القهوة في وسط البلد ليست مجرد ملتقى شعبي كغيرها من المقاهي في أي منطقة، بل إن روح المكان واختلاف طوائف الجالسين عليها يجعل منها مكانًا مختلفًا عن غيره من الأماكن، فوسط البلد هو المكان الأول لخروجات الأصدقاء وحتى العائلة، فبعيدًا عن كونه يقع في "منطقة محايدة" لسكان أي منطقة، يمكن أن تجد بتلك المنطقة العريقة ماتريده، فهو مكان يوفر الكثير من المتطلبات الشرائية سواء من ملابس أو طعام أو شراب.

ومنذ أيام تزايد الحديث عن منطقة وسط البلد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال، عن حملة لبدء إزالة الإشغالات من المنطقة وتطويرها، وتحدث بعض رواد هذه المواقع من خلال هاشتاج " #وسط_البلد"، عن تغيير المصطلحات داخل المنطقة اختلافًا عن غيرها من أحياء مصر، حيث أن أغلب المقاهي تُعد المفضلة لدى المثقفين والأدباء والشباب، الذين يكون لهم لغة اعتبرها البعض مغايرة مختلفة في مظهرها فقط، بحيث يبدو أن لرواد وسط البلد لغتهم وحدهم.

وغالبًا ما تكون أغلب تجمعات رواد وسط البلد على مقاهيها المختلفة، وترصد «الشروق» خلال التقرير التالي أشهر المقاهي الشعبية في المنطقة.

ريش:

قهوة ريش الموجودة بشارع طلعت حرب، تعد أحد أهم مقاهي المثقفين والأدباء في مصر، ويرجع تاريخ بنائها لعام 1908، وقديمًا كانت محط إقبال كبار الكتاب والفنانين والصحفيين بشكل يومي، وكان يتم إعداد جلسات نجيب محفوظ الأدبية مع ندوات العقاد، وتوفيق الحكيم، وتتزين حوائط المكان حتى الآن بصور هؤلاء المشاهير، ويُعد هو المقهى المُحتفظ بأصالته وعراقته.

زهرة البستان:

يقع في الممر المجاور لريش، وقديمًا كان ملتقى الأدباء حتى أن المكان مكتوب عليه حتى الآن "ملتقى الأدباء والفنانين"، وكان نجيب محفوظ قديمًا يعقد ندواته هناك، ولكنه تحول اليوم وأصبح المقهي الذي يستقبل الشباب والأصدقاء للجلوس عليها.

مقهى الحرية:

أحد المقاهي التي تطل على ميدان الفلكي، وهو من المقاهي التي اشترهت بصور البيرة، بديكوره العتيق المميز، إذ أنها تسمح بشرب البيرة في أماكن خاصة بداخله، ويتوافد عليه عدد كبير من الأجانب.

ويقال إنه كان قديمًا كان يتردد عليه الضباط الأحرار، والفنان أحمد رمزي ورشدي أباظة وشكري سرحان.

التكعيبة:

أحدث المقاهي في المنطقة، واستطاعت أن تحافظ على فئة محددة خاصة بها، من الكتاب والمخرجين والفنانين التشكيليين؛ بسبب وقوع القهوة بين قاعات الفن التشكيلي.

غزال:

في أحد ممرات شارع طلعت حرب من ناحية وشامبليون من ناحية أخرى حيث تتواجد أحد أقدم المقاهي الشعبية، فيتواجد في مكانه منذ ما يقرب من 40 عامًا، ويُعد أحد المقاهي التي تجذب الصحفيين والمحامين نظرًا لقربه من نقابتيهما، وسمي بمقهى غزال نسبة إلى صاحبه "عم الغزال" الناصري، وقديمًا كان يشتهر بنشاطه السياسي.

السد:

رواد هذه القهوة القديمة أكثرهم من موظفيين أو المحامين، نظرًا لقربه الشديد من دار القضاء العالي فهو يقع على الرصيف المقابل للدار.

قهاوي الألفي:

على غرار مقاهي البورصة قديمًا تحول شارع الألفي بعد تطويره مطلع العام الجاري إلى مكان يمتلئ بالكافيهات والقهاوي البلدي الملاصقة لبعضها البعض، ويتواجد بالمكان أيضًا عدد من محلات الطعام.