوحة ومخيمات مؤقتة في المنطقة الغربية من محافظة خان يونس، ولا يوجد إمدادات إنسانية في هذه المناطق، كما يؤكد المكتب الإعلامي.

ومنذ أكتوبر للعام 2023 ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد على 63 ألف شهيد، بالإضافة لما يزيد على 170 ألف إصابة، وما يزيد على 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك