دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل تعيد اتهام صربيا بالإبادة الجماعية ضد البوسنة.. ما القصة؟ - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 11:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل تعيد اتهام صربيا بالإبادة الجماعية ضد البوسنة.. ما القصة؟

منال الوراقي
نشر في: الخميس 18 يناير 2024 - 7:15 م | آخر تحديث: الخميس 18 يناير 2024 - 7:15 م

لا تزال جلسات الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بارتكاب أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة مستمرة، خصيصًا بعد انضمام ألمانيا كطرف ثالث.

وسرعان ما أعادت الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني الحديث عن جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها صربيا ضد البوسنة، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، ومنذ عقود في محكمة العدل الدولية.

• ولكن ما هي قصة دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها البوسنة ضد صربيا؟

اتهمت البوسنة صربيا، في عام 2006، بأنها حاولت إبادة المسلمين البوسنيين "البوشناق" من سكان البوسنة والهرسك، حيث تم رفع الدعوى من قبل الدكتور فرانسيس بويل مستشار رئيس البوسنة علي عزت بيغوفيتش، خلال حرب البوسنة والهرسك.

وتم الاستماع إلى القضية في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا خلال جولتين، الجولة الأولى من سماع أقوالهم وشهادات الخبراء والشهود، خلال فبراير ومارس عام 2006، ثم الجولة الثانية خلال أبريل ومايو من العام نفسه.

وبحلول فبراير عام 2007، برأت محكمة العدل الدولية في حكمها صربيا من تهمة الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك أثناء حرب البلقان التي استمرت ما بين عام 1992 إلى 1995، وراح ضحيتها نحو 100 شخص، وهي الحرب التي اشتعلت بعد تفكك الدولة اليوغوسلافية.

إلا أن المحكمة قالت إن صربيا مذنبة لأنها فشلت في منع الإبادة الجماعية في سربرينتشا، التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف من مسلمي البوسنة، وفق ما ذكرت الأمم المتحدة.

وقالت المحكمة، إن المذابح التي تعرض لها مسلمو البوسنة في مدينة سربرينتشا، التي تقع في شرق البوسنة، تمثل إبادة جماعية إلا أنها لا تستطيع التأكيد على مسئولية صربيا عنها.

ورفضت المحكمة طلب البوسنة بدفع صربيا تعويضات بمليارات الدولارات لأسوأ مذبحة ارتكبت في التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الحكم طالب صربيا بتسليم راتكو ميلاديتش، وغيره من المتهمين بارتكاب جرائم إبادة جماعية للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.

ورغم أن الأمم المتحدة قالت إن حكم المحكمة ملزما وليس قابلا للاستئناف، إلا أنه وفي عام 2017، قال الزعيم البوسني المسلم بكر عزت بيغوفيتش، إن البوسنة والهرسك ستطعن على قرار المحكمة التابعة للأمم المتحدة الذي يبرئ صربيا من تهمة الإبادة الجماعية في يوغوسلافيا السابقة، قبل أيام من انتهاء المدة المسموح فيها بالطعن.

واستعان بيغوفيتش، بمحامٍ لإعداد دعوى قضائية قبيل انقضاء موعد الطعن ومدته عشر سنوات، حيث قال حينها إن الهدف هو إثبات أن الإبادة الجماعية كانت واسعة النطاق لدرجة لا يمكن قصرها على سربرنيتسا، متابعا: "إننا معنيون بالحقيقة وعملية المصالحة تقوم على الحقيقة"، وفق ما نقلت بي بي سي.

وفي تقرير حديث للجارديان، وبعد دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، أعلنت الناشطة والناجية البوسنية أرنيسا بولجوشميتش كوستورا بأنها ستعود لتتحرك، وتقدم أدلة جديدة ضد صربيا لإعادة فتح قضية الإبادة الجماعية في حق عائلتها وشعبها.

وقالت أرنيسا، بأنها ستقدم أدلة وتقود تحركات جديدة في القضية المرفوعة ضد صربيا بارتكابها إبادة جماعية ضد شعبها قبل 30 عامًا، موضحة أنها حينها كانت طفلة تعيش تحت الحصار في سراييفو، وكان أقاربها من بين 100 ألف شخص قتلوا خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995، ولم يتم العثور على رفات أقاربها حتى الآن.

وقالت إنها وهي سن الخامسة، تعرضت لإطلاق نار من قبل قناص بينما كانت تجمع المياه من شاحنات المساعدات، متذكرة فظائع الحرب والإبادة الجماعية في سربرينيتسا.

وعن الإبادة الجماعية في غزة، قالت كوستورا، وهي أستاذة في مجال حقوق الإنسان والإبادة الجماعية في لندن: "من الجنون أنه بعد مرور 30 ​​عاماً، لا نزال في نفس الموقف، ونجري نفس المناقشات".

وأضافت: "نحن بالفعل على شفا الهاوية في الوقت الحالي، حيث لا تقتصر المحاكمة على إسرائيل فحسب، بل إن القانون الإنساني الدولي برمته وإطاره، بطريقة ما".

وبعد مشاهدة إجراءات القضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي الأسبوع الماضي، جمعت كوستورا أكثر من 1000 توقيع حول جرائم الإبادة الجماعية من الناجين من الحرب في جميع أنحاء البوسنة والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة في رسالة مفتوحة إلى محكمة العدل الدولية.

ودعت أستاذة حقوق الإنسان المحكمة التابعة للأمم المتحدة إلى منع تكرار التاريخ من خلال تنفيذ "التدابير المؤقتة" التي قدمتها جنوب أفريقيا والتي تتطلب اتخاذ إجراءات، مثل وقف إطلاق النار، للتخفيف من خطر الإبادة الجماعية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك