حكايات فلسطينية (8)..الشيخ سليمان الفاروقي مؤسس أول حزب لمقاومة الصهيونية - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (8)..الشيخ سليمان الفاروقي مؤسس أول حزب لمقاومة الصهيونية

محمد حسين
نشر في: الإثنين 18 مارس 2024 - 6:47 م | آخر تحديث: الإثنين 18 مارس 2024 - 6:47 م
يواصل الاحتلال الإسرائيلي، انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، طيلة ما يزيد على 5 أشهر، وتورط الاحتلال في ارتكاب عشرات المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، ما خلّف آلاف من الشهداء والجرحى.

وشهدت غزة معاناة الآلاف من مجاعة، وسط نقص كبير في المواد الغذائية، والمعدات الطبية والأدوية والوقود، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمستشفيات.

ويعتبر الكثيرون، أن العدوان الأخير على غزة يشكّل مأساة إنسانية غير مسبوقة تعد الأكثر قسوة ودموية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض "الشروق"، في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية"، على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك:

الحلقة الثامنة:

انتهينا في الحلقة السابقة من تناول لمحات من تاريخ الثورة العربية الكبرى في فلسطين.

ونتعرض في حلقة اليوم لسيرة شخصية بارزة ومؤثرة في تاريخ النضال الفلسطيني وهو الشيخ سليمان التاجي الفاروقي، طبقا لما ورد بالموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.

* فقد البصر في الصغر

ولد الشيخ سليمان التاجي الفاروقي في مدينة الرملة، وتلقى دروسه الابتدائية على يدي الشيخ يوسف الخيري.

وكان قد فقد بصره في التاسعة من عمره، فانكب على حفظ القرآن ودراسة علوم العربية.

* ذكاء لافت

التحق بالجامع الأزهر، حيث درس علوم الفقه واللغة والتاريخ، وهناك لفت نظر الشيخ المصلح محمد عبده لذكائه وسرعة استيعابه.

* المحاماة وتفسير القرآن

عاد سليمان التاجي الفاروقي إلى فلسطين، ثم سافر الى إسطنبول ليدرس الحقوق فنال الشهادة سنة 1909 وأتقن التركية والفرنسية والإنجليزية، وكان يفسر القرآن في جامع آيا صوفيا.

عاد بعدها إلى فلسطين، وزاول مهنة المحاماة.

* أول حزب سياسي

شارك سليمان التاجي الفاروقي قبل الحرب العالمية الأولى في تأسيس أول حزب سياسي يهدف إلى مقاومة الصهيونية، وكان باسم "الحزب الوطني العثماني"، ومن أهدافه: "معارضة الحركة الصهيونية بصورة قانونية ومحاربتها بسلاح الحق، وتذكير الحكومة بواجباتها في منع الهجرة ومنع بيع الأراضي".

* نشر القضية

وصار ينشر مقالات في صحيفة "المفيد" البيروتية، يحذر فيها من خطر وقوع فلسطين تحت النفوذ الصهيوني نوفمبر 1913، ونشر في جريدة "فلسطين" قصيدة بعنوان: "الخطر الصهيوني"، ذكّر فيها الحكام الأتراك بواجبهم في حماية فلسطين.

نشر في نهاية سنة 1920 مقالا يدعو فيه إلى عقد "مؤتمر وطني فلسطيني"، وكان من المشاركين في "المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث"، الذي انعقد في مدينة حيفا ما بين 13 و19 ديسمبر 1920، ممثلا لمدينتَي اللد والرملة، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية العربية التي انبثقت عن ذلك المؤتمر، كما شارك في أعمال "المؤتمر العربي الفلسطيني الخامس" الذي عقد في نابلس في سبتمبر 1922.

* ممثل المعارضة

وألقى الفاروقي كلمة الوفد الفلسطيني الذي قابل وزير المستعمرات البريطاني ليو ايميري، في أبريل 1925، بصفته ممثلا لحركة المعارضة، لدى زيارة الوزير القدس.

بادر الفاروقي في يوليو 1926 إلى دعوة زعماء فلسطين إلى عقد "المؤتمر العربي الفلسطيني السابع"، وتشكلت في إثر ذلك لجنة تحضيرية من 40 عضوا، وكان من المشاركين في "المؤتمر العربي الفلسطيني السابع" الذي عقد في يونيو 1928.

* صحيفة الجامعة الإسلامية

أصدر الفاروقي في 1932 في يافا صحيفة يومية باسم "الجامعة الإسلامية"، تبحث في الموضوعات السياسية والعلمية والأدبية، وتكشف عن الأطماع الصهيونية في فلسطين، وعرّفها بأنها "فلسطينية المنشأ" و"إسلامية المذهب" و"شرقية المنزع". وتعرضت هذه الصحيفة للتعطيل مرات عديدة على أيدي السلطات البريطانية، التي قررت أخيرا في 24 يونيو 1938 إلغاء رخصتها.

* النكبة

غادر الفاروقي فلسطين إلى الأردن عند وقوع النكبة.

ترأس مؤتمر عمّان الذي اختار منظموه عقده في اليوم الذي عقدت فيه "الهيئة العربية العليا" مؤتمر غزة، وهو أول أكتوبر 1948. ثم شارك في مؤتمر أريحا الذي عقد في ديسمبر 1948، وبويع فيه الملك عبدالله، وتمت فيه الموافقة على ضم الضفة الغربية لنهر الأردن، إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

* معري فلسطين

ويعتبر سليمان التاجي الفاروقي شاعرا وسياسيا ومناضلا فذ، لُقّب بـ "معري فلسطين"، وتميّز بخطبه الرنَانة ونظمه القصائد الارتجالية، ومعارضته العنيدة لزعامة الحاج أمين الحسيني طوال حياته السياسية، مع مقاومته الصهيونية والسياسة البريطانية المؤيدة لها، توفي في أريحا ودفن بمقبرة باب الرحمة في القدس.

اقرأ أيضا
حكايات فلسطينية (7).. الكتاب الأبيض ونهاية الثورة العربية الكبرى في فلسطين


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك