قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن اكتشاف كبسولة رصاصية نادرة بها مجموعة من العملات التاريخية، اليوم، بمثابة كتابة فصل جديد من تاريخ الإسكندرية، نظرا لما تتمتع به من مكانة فريدة وعريقة في نفس الوقت، حيث نجد أن هذه العملات تمثل تراثا هاما جدا في تلك الفترة، والتنوع الموجود.
وأشار "عامر"، في بيان صحفي اليوم الخميس، إلى أن هذا الكشف يمثل فترة في التنوع والتواصل بين الجاليات التي عاشت في مدينة الإسكندرية، حيث نجد أن الجاليات اليونانية لعبت دورا محوريا في مدينة الإسكندرية وقت تواجدها بها، كما ساهمت في تعزيز ثقافتهم عن طريق مزجها بالحضارة المصرية القديمة، إذ إنها إمتداد لها، وهذا يوضح لنا مدى التأثر بها، والذي يمثل إسهامات وتدرج جميع مكونات المجتمع المصري القديم بشكل تدريجي.
وتابع أن هذه العملات تمثل حقبة تاريخية هامة لمعرفة الكثير من الأسرار في تشكيل الهوية السكندرية في تلك الفترات، وسيتم عرض هذه المقتنيات بالمتحف اليوناني الروماني لتكون شاهدا على هذه الحقبة الهامة والتاريخية لمدينة الإسكندرية.
كان عُثر اليوم الخميس، في إطار أعمال حفائر الإنقاذ التي يُجريها المجلس الأعلى للآثار في حي وسط الإسكندرية، على كبسولة رصاصية أودعت ضمن أساسات إحدى الفيلات، عثر بداخلها على مجموعة نادرة ومتنوعة من العملات المصرية التي تعود إلى عهدي السلطان حسين كامل والملك فؤاد الأول.
كما عثر بداخلها على ثلاث عشرة قطعة نقدية من فئات مختلفة، تراوحت ما بين المليمات والعملات الذهبية من فئة 100 قرش. كما تضم المجموعة عملات صغيرة من عهد الملك فؤاد الأول، وعملة نادرة من فئة قرشان للسلطان حسين كامل، بالإضافة إلى عملات فضية من فئات 5، 10، 20 قرشا وثلاث عملات ذهبية من فئات 20، 50، 100 قرش للملك فؤاد الأول، والتي تعد من أندر الإصدارات في تاريخ المسكوكات المصرية الحديثة.
وأوضح محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الفيلا التي وُجدت بها الكبسولة تقع ضمن ممتلكات عائلة سلفاجو، إحدى أبرز العائلات اليونانية في الإسكندرية، والتي لعبت دورًا محوريًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمدينة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
كما احتوت الكبسولة على وثيقة مكتوبة باللغة اليونانية على الآلة الكاتبة، ملحقة بتوقيعات يدوية ودعوات، تشير إلى وضع حجر الأساس للفيلا في الأول من مايو 1937 على يد قسطنطين م. سلفاجو، بدعم من والدته جوليا ك. سلفاجو، وتحت إشراف المعماري الفرنسي جان والتر، في إشارة إلى الطقوس الثقافية والدينية للجالية اليونانية في توثيق لحظات تأسيس منازلهم.