مع فيضانات السودان.. كيف ساهمت السدود المصرية في تدارك خطر السيول؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مع فيضانات السودان.. كيف ساهمت السدود المصرية في تدارك خطر السيول؟

منابع نهر النيل
منابع نهر النيل
منال الوراقي:
نشر في: الأحد 18 أغسطس 2019 - 3:48 م | آخر تحديث: الأحد 18 أغسطس 2019 - 3:48 م

مع مطلع يونيو من كل عام، تبدأ الأمطار الموسمية في السقوط على الهضبة الإثيوبية -المنبع الرئيسي لنهر النيل- والتي تستمر حتى نوفمبر، لتبلغ ذروتها في شهري يوليو وأغسطس؛ لتجلب معها فيضان النيل، الذي تشهده عدد من دول حوض النهر كل عام، والذي يتدفق من الهضبة الإثيوبية مرورا بمقياس الديم في السودان، حتى يصل إلى بحيرة ناصر في مصر، مستمرا لمدة 3 أشهر متصلة، إذ يحمل معه نحو 85% من مياه النهر الأزرق.

السودان شهدت الفيضان خلال الأسبوعين الماضيين، ولكن نتيجة لمشاكل عديدة بمنظومة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، تشهد البلاد آثارا عنيفة لتلك الأمطار الغزيرة تصل لحد السيول والفيضانات، حيث أسفرت هذ العام عن مقتل 46 شخصا على الأقل، فضلا عن تضرر آلاف البيوت والمنازل في 18 ولاية بمختلف أنحاء البلاد، حسبما صرحت وزارة الصحة السودانية.

 

ومع اقتراب الفيضان من الحدود المصرية، ساد القلق بين الكثيرين خوفا من مخاطره التي لحقت بالسودان المجاور، الأمر الذي اضطر وزارة الموارد المائية والري للرد على خوف المصريين بالنفي، وطمأنتهم بتصريحها، في بيان لها، قائلة إنه "من المبكر الحديث عن حجم فيضان نهر النيل لهذا العام، حيث ما زالت مصر في بداية السنة المائية التي بدأت في 1 أغسطس، وحجم الفيضان يتحدد نهاية شهر أكتوبر"، مؤكدة أن المتابعة مستمرة لإيراد النهر الوارد إلى مصر من خلال مركز التنبؤ بالفيضان والأجهزة الأخرى المعنية بالفيضان، كما أكدت على جاهزية بحيرة ناصر والسد العالي وخزان أسوان لمواجهة الفيضان.

ولكن، كيف ساهمت السدود في مواجهة خطر السيول والفيضانات؟

كانت مصر مثلها مثل السودان، تضربها الفيضانات مع بداية السنة المائية من كل عام، نتيجة تلقيها حصة من إيراد النيل أكثر من حصتها الحالية، إذ شهدت مصر على مدار تاريخها عدة فيضانات كانت تغمر الأراضي الزراعية؛ وتؤدي إلى تلف تلك المحاصيل الزراعية وغرقها، وحدوث المجاعات، وكان فيضان عام 1887، من أقوى وأعنف الفيضانات التي شهدتها مصر في نهايات القرن الـ19.

 

- خزان أسوان

استمرت الفيضانات في إلحاق الضرر بمصر نسبيا، حتى بدأت الحكومة المصرية ببناء خزان أسوان في عام 1897، قبل أن ينتهي العمل فيه عام 1902، في عهد الخديو عباس حلمي الثاني؛ لحجز المياه الزائدة في موسم الفيضان، وبهدف السيطرة على النهر وترويضه، لكن الخزان كان لا يحجز المياه لأكثر من عام واحد، لذا كان الاتجاه لبناء السد العالي.

 

- السد العالي

في 9 يناير 1960، بدأت مصر في إنشاء السد العالي لحماية أراضيها من الفيضانات العالية التي كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة في ذلك الوقت، قبل أن يتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية منه في 15 يناير 1971، ومع اكتمال بناء السد العالي أحد أكبر السدود في العالم، في أسوان، منع وصول الفيضان لمصر، إذ بات يتوقف وصوله وراء السد عند حدود السودان.

 

- بحيرة ناصر

نتيجة المياه المتجمعة خلف السد العالي بعد إنشائه،‏ تكونت بحيرة ناصر أكبر بحيرة صناعية في العالم، حاليا تعمل بحيرة ناصر المجاورة للسد العالي على تقليل اندفاع مياه الفيضان، كما تقوم بتخزينها للاستفادة منها في وقت انحفاض منسوب المياه، إذ تبلغ السعة التخزينية لها 164 مليار متر مكعب من المياه، وتستطيع استيعاب الفيضان بالكامل لمدة سنتين.

 

- قناة مفيض توشكى

بعد ذلك اتجهت مصر لإنشاء قناة مفيض توشكى لتصريف المياه الزائدة عن منسوب بحيرة ناصر إلى المنخفض الطبيعي المعروف بمنخفض توشكى غرب النيل عن طريق القناة الموصلة بين بحيرة ناصر والمنخفض، والتي تم الانتهاء من إنشاءها في 15 أكتوبر 1996.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك