كيف غيّر عمرو دياب مفهوم الأغنية العاطفية في التسعينيات؟ - بوابة الشروق
الجمعة 4 يوليه 2025 9:31 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

كيف غيّر عمرو دياب مفهوم الأغنية العاطفية في التسعينيات؟

محمد حسين
نشر في: الخميس 3 يوليه 2025 - 11:03 ص | آخر تحديث: الخميس 3 يوليه 2025 - 11:03 ص

يترقّب جمهور عمرو دياب طرح ألبومه الجديد، في الساعات المقبلة، وسط موجة من الحماس على مواقع التواصل وعودة قوية لأغاني "الهضبة"، إلى قوائم الأكثر تداولا؛ لكن هذا الحضور المتجدد ليس استثناءً، بل استمرار لمسيرة بدأت مطلع الثمانينيات، رسّخ خلالها عمرو دياب مكانته كواحد من أكثر الفنانين تأثيرًا في الموسيقى العربية الحديثة.

وفي قراءة لأحد فصول كتاب «أيامنا: رؤية موسيقية واجتماعية لمسيرة عمرو دياب» للكاتب مصطفى حمدي، الصادر عن دار ريشة، نتوقف عند واحدة من اللحظات المفصلية التي ساعدت في رسم ملامح هذا المشروع الغنائي؛ حوار تلفزيوني شهير منتصف التسعينيات، عبّر فيه عمرو عن فلسفته في اختيار الكلمات، ورفضه أن يكون تكرارًا لغيره.

لقاء لعمرو دياب مع الإعلامي عماد أديب ببرنامجه الشهير «على الهواء» في منتصف التسعينيات، الذي كان يذاع على شاشة أوربت.

وقال عمرو عبارة قد تفسر فكره واختياراته على مستوى الكلمات: «سألوني ليه ما بتغنيش زي اللي قبليك؟! قلت لهم أهلي ربوني واتعلمت واشتغلت وتعبت علشان أبقى شخصية مستقلة، وأعيش تجربتي أنا مش تجربة الآخرين، ادوني فرصة أعيش تجربتي»

وكان عمرو دياب يشير في هذا الرد إلى حواره الشهير في بداياته مع الإعلامي مفيد فوزي، والذي حول الحوار إلى محاكمة لعمرو أمام المشاهدين، بل وفرض أفكاره وقناعاته الفنية عليه.

لكن عماد أديب استثمر آنذاك العبارة التي قالها عمرو ليسأله: «تتأنى في كلمات أغانيك؟»

فأجاب عمرو: «عشت تجارب كتير في حياتي، من بورسعيد للشرقية للقاهرة، جربت مشاعر كتير على المستوى الإنساني، سواء لما كانت حالتي المادية تحت الصفر، وبعد شوية بقت أحسن، لحد ما بقيت ميسور"
عشت تجربتي من أوضة فوق سطح لحد ما بقى عندي شقة تمليك سنة 88، علشان كده أنا بشوف كلام الأغاني من منظور مشاعر الناس العادية جدًا، بشوف الحب من منظور أي واحد عادي حب واتحب والدنيا اتغيرت معاه، والمجتمع أثر فيه ومر بتجارب، لازم الكلام يكون بيعبر عن اللي بيسمعه».

قبلها بسنوات عدة، وتحديدًا في أواخر الثمانينيات، كان عمرو دیاب يسعى بشكل جاد لتطوير كلمات أغانيه، وأن يدخل صوته موضوعات درامية مختلفة عما قدمه، ولهذا تحدث مع الشاعر مدحت العدل وقتها عن رغبته في تقديم أغنية تشبه أغنية «جت من الغريب» التي غناها محمد الحلو وحققت نجاحًا كبيرًا.

ويحكي مدحت العدل: «كان عمرو معجبًا بالفكرة التي طرحتها الأغنية، وطلب مني أن أفكر في أغاني درامية تحمل أفكارًا جديدة، فقلت له مقطعًا أذكر مطلعه: (وإيه يعني تودعني ده إنت اللي ناسي) حتى نهاية الكوبليه.
تحمس جدًا وطلب مني أن أكتب بقية فقرات الأغنية، ولحنها فورًا وسجلها وصدرت في ألبوم "شوقنا».

وكانت أغنية «وإيه يعني» بداية لتأسيس خط غنائي لدى عمرو دياب يهتم بالأغنية الدرامية وحالاتها المختلفة، وبموازاة هذا الخط اعتمد مشروع عمرو دياب في الكتابة على اسمين من عالمين مختلفين وبفلسفتين مختلفتين أيضًا، وهما الشاعر مجدي النجار «ضابط الشرطة» سابقًا، ومدحت العدل «الطبيب» الذي اقتحم عالم الشعر الغنائي، وكلاهما ترك بصمة كبيرة في مرحلة الثمانينيات والتسعينيات وساهم في تأسيس هذا الخط الغنائي الدرامي والفكري أيضًا.

وقدّم عمرو صورًا درامية غنائية ساهمت في بناء صورته الذاتية كمطرب، بمعنى أن أغلب أغنياته الدرامية في هذه الفترة كانت على النقيض تمامًا من صورة الحبيب المنكسر المهزوم التي رسخها بنجاح منقطع النظير عبد الحليم حافظ خلال مسيرته، لدرجة أن هذه الصورة أصبحت مفروضة على كل من أراد تقديم أغنية درامية عاطفية.

وتحرر عمرو من فكرة «المظلومية العاطفية» في أغانيه، بل صنع صورة الحبيب القادر على التجاوز، حتى العتاب لم يكن بلهجة استرضاء أو مطالبات بالرجوع.

ويتجسد هذا بوضوح في أغنية «زي الزمان» التي كتبها مدحت العدل ولحنها عمرو دياب، ويقول فيها:
زي الزمان مالكيش أمان
وفي ثانية بتبيعي اللي كان
لا هنشغل بواكي وأدوب
ولا أقول مقدر ولا مكتوب!



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك