المزارعون: يوفر الأسمدة والوقود والمجهود ويعطى إنتاجية أكثر لكن تكلفته كبيرة
وكيل وزارة الزراعة لـ«الشروق»: 2000 فلاح قادوا التجربة تقليل فاقد المياه
حققت محافظة الشرقية طفرة كبيرة فى رى الأراضى الزراعية بنظام الرى الحديث، لتعظيم الاستفادة من مياه الرى فى إطار خطة الدولة لترشيد المياه، وتصدرت الشرقية قطار المحافظات الأكثر استجابة لرى عدد كبير من المحاصيل الزراعية بالنظام الجديد لتقليل الفاقد من المياه؛ حيث بلغ إجمالى المساحات المنزرعة نحو 85 ألف فدان بنظام التنقيط.
يقول محمد عدلى بدر، أحد المزارعين بمركز ومدينة فاقوس: إنه استخدم نظام الرى الحديث منذ عامين، فى رى الخضراوات التى يداوم على زراعتها، مشيرا إلى أن نظام الرى بالتنقيط وفر فى الوقود والمياه بنسبة تصل لـ 80%، وأعطى إنتاجية مرة ونصف زيادة عن النظام القديم.
وأضاف بدر، أن نظام الرى الحديث يعطى الأرض ما تحتاجه بالضبط مما يعود بالنفع على الإنتاج، وهذا ما يحتاجه المزارعون، موجها نصيحة للمزارعين باستخدام النظام الجديد فى زراعة الخضراوات بصفة خاصة، لافتا إلى أنه سوف يقوم بتجربته فى زراعة القمح والأرز.
وقال محسن غريب أحد المزارعين بمدينة الحسينية: إنه يروى أرضه الزراعية عن طريق نظام الرى الحديث باستخدام شبكة من الخراطيم المثقبة التى تُقطر المياه نقطة نقطة، مؤكدا أن النظام الحديث يوفر فى الأسمدة الزراعية، وينتج محصولا أعلى فى الجودة عن الرى بالغمر لأنه يعطى الأرض ما تحتاجه فقط؛ حيث كان نظام الرى القديم يعتمد على إغراق الأرض بالمياه ما كان يتسبب فى إنتاج محصول ضعيف، واستهلاك مياه بكمية كبيرة.
وأوضح غريب، أن النظام القديم كان يستغرق رى 10 أفدنة يومين، أما باستخدام الرى الحديث سواء الرى بالتنقيط أو الرش يتم حسب نوع الأرض ومكانها ونوع المحصول الذى يتم زرعه ويتم فى وقت أقل.
من جانبه قال عدد نقيب الفلاحين عماد أبو حسين: إن مميزات الرى الحديث، فى مقدمتها توفير المياه، مشيرا إلى أن الفلاح فى اتباع نظام الرى القديم لمساحة 10 أفدنة كان يحتاج من يومين لثلاثة أيام لرى الأرض، وفى النظام الحديث أصبح يستغرق 10 ساعات فقط، وهو ما وفر الوقت والمجهود على المزارعين، بجانب التوفير فى الأسمدة، وزيادة الإنتاجية.
وأضاف أبو حسين، أن العيب الوحيد لنظام الرى بالتنقيط أنه مكلف على صغار المزارعين فى بداية الأمر بسبب التصميم، ولكن مردوده يعود بالنفع على الفلاح على فترات، لافتا إلى أن معظم صغار الفلاحين لا يوجد لديهم وعى كافٍ بالنظام الجديد وفوائده عليهم وعلى المجتمع.
ونصح نقيب الفلاحين، المزارعين، باتباع نظام الرى بالتنقيط فى رى الأراضى التى تزرع الفواكه والخضراوات، أما الأراضى التى تزرع البرسيم والذرة فيتم الرى عن طريق الرش.
ومن جانبه قال وكيل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بمحافظة الشرقية على لاشين: إن محافظة الشرقية من أولى المحافظات وأكثرها اعتمادا على نظام الرى الحديث لعدد من المحاصيل الزراعية، منبها إلى أن المشروع فى البداية كان مطروحا لرى البساتين والمحاصيل المشابهة لذلك، لكن بعد الاستعانة بأساتذة الزراعة شهدت المحافظة توسعا غير مسبوق فى زراعة المحاصيل بنظان الرى الحديث.
وأوضح لاشين، فى تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن إجمالى المساحات المنزرعة بنظام الرى الحديث بلغت 85 ألف فدان، من بينها نحو 20 ألف فدان تمت زراعتها فى 4 أشهر فقط فور توليه المسئولية منتصف أغسطس الماضى، وسيتم خلال نهاية الشهر الجارى انضمام 4 آلاف فدان لنظام الرى الحديث، منوها إلى أنه تم عقد حلقات نقاشية، وتنفيذ ورش عمل للمزارعين بالتنسيق مع مراكز البحوث التابعة لكلية الزراعة، من خلال أساتذة متخصصين؛ لشرح مزايا الرى الحديث والفائدة التى تعود على المزارعين، وهو ما لاقى رد فعل إيجابيا كبيرا من جانب المزارعين لتنتشر الفكرة بصورة غير مسبوقة فى وقت قياسى.
وقال إن الفكرة الأساسية والهدف الرئيسى لنظام الرى الحديث هو ترشيد استهلاك المياه وتقليل الفاقد، إذ كانت تستهدف المحافظة فى البداية المناطق الصحراوية بمراكز ومدن: الصالحية، وبلبيس، وأبو حماد، وجزءا من فاقوس (منطقة الخطارة)، لكن تم التوسع ليشمل الرى الأراضى الطينية أيضا فى مركزى بلبيس وفاقوس، ما يؤكد على أن نظام الرى الحديث هو مستقبل الزراعة.
وعقد وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، مقارنة بين نظام الرى الحديث الذى يعتمد على التنقيط والرش، ونظام الرى بالغمر، موضحا أن الأخير كانت الأرض تحتاج نحو 6 ساعات للرى، وتستهلك وقودا طوال تلك المدة، فى حين أنه فى الرى الحديث يمكن الانتهاء من رى المحصول خلال 30 دقيقة فقط، فضلا عن توفير الوقود، كما أن الرى بالغمر يحتاج لرى النبات 4 مرات على الأقل بسبب الحشائش التى تظهر بسبب الغمر، بينما الرى بالتنقيط يمنع ظهور الحشائش من الأساس، ما يُعد توفيرا للمبيدات، كما أن النظام الحديث نجح فى زيادة الإنتاجية عكس الغمر الذى كان يتسبب فى تعفن الجذور ويؤثر بصورة كبيرة على الإنتاج فكان يُضعف المحصول ولا يعطى إنتاجية جيدة.
ونبه لاشين إلى أن عدد الفلاحين الذين استخدموا الرى بالتنقيط وصل حتى الآن إلى 2000 فلاح، مع توقعاته بتزايد الأعداد بشكل كبير خلال العام المقبل.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة طرحت خطة كبيرة لتعظيم الاستفادة من الرى الحديث وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المحاصيل، من خلال بروتوكول تم توقيعه مع أحد البنوك لتمويل الأراضى التى يطلب أصحابها الاعتماد على النظام الحديث للرى، من خلال الشركات.
وتابع: وإذا ما كان المزارع لا يملك الأموال اللازمة تنفذ وزارة الزراعة المشروع له ويتم تحصيل المبالغ المستحقة خلال 3 سنوات بفائدة 5%.
كما أشار إلى أن الفكرة بدأت تنتشر بصورة كبيرة داخل أرجاء المحافظة لتعظيم الإنتاج للمساحة المنزرعة وتشجيع المزارعين، إذ بدأ عدد من أصحاب الصوب الزراعية اعتمادها لرى عدة محاصيل، بينها خيار باراكودا، وفلفل ألوان صنف ريد جرين، وصنف فلفل 361 أصفر، مزروعة جميعها فى أرض طينينة وبطرق رى حديثة بالتنقيط، ضمن المشروع القومى لترشيد استخدام المياه.